لتحرر المرأة حدود

أنييس خباز
اعتدنا أن نسمع من النساء الغربيات بصورة عامة دعوات إلى تحرر المرأة ومساواتها بالرجل، لكن في الفترة الأخيرة نشرت عدة دراسات نفسية غربية تؤكد ان للتحرر حدود ان تجاوزتها المرأة ربما تدمر حياتها الزوجية وعلاقتها بشريك الحياة.

الطبيبة النفسية لاورا ياناتشكوفا متخصصة في طب المشاكل الجنسية، كما نشرت مؤخرا كتب «الألم وطريقة التحكم فيه»، و«أسس علم النفس الصحي»، و«الخيانة وطريقة التحكم فيها».. وهي تنصح الأزواج حول كيفية حل أمورهم في السرير الزوجي.
تقول: «غالبا ما نلتقي خلال الجنس بالأنانية وعدم الاحترام. النساء يمارسنه حتى لو لم يكن راغبات في ذلك، بهدف الحفاظ على الهدوء في العائلة، وكذلك خوفا من أن يتخلى عنهنّ أزواجهن. لكن الرجل يعاني أيضا، فنتيجة التحرر النسائي يحدث أحيانا تغيير في أدوارهن».
ضريبة النجاح
وتشرح قائلة: «قبل فترة زارتني في العيادة سيدة مع زوجها وطلبت مني علاجه لأنه يرفضها جنسيا. وتبين بعد ذلك أن المرأة سيدة الأعمال تجني المال، في حين أن الرجل يقوم بكل المسؤوليات المطلوبة تجاه الأطفال والمنزل والحديقة وما شابه. هذا الخيار الذي كان في البداية خيارا مشتركا، بدأ يؤثر في العلاقة. فقد بدأت المرأة تجلب معها من العمل إلى المنزل طبيعة موقعها المسيطر وحقها الحصري في اتخاذ القرار، وفقد الرجل بالتالي موقعه الذكوري. في النهاية لم يبق له سوى الجنس لكي يقرر بشكل حر ماذا يريد».
لذلك فإنها شخصيا، حتى لو بدا الأمر فريدا وغير متوقع من امرأة ناجحة في مهنتها، ليست مع التحرر كثيرا «وفق مفهومي الخاص، فإن للتحرر حدوده»، وتضيف أنه «يجب على المرأة أن تكون مثقفة، لكن لا يجب عليها أن تنسى تربية أولادها والقيام بمسؤولياتها في المنزل. الرجال هم من يجب أن يعملوا من أجل تأمين مصادر الدخل وحماية العائلة».
احترام متبادل
وتضيف الطبيبة أن «المرأة تحتاج الى أن تحترم زوجها، وإذا لم تشعر بذلك، فإن الرجل يخسر موقعه الطبيعي ضمن الشراكة. أما في ما يتعلق بمسألة تحرري شخصيا، فإن من يلبس البنطال في المنزل دائما هو الرجل».
لكن برغم ذلك فإن ثمة فرصة للنساء الواثقات كثيرا بأنفسهن والناجحات لكي يعثرن على شريك ملائم «كل امرأة تملك تلك الفرصة، لكن يجب عليها أن تدرك أولا عن ماذا تبحث. كثير من النساء يشعرن بالسعادة عندما يتقدم لهن رجل ما، فذلك يعزز ثقتهن بالنفس، وبالتالي يخترن فقط من الإمكانيات المتاحة لهن ما يعتقدن أنه الأفضل. إلا أن السعادة لا تعتمد على وقوع المرء في الغرام، المهم هو في غرام من تقعون»، كما تحذر الطبيبة.
أهمية الكيمياء
«نجاح الكيمياء بين الطرفين أمر جوهري، لكن لكي تنجح الأمور يجب على المرأة أن تدرك عمّن تبحث، وما الخصائص التي يجب توافرها لدى الرجل، وما توقعاتها منه. كما يجب عليها أن تعرف نفسها، وأن تدرك ما يمكن أن تقدمه للرجل».
الطبيبة نفسها مطلقة مرتين، وتعترف بأنها لم تختر أول رجلين وفق النموذج المحدد، ولم يقل لها أحد انه يجب عليها أن تفعل ذلك تحديدا «الحياة الخاصة والخبرات هي التي ساعدتني على توضيح بعض الأمور. زوجي الحالي اخترته بدقة لذلك أشعر بالسعادة منذ عدة أعوام».

Leave a Reply