راضي: 70% إسهام الأم في بناء الرياضي

لم يكن بمقدورنا إغفال رأي علم النفس الرياضي في توضيح دور الأم في بناء أو تكوين أو صناعة الرياضي أو البطل في أي لعبة من الألعاب الرياضية، وهذا ما يكشف النقاب عنه الدكتور مهدي راضي علي اخصائي علم النفس الرياضي والإداري والتدريب الذهني بقوله: 70% نسبة إسهام الأم في بناء الرياضي أو اللاعب وصناعة البطل الرياضي في أي لعبة رياضية.

وشدد الدكتور راضي أن رؤيته حول دور الأم في حياة اللاعب أو الرياضي تعد جانباً واحداً من علم واسع وكبير يتشعب عدة فقرات تعنى بكل مجالات الحياة.

وأشار الدكتور راضي إلى أن المعرفة وحدها لا تكفي لفهم علم النفس الرياضي ولكن من الضروري أن تكون مصاحبة للممارسة التطبيقية.

وأوضح الدكتور راضي قائلاً: ينظر للرياضي أو اللاعب باعتباره إنساناً يفكر ويشعر ويتخيل ويملك مصادر نفسية وعقلية متنوعة، وإن نجاحه في الأداء الرياضي يتوقف على مدى فهمه ومعرفته بتلك المصادر وكيفية الاستفادة منها، حيث تقف الأم في مقدمة تلك المصادر.

وكشف الدكتور راضي النقاب عن أن معظم رياضيي المستوى العالي في العالم يعترفون بأن تفوقهم في مواقف المنافسة الرياضية يعتمد أساساً على مدى استفادتهم من قدراتهم العقلية، لذا يؤكد الواقع العلمي أن الاهتمام بالإعداد البدني والفني مقابل عدم الاهتمام بالتأهيل النفسي يؤدي إلى عدم استقرار أداء الرياضي في المنافسات.

علم النفس

وأضاف الدكتور راضي قائلاً: وضع الأسرة والأم بالتحديد من ضمن العلوم النفسية التي تطبق في أكثر من مجال من مجالات علم النفس الاجتماعي الذي يعنى ويهتم بصناعة الأبطال من الولادة وحتى اليوم الذي يتوج فيه بطلاً في لعبته أو مجاله الرياضي، بهدف فهم السلوك لدى الرياضي وإمكانية التنبؤ بالأنماط والمعرفة من خلال دراسة العلم الذي يشخص السلوك وما وراءه من جينات وعمليات عقلية والدوافع والآثار لمعرفة لماذا وكيف وأين تم تكوين وبناء اللاعب أو الرياضي أو البطل منذ نشأته الأولى.

الطفل والأم

وأوضح الدكتور راضي قائلاً: علاقة الطفل بالأم أولى حلقات السلسلة التي ينبغي المشاركة في بنائها من خلال القرب والحضور الشخصي للأم واستجابتها لكل ما يصدر منه، باعتبار ذلك هو الأساس المطلوب لبناء الحلقات المتتالية من السلسلة بشكلها ومضمونها الطبيعي.

وشدد الدكتور راضي عأن الحياة تبدو للطفل من خلال منظار علاقته بأمه، فإن كانت تلك العلاقة هادئة وجميلة ومتزنة وتتسم بقدر من المعرفة، أثمر كل ذلك تصورات وسلوكيات للطفل ومن ثم اللاعب لا تخرج أبداً عن تلك المعطيات مع مروره بمراحل بناء رياضته التي يختارها.

ونوه الدكتور راضي إلى أنه في حالة سوء العلاقة بين الطفل وأمه تحت أي ظرف أسري أو اجتماعي، فإن ذلك السوء أو صفات الظرف الاجتماعي سوف تنعكس لاحقاً على سلوكيات ذلك الطفل عندما يصبح لاعباً في أي لعبة رياضية في أي مرحلة من مراحل عمره، ما ينعكس على طبيعة علاقته مع محيطه من خلال ما نعرفه اليوم بالعنف أو الخشونة أو العدوانية في التصرفات داخل أو خارج دائرة اللعبة التي يمارسها اللاعب.

المحرك الأول

وأوضح الدكتور راضي قائلاً: وفقاً لهذه القاعدة النفسية العلمية، فإن الأم هي الأساس الأول الذي يلهم الرياضي الدافع نحو العطاء وتحقيق الإنجازات، والمحرك الأول للرياضي ليصبح بطلاً ويبقى كذلك.

وشدد الدكتور راضي أن الأم دائماً ما تزرع في نفس ولدها حب المنافسة وإحراز البطولات، وأن يكون ابنها دائماً في دائرة الأضواء التي غالباً ما تتحقق من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة عبر زرع الثقة بالنفس والمقدرة على تحقيق الانتصارات ومشاركة أقرانه أفراحهم بتحقيق البطولات والألقاب، وتقبل الخسارة عن قناعة مع إبداء قدر كاف من الإصرار على معالجة أسباب تلك الخسارة في منافسات لاحقة.

Leave a Reply