لونك المفضل يحدد أيُ نفسيةٍ تمتلك!

الإثنين, 28 نوفمبر, 2011, 10:51 بتوقيت القدس

تقرير - مريم الشوبكي

كعادتها وقفت "مها" أمام المرآة لساعات قبل خروجها صباحا إلى عملها، والحيرة تملكّتها في لون "الشالة" التي سترتديها، فاستقرت على اللون الأسود أخيرا..

استعدت "مها" للخروج من البيت، فشاهدتها والدتها ولفت انتباهها اللون "الأسود" الذي ترتديه "مها" لتقول لها"خير إن شاء الله ليش اللون الأسود..رايحة ع عزاء؟!"..وذلك يبدو تعليقاً عادياً نظراً لارتباط الأسود بالحزن والاكتئاب والتشاؤم.

عزيزي القارئ..تخيّل نفسك ولو للحظة تعيش حياةً خالية من الألوان..أو أن الحياة أصبحت فقط كأفلام زمان "بالأبيض والأسود".. بلا شك ساعتها ستخلو الحياة من أي إحساسٍ بالمتعة أو التذوق، ستكون باردةً خالية من المشاعر والانفعالات..وهذا ما يجعل السؤالين التاليين جديرين بالطرح: ترى ما هو تأثير الألوان على حياتنا اليومية ومزاجنا الشخصي؟!، وماذا كشفت التجارب البحثية والدراسات في شأن الارتباط بين الألوان والحالة المزاجية لنا؟!..

الاختصاصي النفسي د.سمير زقوت، تحدث لـ"فلسطين بهذا الخصوص فقال:"إما أن تكون الألوان مريحة أو مزعجة للإنسان، كما أنها تختلف باختلاف الثقافة، فاللون الأبيض مثلاً يدل على السلام، واللون الأسود يدل على الحداد، واللون الأحمر يشير للدم والثورة.

وأشار إلى أن من علماء النفس من أوصوا بطلاء الأماكن التي يرتادها المرضي العاديون أو النفسيون بألوانٍ معينة لأنها تلعب دوراً في إراحة النفس، وهذا الأمر يؤكده علم النفس التحليلي، وعلم النفس المعرفي.

وفيما إذا كانت الألوان تعبر عن السمات الشخصية للفرد؟!، قال د.زقوت:"بكل تأكيد الألوان تعبر عن الشخصية، فالذين يصابون بمرض "الهوس" يميلون إلى الألوان الزاهية والفاقعة والحمراء، وبعض الذين يصابون "بالهستيريا" يميلون إلى لبس الملابس الكاشفة للجسد".

وأضاف:"أما مريض الاكتئاب فيميل إلى ارتداء الملابس القاتمة السوداء، وفي العالم كله الألوان وطريقة الملابس تدلل على شخصية وطبيعة وثقافة الإنسان".

وأوضح أن من خلال الألوان نحدد هل إذا ما كان الشخص متحفظاً "تقليدياً" أم متحرراً، فالشخصيات المتحفظة "التقليدية" تميل إلى الألوان الداكنة وغير الزاهية، والشخصيات المتحررة غير التقليدية تميل إلى الألوان الفاقعة كالبرتقالي والأحمر.

وأشار إلى أن الألوان من الممكن أن تستخدم في تعذيب السجناء، مستشهداً على ذلك بأن (الإسرائيليين)، ومعظم مخابرات العالم يستخدمون الألوان في التعذيب، ويقومون بطلاء الزنازين بطريقة معينة تشبه في شكلها الحشرات، ومع الحرمان الحسي لدى السجين لفترة طويلة يصبح يرى ما على الحائط من أشكال كأنها أشياء تمشي.

وفي بعض المجتمعات الأفريقية كالسودان مثلاً يميلون إلى لبس الملابس الزاهية عكس طبيعتهم، فيتحدث عن ذلك:"الألوان مرتبطة بالعادات والتقاليد لبعض المجتمعات، فالبدو يميلون إلى لبس الأحمر، وتجدين امرأة شقراء في أوروبا تميل إلى شخص أسمر، والأفارقة يميلون إلى الألوان الفاقعة والصفراء فتعكس عاداتهم وتقاليدهم".

المصدر: صحيفة فلسطين

Leave a Reply