السياسي الجزائري سعيد سعدي .. وداعاً للسلاح !

 قرر سعيد سعدي، زعيم "حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" المعارض، التخلي عن منصبه بعد 23 عاما من الرئاسة وبعد أن خاض ثلاث مرات معركة الانتخابات الرئاسية الجزائرية. وقد أعلن سعدي قراره المفاجئ الجمعة خلال مؤتمر الحزب المنعقد في الجزائر العاصمة.

ولد سعيد سعدي في بلدة أغريب، ولاية تيزي وزو في أعالي منطقة القبائل، عام 1947 من عائلة فقيرة. وكان والده ضحى بحياته من أجل استقلال الجزائر. ودرس علم الطب في جامعة الجزائر، ثم باشر عمله في الثمانينيات من القرن الماضي كأخصائي في علم النفس بمستشفى تيزي وزو.

يعرف عن الدكتور سعيد سعدي نضاله من أجل الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية إلى جانب العربية، وبدفاعه عن حقوق الإنسان والمرآة وفصل الدين عن الدولة.

لعب سعدي دورا بارزا في ما يسمى "أحداث 20 أبريل /نيسان 1980"، عندما خرج عشرات الآلاف من الطلبة في ولاية تيزي وزو في تظاهرات احتجاجية حاشدة رافعين شعارات مناهضة للنظام ولأمنه العسكري الرهيب، مطالبين باحترام حقوق الإنسان والاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، فضلا عن تداول السلطة وفتح المجال السياسي الجزائري أمام أحزاب المعارضة التي كانت ممنوعة في ذلك الحين. لكن الأمن العسكري تدخل بقوة لإنهاء هذه التظاهرات، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من الطلبة والطالبات المتظاهرين. وكان سعدي من الذين مهدوا لهذا التحرك السياسي في منطقة القبائل.

سعيد سعدي سجن مع مناضلين آخرين، وبينهم المغني والناشط الثقافي فرحات مهني والمحامي مقران آيت العربي وجمال زناتي الناشط في "حزب القوى الاشتراكية"، وذلك بتهمة المساس بأمن الدولة. لكن بعد قضائه شهرين تقريبا في السجن، أفرج عنه من دون أن يحاكم ومن ثم تم تعيينه في مستشفى بمدينة خنشلة، أقصى الشرق الجزائري، لكن سعدي رفض الالتحاق بمكان عمله الجديد وبقي سنة ونصف دون شغل.

وسجن سعيد سعدي، وهو عضو مؤسس للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مرة ثانية في عام 1985 وقضى سنتين كاملتين في معتقل تازولت بمدينة باتنة، شرقي البلاد، قبل أن يستفيد من عفو رئاسي في عام 1987.

وفي العام 1989، وعلى ضوء الانفتاح السياسي الذي عرفته الجزائر بعد أحداث أكتوبر 1988 التي راح ضحيتها مئات الشباب المطالبين بحرية التعبير والديمقراطية والتعددية الحزبية، أسس سعيد سعدي وزملائه حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" وتم انتخابه أمينا عاما له.

دخل "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" العراك السياسي في الانتخابات التشريعية في عام 1991 التي فاز فيها حزب "جبهة الإنقاذ" الإسلامية. وكان سعيد سعدي دعم قرار المؤسسة العسكرية وقف العملية الانتخابية في 1991 وإلغاء الدورة الثانية من الاستحقاق التشريعي لـ "عدم الإخلال بالمسار الديمقراطي" و"منع الجزائر أن تسقط في أيدي الإسلاميين".

أ ف ب/ فرانس 24

Leave a Reply