الإيجابية.. حياة

لعل من بدأ المصطلح العجيب »الإيجابية« وطوّره حتى صار قسماً من أقسام علم النفس المسمّى بـ » علم النفس الإيجابي«، كان بالغ الذكاء وليس رجل علم من عامة العلماء، وكذلك المترجم العربي الذي قام بترجمة مفردة » Positive«  إلى »الإيجابية«، والتي تعني عكس السلبية، كذلك قد اختار مفردةً معبّرةً عن مدلول هذا المصطلح العظيم ويؤدي الغرض كاملًا من دون نقصان، لأن »الإيجابية« مشتقة من مفردة »وجب«، بمعنى لزم، و»أوجبه وأستوجبه«.

  والتي تعني استحقه، و»الإيجاب« وتعني الجواب بالموافقة، وكأنّ المترجم رأى هذه المعاني في مفردة الإيجابية وجعلها ترجمة للكلمة الأجنبية، وهي كذلك حقاً فإنها تعني لزوم التفاؤل وترقّب الخير واستحقاقه وهي أيضاً تعكس روح الجواب بالموافقة وعدم الممانعة والرفض الذي تتصف به الشخصية السلبية.

أسس الدكتور مارتن سلغمان في سنة 1998 م علماً جديداً أو لنقل قسماً من أقسام علم النفس عندما كان رئيساً لجمعية أطباء النفس الأميركيين، وسمّاه »علم النفس الإيجابي«، وهو باختصار علم لا يهتم بدراسة المرض والضعف والتلف فقط، بل يقوم بدراسة مواضع القوة والفضائل في الإنسان، كالسعادة والطمأنينة والأمل والاستقرار النفسي والتقدير الاجتماعي والقناعة والتي تقوم بالتخلص من الضغوط النفسية.

ومن تفسير »علم النفس الإيجابي« نعلم يقيناً بأنها تعني الوصول إلى السعادة والاستقرار النفسي وهي بدورها تؤدي إلى الانطلاق نحو العلياء والتقدّم لبناء حياةٍ متكاملة.

Leave a Reply