من علم التحليل النفسي إلى علم النفس التحليلي.. كـتـاب الأحلام

في طبعة أنيقة، وترجمة علمية دقيقة؛ نقل المترجم العربي السوري محمود منقذ الهاشمي إلى العربية كتاب الأحلام، للمعلم الثاني في التحليل النفسي كارل كوستاف يونغ، وقدم له بمقدمة نقدية أكاديمية تعرض تصورات كارل يونغ في التحليل النفسي، وتحديدا في دراسة وتفسير الأحلام، التي صاغها في عدد من كتاباته ومحاضراته بعد انفصاله عن أستاذه سيجدموند فرويد.

تتأتى أهمية هذا الكتاب من كون المكتبة العربية لا زالت إلى اليوم تفتقر إلى الكتب النظرية والعملية في التحليل النفسي، رغم ما عرفه هذا العلم من ذيوع وشهرة في كل أقطار العالم، وامتداد معرفي بحثي بآلياته لمختلف مجالات الحياة والثقافة والأفعال الإنسانية، وتتمثل أهميته كذلك من كون كاتبه -كارل يونغ- أحد أبرز العلماء الذين وضعوا أسس ممارسة التحليل النفسي وساهموا في تطويرها وجعلوا لها مدارس واتجاهات.

يقدم الكتاب لقارئه أهم ما كتبه عالم النفس السويسري كارل كوستاف يونغ حول الأحلام ودراستها تنظيرا وتحليلا قبل وبعد انفصاله عن فرويد، وقد قسم يونغ كتابه الأحلام إلى أقسام أربعة، يشمل كل قسم من الكتاب فصولا تزاوج بين الدراسة النظرية للحلم، وتفسيره. يهتم القسم الأول منها بتمهيد القارئ وعبر تقنية الفقرات المرقمة المعتمدة في مجموع أقسام الكتاب وفصوله، ووفق منهج التدرج في عرض الأفكار وبناء التصور، يقدم تعريفا وتحديدا للأحلام باعتبارها موضوعا للتحليل النفسي؛ وينفرد الفصل الأول منه بتحليل الأحلام بالطريقة التي وضعها فرويد مضيفا عليها بعض التعديل كاستبداله تقنية التداعي الحر الفرويدية، بالتداعي المقيد، غير أنه وبالرغم من إضافاته فالواضح من قراءة الفصل أن يونغ وفي هذا الفصل تحديدا لا زال بلغة المترجم “فرويديا خالصا”(المقدمة ص8)، فيما خصص القسم الثاني لتبيان علاقة الأحلام بالطاقة النفسية أما الثالث فيبحث الفائدة العملية من تحليل الأحلام ويجعل من القسم الرابع من الكتاب بحثا في الرمزية الحلمية الفردية في علاقتها بالخمياء، ويعتبر هذا القسم أوضح وأهم أبحاث الكتاب وأكثرها تفصيلا ونسقية، ويمتد ليشمل أكثر من نصف صفحات الكتاب وقد مهد له بتحديد مادته وخطوات فصوله ومنهجه المعتمد في دراسة الأحلام، وبحث تجليات الرمزية فيها.

إن كتاب الأحلام ليونغ يؤسس لمفاهيم وتصورات وآليات أخرى تحاول أن تتجاوز ما قدمه فرويد، معلنة اختلافها معها في المنطلقات والنتائج، في محاولة لأن تنحت لنفسها نسقا ومنظورا مغايرا لما كان سائدا في دراسات صدرت قبلها وتمثل لأهم الأفكار التي يقدمها هذا الكتاب لدراسة الأحلام في الفقرة التالية.

يعتبر يونغ، خلافا لفرويد، ولتصوراته الأولى حول الأحلام أن هذه الأخيرة ليست جميعها تعبيرا أو تحقيقا لرغبات الفرد، ولا هي نتيجة كبته لها، وإنما الأحلام قد تعبر كذلك عن الرؤى والأحكام والتوجيهات (ص72)، ويقول يونغ   في هذا المعنى “إن تفسير الأحلام على أنها تحقيق للرغبات (...) أضيق من أن تنصف الطبيعة الأساسية للأحلام”(ص103) يستتبع هذا القول -بحسب يونغ- عدم قدرة الفرد على تحديد بنية الحلم وكشف معناه وفق قوانين محددة ومتبعة باستثناء الأحلام النموذجية كأحلام الكوابيس والقلق والموضوعات الحلمية النموذجية كالطيران وتسلق السلالم والجبال وفقدان الأسنان...(ص112)، أما أهم المفاهيم التي أضافها يونغ في هذا الكتاب فحديثه عن الوظيفة الاستقبالية للأحلام، دون إنكار للوظيفة التعويضية لها والتي تحدث عنها فرويد قبله (ص80)، وفي وصف شكل الأحلام اقترح يونغ مراحل أربع لوصفه؛ مرحلة العرض ثم مرحلة تطور الحبكة الحلمية؛ فمرحلة التناهي أو المنعطف المفاجئ للأحداث في الحلم وانتهاء إلى المرحلة الرابعة والأخيرة التي سماها بمرحلة الانحلال التي قد تنعدم في بعض الأحلام (ص124).

إن هذه الورقة التي نريدها أن تجتذب وتأسر المهتم والباحث المتخصص في التحليل النفسي وتدفعه إلى قراءة الكتاب، لا تغني غير المتخصص من قراءة الكتاب ولا تقدم له ما يمكن أن يظفر به من قراءته للكتاب؛ من أفكار وتقنيات ومفاهيم مُوجِهة في فهم الأحلام وتحليلها في ضوء علم النفس التحليلي ليونغ، فالكتاب يمثل وثيقة علمية نظرية وعملية حول الأحلام، تعرف الباحث على مسار يونغ العلمي /المعرفي وما بذله من جهد في تطوير نظرية تفسير الأحلام والانتقال بها من علم التحليل النفسي لدى فرويد إلى ما أطلق عليه هو بعلم النفس التحليلي، مرفقة بشروح وتحليلات نصية وتوصيفات ورسومات ولوحات تشكيلية تقرب الباحث من فهم نظريته في الأحلام وتأويلها.

إبراهيم أزوغ**باحث في الأدب والثقافة

*إحالة: كارل غوستاف يونغ: الأحلام، ترجمة محمود منقذ الهاشمي، دار الحوار الطبعة الثانية .2013


ماري كريستين سارغوس تقدم روايتها بالمركز الثقافي الفرنسي

قالت الكاتبة الصحفية الفرنسية ماري كريستين سارغوس، إن كتابها الصادر بعنوان “يوم مشمس تتخلله رياح عاتية”، عبارة عن محاولة للغوص في حياة أسرتها التي استقرت وعاشت في مدينة فيليب فيل (سكيكدة) على مدى سنوات طويلة، موضحة أنها قامت بتسجيل لحظات السعادة والمأساة على حد سواء. وذكرت ماري كريستين سارغوس أول أمس بالمركز الثقافي الفرنسي، أن بطل روايتها “يوم مشمس تتخلله رياح عاتية” الصادر عن دار “ايريك بونيي” بباريس سنة 2012، يعتبر محاولة للعودة إلى جزء من تاريخ الفرنسيين في الجزائر، عبر الشخصية المحورية “كلود توليد” الذي يحيل إلى الأصول الإسبانية لجزء من هؤلاء الأوروبيين الذين استقروا في الشرق الجزائري.

شريط مصور عن رواية مارك ليفي حول المقاومة الفرنسية ضد النازية

صدر في باريس الشريط المصور الأول المقتبس من أعمال الروائي الفرنسي مارك ليفي وتحديداً رواية “أولاد الحية”، الذي تعاون من أجل هذا المشروع مع الرسام والسيناريست الآن غران ليصوغا معا هذا الكتاب الذي خصصه ليفي روائياً من أجل وصف المقاومة الفرنسية. والرواية صدرت عام 2007 عن دار “روبير لافون” وكتب فيها ليفي قصة شقيقين ينخرطان في صفوف المقاومة في مدينة تولوز. وقد اعترف المؤلف يومها بأنه استوحى القصة من الواقع وهو بكل بساطة سرد ما أخبره إياه والده الذي كان مسؤولا عن فرقة من المقاومين تشكلت في جنوب غرب فرنسا وكانت بمعظمها مؤلفة من المهاجرين. وقد صرح ليفي عند صدورها أنها الرواية الأقرب الى قلبه: “كلود وشقيقه ريمون المعروف باسم “جانو” ينتسبان الى المقاومة في فرقة مارسيل لانجيه في تولوز الى جانب مهاجرين من إيطاليا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وهنغاريا.. وكلهم اجتمعوا ليقاوموا ضد المحتل النازي والمتعاملين معهم.. ويتعرض الواحد تلو الآخر للسجن والتعذيب وتدور الأحداث في إطار من الشجاعة والحرية، حيث تسود مشاعر الأخوة والصداقة والحب والكراهية..” بدأ المشروع مع اقتباس قامت به مجموعة من الطلاب في مدرسة لاختصاص بالشرائط المصورة وبعد أن اطلعوا المؤلف على ما توصلوا اليه أعجبته الفكرة ومضى ينفذها بشكل نهائي مع الان غران الذي أخذ على عاتقه وضع الكتاب الذي صدر في باريس عن منشورات “كاسترمان”.

“شمالاً، إلى بيتٍ يحنّ إلى الجنوب”

صدرت عن دار”مسعى” للنشر   والتوزيع في البحرين رواية الكاتب البحريني أمين صالح الجديدة “شمالاً، إلى بيتٍ يحنّ إلى الجنوب” وفيها يعالج ذلك الحنين والتوق إلى المنتظر، ويقدّم   أفكاره حول الخلاص، من خلال روايته لأحداث حياة ثمانية شخصيات يتعلقون بأمل ما يأتي من صوت بعيد، صوت يدعوهم إلى الرحيل نحو ذلك المجهول البعيد في الشمال، باحثين عن طمأنينيتهم التي فقدوها في الجنوب. وبلغة مليئة بالماء، يتقدّم صالح بشخصياته واحداً بعد الآخر في فصول ثمانية تقتسم الرواية نحو ذلك البحث، أو ذلك الهروب، ليجرّهم ويجرّنا معهم لاتباع ذلك الصوت البعيد، فالخادمة التي تبحث عن زوجها الذي لم يعد للبيت منذ خسرا طفلتهما، والبائع الذي يريد أن يزرع حقله، والبواب الذي يريد أن يجرّب السفر، والشحّاذة التي تسعى لرؤية أمها الميتة، والقاتل الأجير الذي يريد تخليص نفسه بإنقاذ أحد ما من الموت، والمشلول الذي يبحث عن علاج، والعجوز الذي يبحث عن وجوه أصدقائه القدامى، والمصوّرة التي تكتشف وحشيتها، كل أولئك وأدلاؤهم يسعون بشغف يائس للوصول إلى وجهتهم المعلومة المجهولة، في رواية تقدّم لنا صورة لا يمكن القول بوضوحها عن ضياعنا جميعاً خلال رحلات حياتنا المفاجئة والمدهشة وغير المتوقعة.

“ما الذي سأفعله بعدك”

صدر للكاتبة الجزائرية نعيمة معمري عن دار فيسيرا للنشر والتوزيع- الجزائر مجموعة قصصية تحت عنوان “ما الذي سأفعله بعدك” وذلك بعد صدور روايتها “أعشاب القلب ليست سوداء” عن نفس الدار. تضم المجموعة القصصية الجديدة عددا من النصوص التي راوحت فيها بين النفس الشعري والسردي لتقدم نصوصا تشبهها وتشبه الآخر، من بين هذه النصوص “وهم الكتابة” “مهلا إنها تمطر”، “ما الذي سأفعله بعدك” “هكذا مات” “نوار الزنقة” وغيرها. في مقدمة المجموعة تكتب معمري: “هل أصابتكِ أعراض الجنون والشذوذ، أم أعراض الانتحار، أم هو مجرد وهم الكتابة؟”

“يافا للأبد”

كتاب جديد صدر عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، يتناول المدينة الجميلة كما عايشها الراحلون ناصر الدين النشاشيبي، صلاح الناظر ومحمد سعيد اشكنتنا. قدم للكتاب وأشرف على إصداره عدلي مسعود الدرهلي. نقتطف من مقدمته: تخليدا للذكريات الجميلة لمدينة “يافا” التي كانت واحة فكرية خضراء تعج بالنشاط السياسي والاقتصادي والأدبي والرياضي والصحافي، قمنا بطباعة هذا الكتاب “يافا للأبد”، والذي يحتوي على ثلاثة أجزاء. في الجزء الأول نضع بين أيديكم الفصل الثاني من كتاب “قصتي مع الصحافة” كما عرفها الصحفي المقدسي البارز الأستاذ ناصر الدين النشاشيبي في عزّ شبابه والذي كتب أجمل ما يمكن أن يكتب عن مدينة يافا التي كانت فيها بداية عمله الصحفي وانطلاقته إلى حيث أصبح صحفيا كبيراً. أما في الجزئين الثاني والثالث فنميط اللثام عن الحقيقة المؤلمة التي أخفيت عن تاريخ يافا، المدينة الحبيبة، الحزينة، كما يرويها الأستاذ صلاح إبراهيم الناظر الذي عايش نهاية مدينة يافا بوصفها مدينة عربية في تقريره “سقوط يافا”، بالإضافة إلى تقرير الصحفي الأستاذ محمد سعيد إشكنتنا بعنوان “أسرار سقوط يافا”. يقع الكتاب في 278 صفحة من القطع الكبير ويحتوي على صور ملونة للمدينة.





التعليقات
(0)add

min/maxإظهار/إخفاء التعليقات


feedإظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات



busy

Leave a Reply