محتالو الإنترنت يسبقون دراسات علم النفس في حيل الإقناع

أصبح مجرمو الاحتيال يتسلحون بحيل نفسية غاية في الدهاء والتطور كي يجعلون أي كان عرضة لخداعهم بحسب ديفيد موديتش الذي يعمل مع باحثين لكشف الأشخاص الأكثر عرضة للاحتيال عبر الإنترنت مثل العازبون والعازبات الساعين وارء شريك العمر، بل حتى الأكاديميين وأصحاب الخبرة ممن وقعوا ضحايا للاحتيال عبر الإنترنت.

 

ويؤكد فرانك ستاجانو وهو باحث يدرس الخصوصية والأمن في جامعة كامبريدج على خطورة حيل الاحتيال بقوله:" أتفاجئ ببراعة المحتالين الذين اكتشوفا مبادئ الإقناع بدون دراسات علمية بل أعتقد أنهم يعتمدون شبكات تواصل فيما بينهم لتبادل الخدع الفعالة في الإيقاع بالضحايا.

 

تشير بي بي سي إلى أبحاث في جامعة كامبريدج حول ضحايا الاحتيال عبر الإنترنت، لتوضح إنه من السهل الاعتقاد أن ضحي الاحتيال عبر الإنترنت هو مجرد شخص أمي سهل الانقياد إلا أن الادلة تشير إلى أن الضحايا من كل فئات المجتمع من أميين ومتعلمين بل حتى الاكاديميين. خذ مثلا بول فرامبتون وهو خريج جامعة أكسبريدح وبرفسور فيزياء في جامعة نورث كارولينا وقد حكم عليه بالسجن 5 سنوات لتهريب المخدرات في الأرجنتين بعد وقوعه ضحية لمواقع الزواج والمواعدة، كذلك حال جون ورلي وهو طبيب نفسي يعد من أكثر الناس دراية بنوائب الحياة لكنه حوكم عام 2005 بتهم احتيال مصرفي وتبييض أموال بعد وقوعه ضحية لرسائل الاحتيال النيجرية المعروفة. حيث اتصل به شخص يزعم أنه مسؤول نيجيري يستنجد طلبا للمساعدة في نقل أموال طائلة خارج البلاد ويلزمه مبلغ بسيط لذلك يتبعه كالعادة طلب مبلغ بسيط آخر وهكذا دواليك. لكن وورلي أدين بتهمة محاولة تبييض أموال وحكم عليه بالسجن سنتين.

ويثبت ذلك أنه لا الذكاء ولا الخبرة يحصانان بحماية كافية في وجه المحتالين، حيث وجد الباحث أن كبار السن من ذوي الخبرة الكبيرة وكذلك المتعلمين كانوا من الضحايا الاحتيال عبر الإنترنت.

 

بعض الخصال التي تجعلك عرضة للاحتيال عبر الإنترنت، بحسب الاستقصاء الذي أجرته الجامعة هناك كل من ضعف ضبط النفس وهو جانب خطير، لكن الصفات الأخرى تتضمن مثلا الثقة بطرف في موضع مسؤولية والرغبة بتقليد الآخرين من الأصدقاء أو الميول للتصرف بنمط متسق.

 يكسب المحتال أحيانا ثقة ضحيته حين يزعم أنه لديه صديق مشترك معك وأحيانا ينتحل شخصية شخصية مسؤولة- طبيب أو محامي ليبدو مقنعا أكثر. هناك خدع تمهيدية لا تتضمن سرقة المال في البداية بل ترسيخ تصرف ما ليتم لاحقا استغلال هذا التصرف إزاء النقود مثل ألعاب البطاقات، التي تولِّد الاستعداد للوقوع ضحية خدع محددة، وتشبه أساليب الاحتيال طرق التسويق والإقناع المعروفة بل إن بعضها يتفوق في الإقناع.

هناك أسلوب التسويق الذي يعتمد على الوقت والذي يدعو الضحية للتصرف بسرعة (ألا تبدو عبارة التسويق "سارع بالشراء قبل نفاذ الكمية- أو الكمية محدودة" مألوفة لديك؟) وطلب الاستعجال يهدف لمنع الضحية من التفكير مليا بما يقدم عليه ومنعه من ممارسة ضبط النفس. ثم يعمد المحتالون أحيانا لمبدأ الإقناع الذي يستند للحجة أي الأشخاص الذين يمكن أن تثق بهم، طبيب أو محام أو شخصية معروفة، أو مبدأ "القطيع" أي الاندفاع لتقليد الآخرين والأصدقاء. كما تذخر جعبة المحتالين بحيل جديدة  مثل الإلهاء بصورة جذابة، لمنع الضحية من التفكير بعقلانية كما هو الحال في مواقع الزواج. بل يتلاعب المحتالون بإثارة الجشع وميول الإجرام في سبيله بجعل الضحية يقدم على تصرفات إجرامية مثل قبول تهريب الأموال وتبييضها ضمن حيل البريد النيجيري المألوفة. وأحيانا

يعتمد "فنانو" الاحتيال على المشاعر النبيلة لدى الضحية في أعقاب حدوث كارثة إنسانية بإرسال طلب مساعدة وإرسال أموال لإنقاذ ضحايا الكوارث.

 

المزيد من أخبار المملكة المتحدة

Leave a Reply