حرمان المراهق من الإنترنت يدفعه للانحراف

كتبت - هناء صالح الترك:


رفضت الدكتورة بتول خليفة الأستاذ بجامعة قطر حرمان الآباء لأبنائهم المراهقين من استخدام الشبكة العنكبوتية كنوع من توفير الحماية لهم وقالت إنه في مجتمع اليوم لا يمكن تخيل حياة الأفراد بدون هذا الوسيط المعلوماتي الهام مشيرة إلى أن للإنترنت الكثير من الإيجابيات على الصعيد العلمي والبحثي وعلى صعيد التواصل الاجتماعي وبالنسبة لكل الأعمار.


وأضافت أنه في هذا العالم المتحول باستمرار والمنفتح على كل شيء لا نستطيع أن نحدد وقتًا أو موضوعًا بعينه يتمكن المراهق من الإفادة عبره من الإنترنت، بل يتم ذلك بالتدريب على الاستخدام السليم، فهناك نظرية في علم النفس تتحدث عن الضبط والسيطرة، فكلما شعر الفرد بأن السيطرة يجب أن تكون من شخص آخر على سلوكه يبدأ بتوجيه نفسه نحو أمر لم يعتد عليه هو نفسه وبالاتجاه المضاد لطبيعته الشخصية لذلك فالتدريب يبدأ من المدرسة بكيفية الوصول إلى الموضوعات التي تتوافق مع اهتمامات كل طفل في المدرسة،وبتحديد مسبق منه فقط.


جاء ذلك خلال حلقة نقاشية لطلبة مقرر علم النفس الاجتماعي حول "التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بالتعدي الإلكتروني" بقاعة المؤتمرات بمبنى إدارة الجامعة بحضور عدد من الطلاب والمهتمين.


وقالت د.بتول إن هذه الحلقة جاءت على أعقاب نهاية مقرر علم النفس الاجتماعي حيث تهدف الحلقات النقاشية إلى الكشف عن الخبرات السابقة للباحثين عن موضوع النقاش ، وتمكين الطلبة من التعبير عن آرائهم أثناء الحلقة ، وأدار حلقة النقاش الطالب محمد غزال تخصص إعلام ، حيث وجه الأسئلة إلى مجموعات الطلاب الباحثة في قضية التنمر والتصيد الإلكتروني ودور التنشئة الاجتماعية في ذلك ، حيث أعرب الطالب سعود الحداد فيما يخص السلوك العدواني عند المراهقين أن الدراسات الحديثة أكدت على أن الذكور أكثر استعدادًا للعدوان من الإناث في المدارس المختلطة ، فيما أكد الطالب عبدالله الربيعي في مداخلته أن أساليب التربية الوالدية تؤثر بالسلب والإيجاب على الطفل حيث أكدت نتائج الدراسات العلمية الحديثة أن التربية العدوانية للأطفال تؤدي إلى طفل ذي سلوك عدواني والعكس صحيح فالتربية السوية والإيجابية تنتج طفلاً سلوكه إيجابي وطبيعي ، من جانب آخر أضاف الطالب باسل يحيى أن 3 دراسات علمية حديثة أكدت أن المعاملة الوالدية تؤثر على سلوك الطفل بالسلب والإيجاب بالإضافة إلى مستواهم العلمي وسنهم فكلما كان المستوى التعليمي أعلى مع السن اتسمت التربية بنوع من النضج والتروي والعكس حيث تلعب الخبرة الحياتية والعلمية في التربية والتعليم للنشء ، أما الطالب خالد النعمة فأكد أن 16 دراسة حديثة أكدت على أن الأسرة والمدرسة والأصدقاء والفضاء الإلكتروني الإعلامي تؤثر سلبًا وإيجابًا في سلوكيات الفرد المتوقعة ، أما الطالب إبراهيم ياسر فقد أكد أن مشاهدة التلفاز بشكل كبير تؤدي الى اتباع سلوك عدواني بالإضافة الى الإصابة باضطرابات نفسية كالقلق والخمول والاكتئاب ومشكلات عامة في الصحة والجسد ،أما الطالب علي العمادي فقد أشار إلى أن التعدي على الأفراد في شكل الرسائل النصية والإلكترونية في معظم الأحيان يؤدي الى التعدي جسديًا ، ومعظم المتعرضين للتعدي والتنمر يؤدي بهم الأمر الى الخوف من المجتمع والعزلة والاكتئاب وربما يؤدي بهم الأمر الى الانتحار.


الجدير بالذكر أن هذه الحلقة النقاشية تأتي كأحد مخرجات المقرر في تصميم بحث علمي، وتطبيقه في الواقع الخارجي، إضافة إلى تدريب الطالب في المقرر على التواصل الاجتماعي، والقدرة على مناقشة قضايا علمية محلية وعالمية، وإيجاد البرامج والعلاج لهذه القضايا. وتناول الطلبة هذه الموضوعات بالمناقشة والاستدلال عليها من الدراسات السابقة ونظريات علم النفس الاجتماعي والتطبيقات.

Leave a Reply