الامتحانات تطرق الأبواب وترهب قلوب الطلاب

نتيجة الحرص على أعلى الدراجات -
تحقيق - طالب البلوشي :
يعد القلق من الظواهر الانسانية الطبيعية التي تناولها العديد من الباحثين في ميدان علم النفس ويلاحظ القلق عند الأشخاص في مناسبات مختلفة ومن الاشخاص الذين تظهر عليهم ملامح القلق هم طلاب الدبلوم العام في فترة الامتحانات النهائية حيث يلاحظ بدرجات متفاوتة ومختلفة من طالب الى آخر تمتد بين القلق البسيط الذي يظهر على شكل الرعب والفزع ويمتد إلى أن يصل مع بعض الطلاب الى المرض ومن أسباب ذلك القلق أن هذه المرحلة تعتبر مرحلة تحديد المستقبل وتحديد الهوية حيث يعاني الكثير من أبنائنا الطلبة من القلق خلال فترة الامتحانات وهي موقف طبيعي يتوقف حدة تأثيره على الظروف المحيطة للطالب ومدى جاهزية المعرفية والنفسية لخوض الامتحان.
تعريف قلق الامتحانات

ويعرف زكريا بن حمدان الفارسي أخصائي اجتماعي بوزارة التربية والتعليم قلق الامتحانات بأنه :حالة نفسية انفعالية تظهر على الطالب (المجيد ومتدني التحصيل الدراسي) مصحوبة بالتوترات والضيق والمخاوف التي قد تؤثر على أداء خط سير الاختبار بالنسبة له حيث انه لا يقتصر على الطالب متدني التحصيل الدراسي وإنما يتجاوزه إلى الطالب المجيد الذي قد يعاني من المشكلة نتيجة لحرصه في الحصول على أعلى الدرجات وهذا ما يمكن أن نصفه " بالقلق الإيجابي أو القلق الدافعي " الذي يعد بمثابة المحفز للطالب نحو التميز والنجاح.

شعور لا إرادي

ويقول زياد بن خميس المجيني مدرس مادة الاحياء: تعتبر مرحلة الامتحانات من المراحل الفاصلة التي يمر بها الطالب والتي تعد جسر عبور وانتقال من مرحلة صفية إلى أخرى وصولاً إلى بر الامان وتحقيق المستقبل أو التخبط وبالتالي عدم بلوغ الغايات ومن هنا يتولد لدى الطالب شعور لا ارادي اتجاه هذه الامتحانات مصحوبا بالقلق وعدم الاستقرار أحيانا وقد يكون هذا القلق مبرراً للطالب حيث ان الطالب المجيد يخشى عدم الحصول على المعدل المطلوب الذي يحقق به طموحه في حين يخشى الطالب دون المستوى عدم تحقيق الحد الأدنى من التحصيل الذي ينجيه من الرسوب .

أسباب قلق الامتحانات

ويضف زكريا الفارسي: بالنسبة لأسباب المشكلة فهي تتنوع مابين النفسية كالنظرة السلبية التشاؤمية للامتحان وضعف الثقة بالنفس والشخصية القلقة التي تحترس من التعامل مع كل ما هو جديد والشعور بالخوف تجاه ما تم مذاكرة بأنه لن يعمل على ترجمته في ورقة الاختبار وإخفاق الطالب في أداء الاختبارات سابقة والسهر الزائد بالإضافة إلى الرغبة في التفوق والأسباب الاجتماعية هي ضغط الأسرة وإجبار أبنائها على المذاكرة لأطول فترة ممكنة وعدم تهيئة الجو الدراسي الملائم وإهمال الطالب الذي قد يولد ضعف الثقة بالذات وجري الطالب نحو الشائعات المتعلقة بصعوبة الاختبار وهو ما يمكن أن يؤثر سلبا على إنجازه فيها وتأثره بإحباط زملائه من انجاز الاختبار وما الاسباب التربوية فتكمن في عدم الاستذكار الجيد للاختبار والاهتمام بالمادة العلمية خلال فترة متأخرة من الاختبارات وصعوبة المادة الدراسية وإخفاق الطالب في إدارة وقته بالطريقة الفعالة التي تكفل له مذاكرة المادة بشكل جيد.

مصادر القلق

يقول سعيد السعيدي: أن مصادر قلق الامتحانات متعددة فقد يكون الطالب بنفسة مصدرا للقلق من خلال تأجيل المذاكرة إلى ليلة الامتحان أو الاعتماد على الحفظ فقط وعدم ربط الأفكار وعدم الثقة بالنفس والتفكير السلبي لدى الطالب وربما يكون المصدر الاباء من خلال الاهتمام الزائد بمستقبل أبنائهم وتوقعاتهم بنتائج ايجابية ويضيف السعيدي : كما تلعب الشائعات دور مهم في قلق الامتحانات واستخدام بعض العبارات السلبية مثل ( عند الامتحانات يكرم المرأ أو يهان ) وغيرها من العبارات السلبية التي تساهم في وجود القلق.
التغلب على قلق الامتحانات
ويذكر زياد المجني بعض الطرق التي تساعد الطالب على تجاوز قلق الامتحانات وهي المذاكرة الدورية والمستمرة للمواد الدراسية قبل موعد الاختبار بفترة كافية وتنظيم ساعات المذاكرة وفق جدول زمني مناسب والتعود على نماذج اختبارات من السنوات السابقة وعمل برنامج مراجعة جماعية مع الزملاء بالصف سواء داخل المدرسة أو خارجها بهدف الاستفادة من خبرات الجميع في التعامل مع المواد الدراسية .

دور حيوي وملموس

يقول سعيد السعيدي ولي أمر : يجب على الأسرة أن يكون لها دور حيوي وملموس في توفير الجو المناسب للطالب مثل الهدوء في البيت وتوفير سبل الراحة من كافة الجوانب وخاصة النفسية . كما ان الاسرة لها دور كبير في توجيه الطالب ونصحه بعدم السهر الطويل لما له من تأثير سلبي على تركيز الطالب ويضيف نحن ننصح اخواننا وابنائنا الطلبة في الاستفادة من الايام الاولى في بداية العام الدراسي والمذاكرة من بداية العام حتى لا تتراكم المادة كثير لحين موعد الاختبار وجعل ايام الاختبار فقط للاسترجاع المعلومات وعلى الاسرة ان تساهم في تخفيف قلق الطالب ايام الاختبارات وذلك بتحسيس الطالب ان كل افراد الاسرة تسانده وانهم يثقون في قدرته على تجاوز مادة الاختبار وان تضع في عين الطالب ان التعب والصبر هي بداية النجاح في الحياة .

الوقوف لجانب الطالب

يقول زياد المجيني : أن هناك دورا بارزا يقع على عاتق المعلم في الوقوف إلى جانب الطالب لتخطي مشكلة قلق الامتحانات ومن بين هذه الادوار أن يقوم المعلم بمساعدة الطالب على كيفية التعامل مع المسائل والمفاهيم العلمية والنظرية بمختلف المواد بالإضافة الى تزويد الطالب بعدد من الانشطة الإثرائية والواجبات المنزلية كما يقوم المعلم بتخصيص حصص صفرية قبل بداية الحصة الاولى لمناقشة بعض التمارين والمسائل بالإضافة الى ذلك على المعلم أن يخصص حصصا في نهاية كل فصل من فصول المنهج المدرسي وذلك بهدف مساعدة الطالب في حل اسئلة نهاية الفصل واكسابه الخبرة المناسبة في التعامل مع الافكار المتنوعة للأسئلة التي قد يتعرض لها الطالب خلال فترة الامتحانات .

الامتحانات التجريبية

ويضيف زياد المجيني : ويعتبر دور المدرسة مكملا لدور المعلم لتحقيق نفس الاهداف والغايات لأبنائنا الطلاب حيث تعمل المدرسة على تقديم بعض المحاضرات والورش واوراق العمل للطلاب في عدة مواضيع وقد كانت لي عدة مشاركات في هذا الجانب بالتعاون مع إدارة المدرسة طيلة السنوات الماضية خصوصا لدى طلاب الصف الثاني عشر والحادي عشر من أهم أوراق العمل التي قمت بتقديمها :- أسباب تدني دافعية الطلاب نحو التعلم وفن إدارة وتنظيم الوقت والذكاءات المتعددة وكيفية ترويض الورقة الامتحانية وطرق التغلب على قلق الامتحانات وتنمية الذات والتغلب على الصعوبات وغيرها من المواضيع التي تحقق للطالب الجرعة الكافية من المهارات والمفاهيم التي تساعده في إدارة الأزمات والتغلب على المواقف الجديدة وقلق الامتحانات وكما تعمل المدرسة على تطبيق نظام الامتحانات التجريبية الذي انتهجته وزارة التربية والتعليم مؤخراً في كل المواد الدراسية بحيث يدخل الطالب إلى قاعة الامتحان وهو مطمئن وواثق من قدرته على التعامل مع الورقة الامتحانية .

تخفيف الضغوط

ويذكر زكريا الفارسي : يتركز دور الأخصائي الاجتماعي في العمل مع الحالات وفقا للمنظورين
( الجماعي والفردي) ومن الأرجح قيامة بالأدوار الوقائية التي يسعى من خلالها إلى عدم ظهور المشكلة وذلك بوسائل متنوعة كالورش التدريبية والجلسات الإرشادية وحلقات العمل والمحاضرات والتي يتم بواسطتها تنمية القدرات الذاتية للطلبة وتعزيز الثقة بالنفس والإدارة الفعالة للوقت والاستذكار الجيد للاختبار حيث من خلالها يسعى الأخصائي الاجتماعي إلى مساعدة الطلبة على تجنب الوقوع في المشكلة وهذا يطلب جهدا كبيرا من الطالب في تطبيق وسائل التوجيه الوقائي المقدمة له وفي الإطار نفسه يتم التواصل مع الأسرة بهدف إعطائهم إرشادات تساعدهم في مراقبة تقدم أبنائهم بشكل ثابت ومنتظم ومعرفة ما يدرسه أبناؤهم في كل مادة، وأهداف هذه الدراسة وبعض المعلومات عن تقدم أبنائهم في تحقيق الأهداف التعليمية .ويمكن أن يتم هذا التواصل عن طريق التلميذ نفسه حتى يتمكن الأهل من مساعدتهم في بناء ثقتهم بأنفسهم وتحسين عاداتهم الدراسية.
كما تقدم جلسات الإرشاد الفردية للطالب عند ملاحظته تدني للإنجاز في الاختبارات وللمعلم دور فعال في التعاون مع الإخصائي الاجتماعي والعمل مع الحالات حيث يسعى عن طريقها إلى تعزيز الجوانب النفسية للطالب والوصول إلى نتائج إيجابية هذا فضلا عن استخدامه لدراسة حالة الطالب ان استدعت ذلك وبأساليب منهجية تربوية يتم السير عليها لوضع الخطوط العلاجية المناسبة. وكما أن للأخصائي الاجتماعي دورا هاما أثناء تأدية الطالب للامتحانات وذلك بالوقوف معهم ومساعدتهم على تخفيف الضغوط التي يعانون منها وإزالة المخاوف والصعوبات التي تقف في طريق أدائهم لها.

Leave a Reply