علماء نفس يرصدون عودة ضحكة الصباح لوجوه المصريين

رصد علماء النفس مجموعة من الانفعالات الجديدة التى طرأت على سلوكيات المصريين فى البضعة شهور الأخيرة، وكان أهم هذه السلوكيات هى الإيجابية والتفاؤل، وحب التعاون، وعودة الضحكة على وجوه المصريين صباحًا.

لأول مرة فى تاريخ المصريين يحدث أن يكون المصريون رئيسهم واحدًا منهم، اختاروه بأنفسهم، وينطلق فى حكمه من رؤاهم وما يريدون، هكذا عبر الدكتور سعيد الهندى، أستاذ التنمية البشرية وعلم النفس البشرى، عن غبطة الشعب المصرى بهذا الاختيار، فقد فتح لهم آفاقًا من الإيجابية والتفاؤل، ربما تستطيع خلال سنوات قليلة تغيير الطريقة التشاؤمية التى سيطرت على تفكير المصريين لعقود عدة.

ويقول هندى إن الشعب المصرى يعيد كتابة تاريخه الحديث بمحض إرادته، بعد أن جاء الرئيس المنتخب معبرًا عن إرادة الشعب بعد ثورة شعبية خلعت الرئيس السابق وحاكمته مع أعوانه، فقد شعر المصريون بأنهم استردوا كرامتهم المسلوبة منذ عقود، وبدأوا يتحركون فى نشاطاتهم اليومية (الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية) بكل إيجابية، وكأنهم يقولون "البلد بلدنا رجعت لينا".. 

ويتابع هندى، أن أهم ما يمكن رصده بالمعايير النفسية البسيطة، وهو ما يستطيع رجل الشارع ملاحظته أيضًا بكل سهولة إذا ركب أى حافلة (الأتوبيس) صباحًا، فسوف يجد أن وجوه المصريين تخلت عن التكشيرة المعهودة، وأصبحوا يبادلون بعضهم بالابتسامات وربما الضحكات فى المواصلات العامة، وفى الطرق، وفى المؤسسات الحكومية، وهو ما كان يعتبر شيئًا غير معروف أيام زمن المخلوع حسنى مبارك.

ويشير هندى إلى قيمة جديدة ظهرت فى سلوكيات المصريين، وهى قيمة التفاؤل، وهو ما ظهر جليًا بعد إعلان مرسى رئيسًا، حيث انتابت البورصة المصرية حالة من التفاؤل أعقبها حصد كبير للأرباح وصلت لعدة مليارات، وكان كل ذلك بسبب التفاؤل.

ويؤكد هندى أن التفاؤل من الصفات الرئيسية لأى مجتمع صحى، فالتفاؤل يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل، وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح والتقدم لدى شعوب الأرض، كما أوضح أن التفاؤل يعتبر أصدق تعبير عن الرؤية الإيجابية للحياة، فالمتفائل ينظر للحياة بأمل وإيجابية للحاضر والمستقبل، وأيضًا للماضى حيث الدروس والعبر، ورغم كل التحديات والمصاعب التى يواجهها الإنسان فى الحياة، فإنه لابد أن ينتصر الأمل على اليأس والتفاؤل على التشاؤم.

 

Leave a Reply