أنين لغتنا الجميلة.. متى ينقلب إلى ابتسامة؟!

«لغتنا العربية يسر لا عسر» هكذا يقول الأديب العربي طه حسين، إلا أنه ومع ظهور نظام العولمة واندماج اللغات والثقافات، فقد تاهت اللغة العربية ولم تعد تجد من يدافع عنها وعن تراثنا العربي الأصيل، فالآباء والأمهات لا يبالون في المحافظة على لغة القرآن.

وأكثر من ذلك فهم يتفاخرون باستعمال أبنائهم بعض المصطلحات الأجنبية، نتيجة لما رسخته الأفلام والمسلسلات، الأمر الذي يحتم علينا سريعاً، البحث عن أفضل الحلول وأيسر الطرق، للارتقاء بلغتنا العربية الأصيلة، وتمكين طلبتنا من إجادتها والتحدث بها بطلاقة وفخر.

 

 

يرى محمد حسيني المهم معلم علم النفس والمنسق الإعلامي ومسؤول مركز الدعم النفسي بمدرسة ابن حزم بمنطقة عجمان التعليمية، أن استهانة الطلبة باللغة العربية، ترجع إلى عدة أسباب، واحدة منها تساهل بعض المعلمين وسكوتهم عن أخطاء الطلبة، وعدم معالجتها أولاً بأول، مما يزيد الأمر تعقيداً.

 

حجر الزاوية

ويضيف المهم أن المراحل المبكرة في حياة الطلبة الدراسية، تشكل حجر الزاوية في تمكينهم من لغتهم، فالمعلم المتمكن والمؤمن برسالته يؤدي دوره على أفضل وجه بعكس المعلم الضعيف، كما يتعين على الموجهين والمشرفين على اللغة العربية أن يكونوا النموذج والقدوة في استخدام اللغة العربية أمام المعلم والطالب.

وعلى وزارة التربية والتعليم توخي الحذر في إعداد المناهج التعليمية ووضع لجان متمكنة لمقابلة المعلمين الجدد والمشرفين، دون النظر فقط إلى شهادة الشخص ودرجته العلمية، خاصة في ظل انتشار العديد من الجامعات المشبوهة.

رؤى الطلبة

ويوضح الطالب علي سعيد سالم الحافري من الصف العاشر بمدرسة ابن حزم بعجمان، أن على المجتمع المدرسي مراعاة أمور عدة، منها ضرورة التزام المعلمين التحدث باللغة العربية أثناء الحصص الدراسية، وضرورة نشر الوعي لدى الطلبة، وتوجيه النصح والإرشاد نحو ممارسة اللغة العربية بالشكل الصحيح.ويقول الطالب حمد خالد عبدالرحمن من الصف التاسع: على كل معلم مراجعة المعلومات العامة لطلبته بداية كل عام، ليتعرف على قدرات كل طالب وسلبياته وإيجابياته، حتى يتلاشى السلبيات ويدعم الإيجابيات.

 

نفور المجتمع

ويرى عماد الدين خليل معلم اللغة العربية بمدرسة ابن حزم، أن المجتمعات العربية تعاني من نفور وإحجام عن استخدام اللغة العربية الفصيحة، وتراها تركن إلى لغة محبطة من العامية الدارجة المختلطة باللغة الأجنبية، مما يلقي بظلاله على تعليم أبنائهم وبالتالي ضعف استيعابهم لموادهم الدراسية.

حيث نجد أغلب الطلبة يعانون من صعوبات في القراءة والنطق الصحيح لأصوات الحروف، لأن مجتمعهم ينظر إلى استعمال اللغة الفصيحة، أنه ضرب من الرجعية والتخلف، لا يوفر لهم احتياجاتهم، ولا يفي بعلومهم وثقافاتهم، حيث تراهم يسارعون إلى «الرطن» بالألفاظ الأجنبية في أحاديثهم.

ويطالب خليل بتعميم استخدام العربية الفصحى في كافة المؤسسات التعليمية، وبمختلف مستوياتها التعليمية، لأنها لغة المناهج الدراسية, فلا بد من تدريب الطلبة على مهاراتها الأربع (الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة)، إلى جانب التزام معلمي المواد الأخرى بالتحدث بالعربية الفصيحة.

وتفعيل إذاعة الصباح ووقت الفسحة والمنتديات والأنشطة اللامنهجية، مع التركيز على القراءة من قبل معلمي اللغة العربية خلال حصص المكتبة ودروس النصوص النثرية والشعرية، للسعي إلى علاج أخطاء الطلبة وعثراتهم.

 

سياسة شجاعة

ويقول محمد سلامة سالم معلم اللغة العربية في منطقة عجمان، إن الواقع لا يحتاج مزيداً من الأدلة على الضعف العام في اللغة العربية، بقدر ما تنقصه سياسة تربوية شجاعة لمعالجة هذا الضعف، وتجاوز الحاجز النفسي وعقدة النقص لدى الطالب، إلى شيء من العزيمة والجد والصدق، وإعداد برامج من شأنها النهوض بمستوى الطالب في هذا المجال، منها تطوير برامج إعداد معلمي اللغة العربية والمناهج.

وإصلاح أوجه القصور اللغوية والنحوية، إلى جانب تنمية ميول الطلبة ومواهبهم في اللغة العربية، واستخدام الوسائل الحديثة والتقنيات في تطوير تعلم اللغة العربية, وتشجيع الطلبة على التحدث باللغة العربية الفصحى في مختلف المواقف.

 

تطوير المهارات

ويذكر الدكتور يحيى القضاة موجه مادة اللغة العربية بمنطقة عجمان التعليمية، أن تطوير مهارات الطلبة في اللغة العربية، يتطلب نقاطاً عدة، تتمثل في ضرورة تطوير استراتيجيات التدريس لدى المعلمين، وتوظيف التعلم الذاتي لدى الطلبة، من خلال قراءة وفهم الآيات القرآنية الكريمة، واستيعاب المادة الشعرية والنثرية المتعلقة بالعصر الجاهلي، بالإضافة إلى معطيات اللغة العربية في العصر الحديث كالقصة والمسرحية والمقال.

Leave a Reply