*In "تعملق الأهلي سر ازدياد شعبية الزمالك .. واسألوا متخصصي علم النفس!"

تعملق الأهلي سر ازدياد شعبية الزمالك .. واسألوا متخصصي علم النفس!20/09/2014 - 09:44

استفزاز الزمالكاوية يظل من أكثر الأمور المحببة لنفسي باعتباري مرتدا عن الانتماء للنادي، ومارقا عن حبه في وضعه الحالي وفي ظل رموزه الحاليين، ومن وقت لآخر باعتبار أغلب أصدقائي من العاشقين للنادي أقلب في كل ما يستفزهم لأن غضبهم لذيذ، وانفعالاتهم مضحكة خاصة لمن يؤمن بأن كرة القدم هي للمتعة والمرح وليس للغضب والسواد الأسود في القلوب، وربما الاستفزاز يفيد أحيانا لكشف الحقائق ودق النواقيس للتنبيه.

وإمعانا في ذلك فقد دار نقاش بيني وبين صديق عزيز، محوره كان هل شعبية الزمالك في انحسار أم أنها ترتفع؟ وفقا للوضع الحالي الذي يعيشه النادي الأبيض منذ إصابته بمرض مرتض منصور في مطلع الألفية الثالثة، فالطبيعي أن تنحسر شعبية النادي ويتراجع عدد عشاقه مع انحسار موجة بطولاته وألقابه وانتصاراته، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فالنادي الأبيض رغم كل ما يتعرض له من ظلم داخلي وخارجي تزداد شعبيته يوما بعد يوم، وهو أمر ينافي المنطق.

فطبيعي جدا أن يكون ابن الزمالكاوي زمالكاويا بالوراثة، وهذا النوع من المشجعين يكون أقل حماسة في كثير من الأحيان، ويكون حياديا إلى حد كبير، ولكن النوع الآخر الآخذ في الازدياد هو الجماهير التي دخلت لتشجيع الزمالك حديثا، من صغار السن وأبناء من يشجعون الأهلي أو لا يهتمون بكرة القدم نهائيا، وهؤلاء لا يصعب منطقة الأمور معهم فلا نجم في النادي تبعوا قميصه ولا إنجاز للفريق الأبيض جذبهم إليه، إذا لماذا انجذبوا وشجعوا الزمالك؟

والسؤال الأهم كان ماذا لو كان الأهلي بجبروته وبطولاته وهيمنته على الألقاب المصرية والأفريقية على حد المساواة مع نادي الزمالك؟ ماذا لو كان الزمالك ليس مظلوما، من الخارج والداخل كيف وقتها شعبيته وهل من انضموا له في ظل الظلم الواقع عليه كان لينضموا إليه؟

دعونا الأول نتحدث في الجوانب النفسية لماذا انضم جيل جديد لتشجيع نادي الزمالك وما الذي جذبهم غليه؟ الحقيقة أن المنطق يغيب نظريا عن الأمر، ولكن الجوانب النفسية هي الأكثر قبولا!

الكثير من الناس يحبون الشعور بالظلم، فأن تفشل في عملك أو في حياتك أو في أي أمر من الأمور، دائما يلصق كثير منا الأمر لاضطهاد الإدارة له، أو لأن الآخرين يغيرون ويحقدون عليه، أو لو كانت زيجة وانفضت فلأن العروس سيئة أو أهلها ناس لا يعرفون العدل، دائما في كثير من الحالات هو الآخر الذي ظلم بضم الظاء والأخير من ظلم بفتحها.

التعرض لمثل هذه الحالات تكرارا يولد حالة من الاستلذاذ بالظلم والقهر، يعيش المرء في هذه الحالة مستمتعا بتعذيب ذاته بالقهر والظلم، ويبحث عن الأمور التي يُظلم فيها عن حق، لأن شعوره الباطن يعرف جيدا أن فشله الأولي لم يكن بسبب الطرف الآخر، فيلجأ لصف المظلوم عن حق ليكون ضمن المظاليم، ولذلك تلجأ فئة كبيرة لتشجيع نادي الزمالك في العصر الحديث.

فئة أخرى هي المتمردة، الساعية للاختلاف، فإن كان الأهلي يفوز دائما فسيشجع الزمالك فإن فاز الزمالك ربما يتغير ويشجع أسمنت أسيوط، المهم أنه دائما يسعى للاختلاف، ولإثبات أنه الصح والباقون على خطأ، أنه في الطريق الصحيح والآخرين في طريق جهنم الدائري.

وهؤلاء لا يرون الحقائق بأعينهم المجردة، ولكنهم ينظرون للأمور من عين التمرد والعصيان، فلا يرون الصواب صوابا ولا يدركون أن الخطأ خطأ، هم فقط على حق والباقون إلى جهنم وبئس المصير، فإن رفع شيكابالا الحذاء في وجه جماهير الأهلي فسيكون الرد جاهزا "وما الذي أتى بوجوههم أمام حذاؤه"، حتى إن تنابذ أعضاء وأسرة النادي وبعضهم البعض بالسباب سيكون الرد جاهزا: "إنه حوار ديموقراطي متبسط"، دائما هم متطرفون في مشاعرهم يغلطون الجميع وهم لا يخطؤون هم انفعاليون غير مستقرين عاطفيا.

وفي جميع الحالات المتزملكين بأنواعهم لا يبقى فيهم سوى العاقلين القدامى والمتوارثين زملكتهم وهم المنطقيون الحياديون الواعون، بينما هؤلاء الجدد غير مستقرين ولو انفك الظلم عن نادي الزمالك -سواء الظلم الواقع من داخل الزمالك على نفسه أو الظلم الواقع على النادي من النظام - لانفك وانفض هؤلاء في أغلبهم عن نادي الزمالك، ولبحثوا عن نادٍ آخر يشبع رغباهم في الظلم أو يحقق لهم الاختلاف والتمرد ولبارت سلعة الزمالك في أسواق الدوري المصري.

وبصفة عامة فكيان الأهلي في وضعه الحالي هو الداعم الأكبر والدافع لازدياد شعبية نادي الزمالك وجماهيريته، وهو الضامن الأكبر لاستمرارية هذه الشعبية في الارتفاع، سواء بسيطرته على البطولات وتنظيمه الإداري الذي يحقق له الاستقرار على القمة أو بظلمه السابق أيام حسن حمدي عندما كان راعيا لمصالح كبار الدولة المالية والتي تطلبت قمع الزمالك و"حث" (لمن يفهم الكلمة) مرتضى منصور عليه.

قد يكون الكلام في ظاهره مستفزا ولكن لمن يملكون عقلا للتفكير بتروي وعقلانية لاكتشفوا أن في الأمر بعض أو كثير من الصحة، وربما أيضا بعض من الخطأ فحتى الكاتب يخطئ لأنه بشر مثل الجميع.

** رحمة الله على جدتي كانت صعيدية عاشت ثلثي أو يزيد من عمرها خارج العيد فانمحت لكنتها الصعيدية، ولكن ظل الصعيد في دمائها، وكنا نعلم ذلك، ونحبها إلى درجة العشق لطيبتها وبساطتها، ولكن كنا نسعى بشر الأطفال والمراهقين لإخراج الصعيدي الذي بداخلها، وكانت الوسيلة الوحيدة التي أثبتت فاعليتها هي استفزازها!! كنا نستفزها بالزن أو بالشقاوة أو بإلقاء النكت على الصعايدة، حتى يخرج الصعيدي بداخلها وتصيح في وجوهنا "واااه" وطبعا يليها كوكتيل منقى من السباب بالصعيدي يتبعه جري كل منا للاختباء ضاحكين.. كانت كلمة "واااه" باللكنة الصعيدية هدفنا من الاستفزاز حتى نسمعها ونضحك، ونجري للاختباء في الشقوق منها.. ما العلاقة؟!!

ربما كان استفزازنا للزمالك والزمالكاوية من محبين لكيان يحمل الروعة في تاريخه وقلبه!! والله أعلم بالنوايا!

زياد فؤاد


لمتابعة الكاتب على تويتر  اضغط هنا

Leave a Reply