إبراهيم: "الإسلام هو الحل" شعار أحادي البعد والاتجاه

الخوف, القلق, الذعر الذي أنتشر بين المصريين مؤخرًا  كان دافع الدكتور "عبد   الستار إبراهيم" أستاذ علم النفس ورئيس مجلس إدارة نقابة المهن النفسية لدراسة الربيع العربي في مصر من منظور نفسي وتأليف كتاب "الإيجابية وصناعة التفاؤل الذى أطلق عليه كتاب من قلب الميدان" والذي تم مناقشته أمس بالمجلس الأعلى للثقافة.

وأعتمد الكتاب في دراسته على بعض الحالات التي تسمى بالـ "case stady"  كخالد سعيد, عماد محمد على, وسيد بلال, كما اعتمد أيضًا على منشتات الصحف المصرية كالأهرام والمصري اليوم والدستور والشروق وصوت الأمة، وغيرها من الصحف الأخرى. فقد استطاع أن يجمع ثلاثة الآلف عنوان من هذة الصحف التي تعبر عن مشاعر الحذز والترقب وغيرها التي توصف حال المصريين منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير.
قام الدكتور عبد الستار بتحليل نفسي للثورة المصرية بإيجابيتها وسلبيتها. فكان من أهم الإيجابيات الترابط بين الشعب وإن كان لوقت قصير حيث تمثل ذلك في خروج المشير محمد حسين طنطاوي القائد الأعلى للقوات المسلحة للشارع والتفافة حول المصريين, وكان من  إيجابيها أيضا إحساس الفرد بأن صوته له قيمه وقد ظهر ذلك بشكل واضح بانتخابات مجلس الشعب ونسبة إقبال المشاركة عليها.
ولكن كان للثورة سلبيات أكثر من إيجابيات فكانت أهم سلبيات الثورة هو خلق الرعب والزعر داخل نفوس المصريين فلم أحد تصور الأثر النفسي لشخص شاهد شخص يقتل أمامه في ميدان التحرير بعد أن نشأت بينهم صداقة, ولم يفكر أحد ما هو الأثر النفسي الذي تركته معركة الجمل في كل من كان تحت أقدام هذه المعركة فهذة الثورة انتجت الفوبيا المرضية التي كان من الممكن عالجها في وقتها ولكن نظرًا لعدم اهتمام السلطات المصرية بالجوانب النفسية سيتراكم الكبت بداخلنا إلى أن يصبح قنبلة مؤقتة.
وقسم إبراهيم القوى المتواجدة بميدان التحرير إلى سبع قوى وهم القوى الثورية والتى عبر عنها أنه لم يشاهدها سوى في التليفزيون رغم تواجده المستمر بالميدان فالثوار الحقيقون كانوا في بداية الثورة ثم اختفوا, وقوى العسكر, والقوى الاسلامية, وعناصر النظام السابق الذي يطلق عليهم "الفلول", والعناصر المندسة "البلطجية", والإعلاميون, والعناصر الأجنبية ولكن كان الملاحظ التفتت بين هذة القوى السياسية فكل جهه كانت تلعب على مصلحتها ولكن كان أخطر ما في الموضوع اعتقاد هذه القوى أن مصلحتها ضد مصلحه الآخرين فعملت على تشويه الآخر وقد ظهر ذلك بشكل واضح باستخدام البلطجية.
ومن سلبيات الثورة؛ ظهور الاتجاه الواحد أو ما يسمى بالرأي الواحد مثل جماعة الإخوان المسلمين وشعار "الإسلام هو الحل". وأيضًا رأى الدكتور أحمد زويل أن العلم وحده هو الحل حيث عقب إبراهيم على ذلك بأن الحل هو منظمة شاملة وليس حلًا واحدًا، مضيفًا أن المجتمع الذى يريد أن يتقدم لابد أن تتوحد فيه القوى المتنافرة.
وفي النهاية استنكر إبراهيم أنه إلى الآن لم يحدث دراسة جادة لهذه الأمراض النفسية من جانب علماء الأنسان كما استنكر أيضًا حالة الترقب لرئيس الجمهورية من جانب الشعب, وتجاهل الخطاب الأول للمبدعين ، متسائلًا كيف يتتم عملية تنمية في مجتمع يتجاهل المبدعون؟

Leave a Reply