أبطال خارقون من الثقافة الإسلامية

كان حلمه أن يحول قصصه إلى مسلسل كرتوني أو فيلم سينمائي، خصوصا أن قصصه التي يصدرها في مجلة مصورة منذ سنوات عدة، وتحمل عنوان «99»، موجهة للغرب وليس للعرب وحدهم. المجلة مكتوبة باللغة الانجليزية، صاحب هذه القصص هو الدكتور الكويتي نايف المطوع، الذي اثار سخط المحافظين في الكونغرس الأميركي، وفي الوقت نفسه بعث إليه الرئيس أوباما رسالة شكر وتقدير لجهوده في ردم الهوة بين الشرق والغرب، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر، واختارته ايضا مجلة «فوربس» شخصية لغلافها.

يجلس المطوع اليوم، كما الكثيرون، لحضور فيلم وثائقي يحمل عنوان «وهم، بام، اسلام» يحكي عنه وعن مشروعه من اخراج اسحق سولاتاروف، يتتبع الفيلم بداية الفكرة وطريقة تنفيذها، صالة «ترافيك» في دبي وضعت هذا الفيلم ضمن فعالياتها، وعرضته أخيرا بحضور عدد كبير من الفنانين والمهتمين، البحث عن بطل مستمد من الثقافة الإسلامية هو المضمون الأساسي للمجلة التي تحول مشروعها إلى فيلم، ووجد المطوع في معاني الأسماء الحسنى طريقة لتقديم شخصيات خارقة توازي الشخصيات الأسطورية الغربية، الدلالات والخصوصية التي تتسم بها هذه المعاني لعبت دورا ملموساً خلال الفترة الماضية لتقريب وجهات النظر، وتحريك القناعات السلبية الثابتة عن المسلم والحضارة الإسلامية بصورتها العامة.

معلومات

-- تم طبع النسخة صفر في عام .2006

-- تقوم مجموعة «تشكيل» الإعلامية بنشر المجلة عالميا.

-- رسم القصص الكرتونية يتم من قبل محترفين أميركيين في هذا المجال.

-- تصدر مجلة «99» شهريًا، منذ صيف عام ،2006 بطبعتين إنجليزية وعربية.

-- توزع المجلة 10 آلاف نسخة من كل طبعة، وسيبدأ إصدار طبعة باللغة الإندونيسية وطبعة للولايات المتحدة، وستتبعهما عما قريب طبعة باللغة الماليزية.


حلول

يسلط الفيلم الضوء على حياة نايف المطوع، الذي لديه ثلاثة أبناء، يعمل على تربيتهم وفق منظور إسلامي معاصر.

درس المطوع علم النفس في بوسطن بالولايات المتحدة، وعالج ضحايا التعذيب في عهد صدام حسين، وكذلك جنودا أصيبوا بأمراض نفسية أثناء حرب الخليج، ويعيش اليوم متنقلا بين الكويت وأميركا، أما رسالته الحالية فلا تقل صعوبةً عن رسالة أبطاله، إذ تُقدِمُ قصصه المصورة حلولاً ليس فيها موت ودماء للمطالبة بالحقوق، فمن خلال ثلاث مجموعات، بدأت من أم وأب، يتحد الجميع من أجل البحث عن حجار المعرفة.

يلتزم المطوع الحذر في طريقة سرده للحكايات، ويراعي الكثير من الحساسيات المجتمعية، في مثل موضوعه الذي يتسم بحساسية خاصة.

يتألف الفيلم الوثائقي من مزيج تسلسلات الرسوم المتحركة، ولقطات حية، ويحكي المطوع خلال الفيلم عن مشروعه الرامي إلى ابتكار أول فريق من الأبطال الخارقين الذين استمدهم من الثقافة الإسلامية، وكان من الطبيعي ألا يتحقق هذا المشروع بسهولة، خصوصا أنه لقي معارضة شديدة من إسلاميين متشددين، والمحافظين في الحكومة الأميركية.

ينتقل المطوع في مشاهد الفيلم بين مدارس المسلمين في مناطق عدة، منها ماليزيا، التي يبدأ ودون تخطيط بالتوجه إلى الأطفال بالسؤال: من اسمه جبار؟ ليرد أحدهم أنا! ومن اسمه كريم؟ ليرد آخر أنا! يُخرج من معطفه مجلته ويقول لهم أسماؤكم موجودة هنا في هذه المجلة ليتعرف إليكم الجميع، فيسأله طالب: من الجميع؟ يقول المطوع: «من لم يعطك فرصة لتقول لهم من أنت»؟، هكذا يقوم الفيلم بجولاته حول الأزقة والمدارس، وانتقالا ليس فجائيا الى شوارع الولايات المتحدة، وتصوير شخصيات مختلفة وهي تقرأ مجلة المطوع.

مع كل بطلٍ من الأبطال يظهر أحد الأسماء في القصص، كما يتميّز كل بطل بموهبةٍ جديدة، وفي النهاية يصطف أسطول بأكمله من الأبطال المسلمين هدفهم إنقاذ العالم من خلال البحث عن أحجار المعرفة الكريمة «99»، والتي تم فقدانها أثناء اجتـياح المغول مدينة بغداد.

يقول المطوع إن مجلته وشخصياته يواجهون التفسيرات المتطرفة عند الإسلاميين والأميركيين المحافظين، وتواجه المروجين لمفهوم صراع الحـضارات، الذين يرون في الإسلام محركًا لتخـيلات الهيمنة العدائية، فالمطوع ينتمي إلى فئة المعـتدلين، يقول المطـوع: «يتسم الإسلام بالكمال، على عكس البشر».

Leave a Reply