ننفرد بنشر الفصل المحذوف من منهج علم اجتماع الثانوية العامة.. لم يذكر ثورات معينة بالتفصيل.. تضمن التعريف بالثورة والفرق بينها وبين الانقلاب.. وأثار مخاوف …

أثار الفصل الثالث من الباب الثاني في قسم علم الاجتماع، بكتاب علم النفس والاجتماع المقرر تدريسه لطلاب الصف الثالث الثانوي العام المقبل 2013/ 2014، موجة من ردود الفعل المتباينة.

وخشيت وزارة التربية والتعليم أن يثير الفصل الذي جاء بعنوان "علم اجتماع الثورة" لغطا كبيرا بين الطلاب، فقررت حذف الفصل المذكور من الكتاب قبل طباعته.

وعلى عكس ما أثير من أنباء حول تضمين الفصل لرؤية الجماعة الإرهابية لثورة 30 يونيو، لم يتضمن الفصل المذكور أي إشارة لثورتي 25 يناير و30 يونيو، وجاء فصل علم اجتماع الثورة في 9 صفحات من القطع المتوسط، وقدم مفهوما للثورة بأنها مصطلح يستخدم في علم الاجتماع السياسي، للتعبير عن التغييرات الجذرية والمفاجئة التي تحدث في المجتمع في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، واعتمد الفصل تعريف عالم الاجتماع "كرين برنتون" للثورة باعتبارها عملية حركية ديناميكية تنتقل بالمجتمع من بنيان اجتماعي إلى بنيان اجتماعي آخر.

ويفرق الفصل المذكور بين الثورة والانقلاب، ليوضح أن الثورة تنبع من الإرادة الشعبية الساعية للتغيير، أما الانقلاب فيعرفه الفصل المحذوف بأنه انتقال السلطة من يد فئة إلى يد فئة أخرى من نفس الفئة الأولى التي كانت تسيطر على الحكم أو على الأقل تشبهها، ويكون باستخدام وسائل العنف الرسمية دون أن يحدث تغيير في وضع القوى السياسية في المجتمع، وهو ما يعتبره الفصل المحذوف بأنه تغيير في حال الحكم، دون أن يكون هناك تغيير في أجوال المحكومين، ويؤكد أن الانقلاب في الغالب يكون بالاستيلاء على السلطة دون الرجوع إلى الإرادة الشعبية.

ويقدم أيضا مفهوم علم الاجتماع للحركة الاجتماعية، باعتبارها الجهد الذي يقوم به مجموعة من الأفراد لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف مشتركة، ويقسمها إلى ثلاثة أنواع حركات عامة وحركات خاصة، وحركات للتعبير.

ويفرق بين الثورة والحركة الاجتماعية، باعتبار أن الحركة الاجتماعية تقوم على تنظيمات ومؤسسات لها أهداف، وأن الثورة واحدة من وسائل تلك التنظيمات للوصول لأهدافها، ويؤكد أن الثورة الواحدة قد يشترك في إشعالها أكثر من تنظيم من أجل تحقيق أهدافهم.

ويفرق بين الثورة والانتفاضة، فيذهب إلى أن علماء الاجتماع يصفون الانتفاضة بأنها حركة بطيئة للتغيير، بينما تمتاز الثورة بالسرعة في تنفيذ ما يهدف إليه الثوار، وينتهي الكتاب من هذا التفريق إلى أن الثورة حدث مفاجئ منظم يسعى إلى إحداث تغييرات جذرية في النظام الاجتماعي والسياسي.

ويلخص الكتاب أسباب الثورة في منظومة ثلاثية الأبعاد يطلق عليها الاستبداد السياسي والاجتماع والاقتصادي، ليؤكد أن الثورات لا تقوم من أجل المعاناة الاقتصادية فقط، ولكن الظلم الاجتماعي يهيئ النفس البشرية إلى الثورة لرفع هذا الظلم، وكذلك تقييد حرية الحركة وحرية الرأي والتعبير يؤدي إلى الثورة.

ويقسم الكتاب الثورات إلى ثلاثة أنواع ثورات اجتماعية وهى التي تسعى إلى إحداث تغيير في النظام الاجتماعي القائم، وتعديل في توزيع الثروة، وثورات سياسية، وهى الثورات التي تقوم تحت لواء مجموعة أو تنظيم معين بهدف إحداث تغيير في منظومة الحكم، وتغيير المجموعة الحاكمة بمجموعة جديدة، دون أن تسعى إلى إحداث تغيير مماثل في النظام الاجتماعي القائم، أما الثورة الاقتصادية فهي ثورة تسعى لإحداث تغييرات في المنظومة الاقتصادية بالكامل، لكن بصورة عنيفة، وتكون نتيجة للجوع وتدنى أحوال المعيشة.

ويقسم الكتاب الثورة إلى 5 مراحل، المرحلة الأولى هي مرحلة الأحلام والآمال العريضة بالنسبة لكل من شارك في الثورة، والمرحلة الثانية هي مرحلة انقسام النخب الثورية إلى معتدلين ومتطرفين، ويؤكد الكتاب أن هذه المرحلة عادة ما تنتهي لصالح المتطرفين، وقد يستخدم فيها العنف لحسم الصراع البيني، وفى المرحلة الثالثة وهى مرحلة سيطرة قيادة موحدة على الثورة، وتلك القيادة تسعى لتحقيق أهداف الثورة بأي ثمن، وفى المرحلة الرابعة تقل حدة المطالب وتتراجع الشعارات الثورية، وبحسب الكتاب فإنه في هذه المرحلة عادة ما يتولى الحكم شخصا قويا يحمل صدى الثورة، والمرحلة الخامسة هي مرحلة التخطيط للتنمية المستدامة.

Leave a Reply