منحرفون، شواذ وطلبة يقفون وراءه.. طالبات عرضة للتحرش الجنسي داخل حافلات النقل الجامعي – الجزائر

يلتزمن الصمت خوفا من الفضيحة والتشهير، لا يتجرأن على فضح الجاني خوفا من الضرب والسرقة، يقبلن بالتحرش الجنسي لإرضاء شهوات بعض الشواذ والمنحرفين، يقبلن بسماع الكلام الفاحش والبذيء والمضايقات اللفظية، يسكتن خوفا من الدخول في صراعات، مشاكل عديدة

تدفع ضريبتها طالبات الجامعة داخل حافلات النقل الجامعي، فأين دور أعوان الأمن لحماية الطالبات وأستاذات التعليم العالي، من منحرفين متعطشين لإشباع غرائزهم الحيوانية داخل الحرم الجامعي؟

يبدو أن مشكل التحرش الجنسي لم يعد داخل حافلات النقل العمومي فقط، بل تعداه ليدخل إلى عالم طلاب العلم والمعرفة، عالم الجامعيين.. فبعد الوقوف على بعض الشهادات الحية والشكاوى التي صرحت بها طالبات من الوسط الجامعي، ارتأت "الجزائر" من خلال استطلاعها، نقل الواقع المرير ليومياتهن مع التحرش الجنسي، من طرف منحرفين وشواذ لإرضاء شهواتهم المريضة، دون مراعاة لضوابط التربية والأخلاق في محطات النقل الجامعي بالعاصمة، أين التقينا مجموعة من الطالبات، سألناهم عن الموضوع، وكانت الإجابات كالتالي ..

"رانية" طالبة جامعية، قسم علم النفس، تؤكد أنها تعرضت في العديد من المرات للمضايقات والتحرش من طرف طلبة جامعيين، خاصة في المساء أين يكثر الازدحام داخل الحافلة، وهنا يستغل أصحاب النفوس المريضة الفرصة، تقول: "أينما تتحركين يتحركون معك، وعندما تنظرين إليهم لا يستحون"، تضيف "رانية" أنها كل يوم تتشاجر.. والغريب في الأمر تقول إنهم يردون عليها: أستري روحك واحد ما يشوف فيك.

"ربيعة" طالبة جامعية بالمدرسة العليا للأساتذة، تقول إنها تشاهد يوميا  التحرشات بالطالبات، خاصة طالبات السنة الأولى اللواتي يجهلن الموضوع، يتبعونهم أينما ذهبن، وحتى يمنعونهم من الكلام والدفاع عن أنفسهن، على خلفية "مكاش بلاصا وين ندنا".. أما "مريم" فتقول إن سمة حافلات النقل الجامعي، لم يعد أحد يجهلها، مضايقات واكتظاظ، شجار حاد بين الطالبات والمنحرفين، وحتى الطلبة فيما بينهم.. تواصل "نورة": "لم نعد نستطيع الركوب في الحافلات المخصصة لنا للأسف، كل يوم نعاني مشكلا، وهذه الأيام أصبح الأطفال وحتى العجائز يستقلون "الكوس" خاصة من محطة بوزريعة إلى تافورة، ويبدأون في الكلام البذيء دون حياء.

"الظاهرة أصبحت … عادية"

"خالد"، طالب جامعي، يؤكد أن التحرش الجنسي أصبح ظاهرة عادية، يقول: "أنا كنت شاهدا على عدة حوادث وقعت داخل حافلة نقل الطلبة، وبحكم أنني أستقيل نفس الوسيلة كل يوم أرى العجب"، والمؤسف، يقول خالد، "لا أستطيع الكلام، لأن جل المتحرشين بالطالبات ليسوا من الجامعة، بل شباب منحرفون يستقلون "الكوس" من أجل التحرش والسرقة، والويل لمن يتكلم معهم، لأن حساباته يدفعها بعد النزول من الحافلة".

يقول "أحمد"، طالب جامعي، إنه في كل مرة يشاهد شبابا وطلبة يتحرشون بالطالبات، لكنه، كما قال، لا يستطيع الدفاع عنهن، "إلا إذا كانت الطالبة محجبة أتدخل وإلا فلا، لأن الكثير من الطالبات تكون شبه عاريات ويبالغن في وضع الزينة على وجوههن، ما يدفع الطلبة وغير الطلبة للتحرش بهن"، يضيف "الكارثة عندما يستقيل حافلات النقل الجامعي، أشخاص ليس لهم علاقة بالجامعة لا من قريب ولا من بعيد، هنا حدث ولا حرج، خاصة في ظل الازدحام"، يقول أحمد إنه في الأسبوع الماضي فقط كان شاهدا على شجار بين طالب جامعي ومراهق، لا يتعدى العشرين من العمر، بعد تعديه على فتاة محجبة انفجر الطالب في وجهه دفاعا عن الطالبة، لكن بعد نزوله مباشرة من "الكوس" تعرض له الشاب مع رفيقيه، صدقيني وجهه كان أزرق ولم نستطع مساعدته لأنهم كانوا يحملون خناجر صغيرة "شفرات الحلاقة".

أساتذة التعليم العالي متذمرون

تقول فضيلة، أستاذة في علم النفس العيادي، إن انتشار الظاهرة بشكل كبير ومخيف أصبح ينبئ بتدني المستوى الأخلاقي في أوساط الطلبة الجامعيين، والأسوأ أن التحرش في كثير من الأحيان يكون من طرف الطلبة أنفسهم، يعتدون على زميلاتهن بالضرب، فقط لأنهن تجرأن على رفض التحرش بهن، تواصل الأستاذة: هذا المشكل ولا واحدة في غنى عنه، الأستاذات والطالبات دون حجاب، والمتحجبات كذلك، وهذا ما يطرح العديد من التساؤلات: "كيف تمكن المنحرفون من ركوب حافلات الطلبة.. ألا توجد رقابة.. أم أن السائقين هم السبب، لأنهم يسمحون لكل من هب ودب الركوب؟"

مجانية النقل ونقص المراقبة.. وراء الظاهرة

"عمار"، واحد من العمال على مستوى جامعة بوزريعة، سائق حافلة، يؤكد أن أسباب تفشي هذا المشكل يعود إلى نقص المراقبة، فتجد الكثير من الشواذ والمنحرفين، وحتى العجائز والمتسولين والأطفال، يستغلون حافلات النقل الجامعي لأنه ببساطة مجاني وسريع، مؤكدا أنه ليس من حق أي سائق على مستوى حافلات النقل الجامعي، منع الركاب، لأن المراقبة ليست من صلاحياتهم، مضيفا أنه حتى وإن أراد فرض الرقابة يعجز في ظل الازدحام، والعدد الهائل للطلبة، وليس بإمكانه مراقبة كل فرد صاعد أو نازل من الحافلة.

تدني الأخلاق فاق الحدود

تقول "مريم"، أستاذة في علم النفس، إنه إذا تعلق الأمر بطالب جامعي، يحمل في يده محفظة، واليد الأخرى يعتدي بها على زميلاته في الجامعة، فهذا تدنٍ أخلاقي لا نظير له، وهو ما يجعلنا نطرح عدة تساؤلات، أين دور أعوان الأمن في محطات النقل الجامعي للحد من صعود المتعطشين للأعمال المشينة، والمنحرفين الذين لا يمتون بصلة إلى العلم، والذين صاروا  يتفننون في أشكال التحرش والاعتداء على الطالبات المحجبات وغير المحجبات، الكبيرات والصغيرات، دون تدخل زميل واحد، ولهذا أصبحت ظاهرة التحرش الجنسي داخل حافلات النقل الجامعي تأخذ حيزا كبيرا وكبيرا جدا.


Leave a Reply