انانيون .. فكيف نعدّل سلوكهم؟

د. عدنان الطوباسي - الانانية  نزعة  بين الناس ، تتفاوت من شخص لآخر نظراً لأن الإنسان بطبيعته محبٍ لذاته ميال لتحقيق اهدافه بطريقة او أخرى
 وهي افة خطيرة اذا استشرت في المجتمع قتلت فضائل الناس وغيبت عنهم خصال المحبة والتعاون والايثار وتركتهم  اسرى الجشع والطمع والخداع
 و في معجم علم النفس : الانانية نوع من السلوك يقوم على اساس من المنفعة الذاتية بدلا من منفعة الاخرين و هي الافراط في تفدير الذات و ما تصف الذات و ما تتصف به في تقدير ما انجزه الفرد.
   ويرى «ابو سعيد  :ان الناس في زماننا هذا اضحت الانانية تغلف حياة معظمهم وهو ماضون الى ذلك لاسباب عديدة كما يعتقد ان ابرزها ميلهم لحب ذاتهم والاحتفاظ بمنافعهم بعيدا عن منفعة المجتمع وخصاله الحميدة
ويقول المهندس «محمد « ان الانانية داء اذا استشرى في النفس البشرية فإنه يؤدي الى قتلها ببطء,  و التربية السليمة لها دور كبير في عدم تأثير النفس البشرية منذ صغرها بها ولذلك فهو يدعو الاهل لكي يوزعوا الثقة بنفوس الابناء وبث التواضع و حب الخير في نفوسهم و محاربة الانانية بكل الطرق .
وتقول «سعاد» وهي ام لاربعة اطفال ان التنشئة السليمة والقدوة في البيت هي من اهم الاركان التي تؤسس لحياة سليمة يسودها التعاون والمحبة  وتكمل «لقد كرست في نفوس اطفالي الايثار وغرست فيهم حب الخير والبعد عن الانانية وطقوسها التي تحرق جمال الحياة وسعادتها».
 وقد جاء في معجم الاخلاق :ان الأنانية مبدأ في الحياة و خصلة يدلان على سلوك الإنسان من زاوية موقفه من المجتمع و الآخرين و هي تعني ان الانسان يؤثر مصالحه الخاصة على مصالح المجتمع و الناس الآخرين و تشكل احد اكثر تجليات الفردية صراحة و علنية .
   و الأنانية كخصلة من خصال بعض الناس كان الوعي الأخلاقي على امتداد تاريخه يقيمها سلبا ،وهي كظاهرة اجتماعية واسعة تظهر مع ظهور حب التملك الخاص بين الناس في كثير من امور حياتهم ,ويعدل  سلوك الأناني بانتمائه للآخرين,ومشاركته في حل مشاكلهم,لأن الاناني هو الاكثر عرضة للانتكاسات بسبب ابتعاد الناس عنه,
 وفي المعجم ايضا ان الاعمال الخاصة التي تخضع لمصالح البعض الضيقة ولأهدافه الانانية تشكل بالنسبة له الصيغة الفعلية الوحيدة التي من خلالها يمكن له ان يشارك في النشاط النافع اجتماعيا ولذا فإن منهم من يربي الانانية في نفسه و هو من جهة اخرى يصور تكديسه للمال و الثروة لوناً من عمل الخير يجود به على المجتمع .
  و مبدأ الانانية لا انساني في جوهره لانه يعني عمليا اللامبالاه بالأخرين و تجاهل مصالحهم .  و يرى البعض بأن الانسان لا يسترشد في افعاله الا بمصالحة الذاتية و تطرح الانانية مبدأ حاسما في السلوك الاخلاقي من خلال ابراز جانبين في الانانية فهناك من جهة مذهب فلسفي في طبيعة الانسان يقول بأن  ميلا فطريا عند الانسان للحصول على اللذة و لتوقي الآلآم و لتوخي مصالحه الذاتية و هناك مذهب اخلاقي يقول ان على الناس ان يهتدوا في نشاطهم الاخلاقي بالمصالح الشخصية .
 وفي الحياة تبقى خصال المحبة والاخاء والمشاركة اسمى خصال المجتمع الامن الباحث عن غد اجمل وحياة افضل من اجل ان تزدهر السعادة بين الشعوب ,وتسود علاقات التعاون.

Leave a Reply