إلى أيّ علم يدعو الإسلام الحنيف؟

 يقول الله تعالى: {فلينظر الإنسان ممَّا خُلِق * خُلِق من ماء دافق * يخرُج من بين الصُّلب والتَّرائِب} الطارق: 5ـ.7
فمن النّظر في أصل التّكوين، يتوصّل الإنسان إلى علم الحياة وما فيه من عجائب نمو الجرثومة الإنسانية وتقلّبها في أدوار الخِلقة وتطوّرها وهو ما أصبح يُعرَف بمادة البيولوجيا.
ويدعو القرآن أيضًا إلى تعلُّم علم النّفس بقوله: {وفي أنفسِكُم أفلا تُبصرون} الذاريات: .21
أليس النّظر في النّفس يستنبط منه علم النّفس بكل ما فيه من تحليل للغرائز والميول والبواعث الإنسانية؟ بلى!!
ويدعو القرآن كذلك إلى علم التاريخ والاجتماع، قال تعالى: {أَوَ لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشدّ منهم قوّة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر ممّا عمروها وجاءتهم رُسُلهم بالبيِّنات فما كان الله ليظلمهم ولكِن كانوا أنفسهم يظلمون} الروم: 9. تشير هذه الآية إلى أنّه لم يكتف الإسلام بحثّ المسلم على النّظر فيما هو أمامه من الكائنات بل دفعه إلى البحث في ما كانت عليه الأمم السالفة من قوّة السلطان واتّساع العمران، ثمّ ما آلت إليه بعد اتباع الشّهوات وتجاهل البيّنات من هلاك ودمار.. أترَى أن قوْمًا أتت إليهم هذه التّعاليم يُهملون السياحات العلمية للتعرّف على أسباب تكوّن الأمم وانحلالها ورقيها وانحطاطها وعمرانها وخرابها؟ أفلا يؤدّي هذا التعرف كلّه إلى علمي التاريخ والاجتماع بكلّ ما يشملان عليه من بحوث؟ بلى!

Leave a Reply