مفهوم "التعجيل في كل شيء" يقلق الشباب الصيني

مفهوم "التعجيل في كل شيء" يقلق الشباب الصيني

عجل في الشهرة، وعجل في جني الأموال، وعجل في الزواج، وعجل في شراء العقارات، وعجل في الترقية....أصبح في الوقت الحالي هناك عدد متزايد من الناس الذين يخشون أن يتجاوزهم الاخرين. بل هناك جملة متداولة على الإنترنت تقول مايلي، "إذا لم تنجح قبل الثلاثين، فلا أمل لك!" وهو ما جعل الكثير من الشباب تنتابهم مشاعر الخشية.

أجرت صحيفة الشباب الصيني مؤخرا إستطلاعا شمل 2075 شخصا، حيث رأى 93.3% منهم أن فكرة عجل في النجاح منتشرة بين شباب الجيل الحالي. ويمثل جيل السبعينات 35% من المشاركين في الإستطلاع وجيل الثمانينات 47.5%.

لماذا يتزايد عدد الشباب المتعلقين بالنجاح

ترى شياولينغ التي تنتمي إلى فئة الياقات البيضاء من جيل الثمانينات وتعمل في بكين، أن هذا يعد شعورا متفشيا، لأن الإنسان إذا لم يحقق نجاحات كثيرة قبل سن الثلاثين، فربما سيظل مشغولا دون أن يحقق نجاحات إلى غاية سن التقاعد.

أما شياوتشو، وهي فتاة تعمل في إحدى المكاتب، فترى أن الإعلام في الوقت الحالي دائما ما يختلق قصصا زائفة لـ "الشباب الناجح". هناك كتاب أسمه "ينبغي النجاح مبكرا---- كيف تجني 5 ملايين يوان قبل سن الثلاثين". وكأنه يقول للشباب أن النجاح هو فقط الإلتحاق بالجامعات المشهورة، وجني الكثير من الأموال، والحصول على السلطة في سن مبكرة. لكن ماهي مظاهر "التعجيل "؟ أظهر الإستطلاع أن المراتب الأولى هي على التتالي: جني الأموال (75.2%) والشهرة (49.5%)، شراء منزل (52.1)، بعد ذلك نجد كل من الترقية في العمل (50.2%)، الزواج (31.8%)، الإنجاب (23.1%).

وفي هذا السياق يرى مدير قسم علم النفس بجامعة فودان سونشيجين، أنه إذا نظرنا من زاوية علم النفس، فإن فترة الطفولة لديها التأثير الأكبر على حياة الإنسان. وبالنسبة للشباب الصيني الذي تمثل فئة الطفل الواحد نسبة كبيرة منه، فإنه ينمو داخل بيئة متشنجة. والتعليم الذي حصلوا عليه خلال دراستهم هو "يجب ألا تخسر في السباق." في ذات الوقت، هناك بعض الأولياء الذين يمررون قلقهم وعدم شعورهم بالأمن إلى أطفالهم.

أما نائب مدير الجمعية الصينية للعلوم الإجتماعية والأستاذ بجامعة جهجيانغ قويينغتشون، فيرى أن السبب الرئيسي وراء الشعور بـ"التعجيل في فعل كل شيء" هو "فترة الإنتقال الإجتماعي، ومشاعر القلق المتفشية." خاصة وأن الرأي العام في الوقت الحالي بصدد تكريس نموذج معين للنجاح، وغالبا ماتكون الأموال والسلطة عوامل هامة داخله.

أما نائب مدير قسم علم النفس بجامعة نانكاي شوقوانجيان، فيرى أن المنظومة الإجتماعية الحالية غالبا ما تكافئ السلوك الوقتي. ومن السهل أن يتعرض الفرد لتأثيرات الآخرين وتلمحياتهم، وهذا يؤدي إلى رغبة المزيد والمزيد من الشباب في النجاح، وأملهم في الحصول على مصالح مادية ومكانة إجتماعية في أسرع وقت ممكن.

ويظهر الإستطلاع أن الأسباب الرئيسية وراء شعور "التعجيل في كل شيء" هي على التتالي أولا: "موجات القلق التي تضرب المجتمع" (75.9%)، ثانيا: "الضغط الذي يسببه الأولياء و الأصدقاء"( 54.8)، ثالثا: "الإتباع الأعمى لأحد المفاهيم" (48.4%).

[1] [2]

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

Leave a Reply