كاتب سعودي: المحسوبية في الإدارات الحكومية جعلت الخطط التنموية مثل البطة العرجاء

كاتب سعودي: المحسوبية في الإدارات الحكومية جعلت الخطط التنموية مثل البطة العرجاء

الرياض-الوئام:
بالتأكيد فإننا نرى في بلادنا حامل شهادة الجامعة في المحاسبة يشغل اليوم رئيس قسم المتابعة، وصاحب الماجستير في الهندسة المدنية مسؤول عن إدارة الموارد البشرية، وفي ذات الإدارة يشغل حامل شهادة الجغرافيا منصب مسؤول المشاريع، ومسؤول التدقيق والمالية يحمل شهادة جامعية في علم النفس، وحامل شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية يشغل الإدارة القانونية، وهذا دليل على التخبط الإداري والمحسوبية.
 
وكما قال الكاتب علي سعد الموسى في مقاله بصحيفة”الوطن” “وبعد كل هذه المتناقضات الصارخة بعاليه في شتى الإدارات الحكومية هل استيقظ فيكم السؤال الجوهري: لماذا تسير الخطط التنموية مثل البطة العرجاء أو مثل الجاموس المصاب بداء جنون البقر؟ لماذا نضع المشروع خيالياً على الورق ثم نستلمه مثل وجه – المجدور- مع رفع كامل الاحترام لمثل هذا الشبه؟”.

لمطالعة المقال:
الرجل الخطأ في المكان الخاطئ

 

يحمل شهادة جامعية في – التاريخ – ولكنه يشغل منصب مدير التخطيط والميزانية. الآخر يحمل شهادة في الإدارة العامة ووضعوه مسؤولاً عن قسم النقل والحركة. أما حامل شهادة الجامعة في المحاسبة فيشغل اليوم رئيس قسم المتابعة. صاحب الماجستير في الهندسة المدنية مسؤول عن إدارة الموارد البشرية وفي ذات الإدارة يشغل حامل شهادة الجغرافيا منصب مسؤول المشاريع. مسؤول التدقيق والمالية يحمل شهادة جامعية في علم النفس، وحامل شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية يشغل الإدارة القانونية. حامل شهادة الدراسات الإسلامية هو اليوم رئيس البلدية الفرعية، والمهندس الأقدم في مبنى الأمانة المركزية مسؤول عن التشجير والحدائق العامة.

وبعد كل هذه المتناقضات الصارخة بعاليه في شتى الإدارات الحكومية هل استيقظ فيكم السؤال الجوهري: لماذا تسير الخطط التنموية مثل البطة العرجاء أو مثل الجاموس المصاب بداء جنون البقر؟ لماذا نضع المشروع خيالياً على الورق ثم نستلمه مثل وجه – المجدور- مع رفع كامل الاحترام لمثل هذا الشبه؟ نحن نلعب مع أهلية الوظائف ومواصفاتها لعبة المربعات الفارغة التي نملؤها إما بالمحسوبية على حساب الكفاءة أو بالنظام العقيم للترقية.

يحضر الشخص دون الحد الأدنى للمواصفات ثم نتركه كي تكون الوظيفة حقلاً للتجارب واكتساب الخبرة. نتركه هذه السنوات ولكن على حساب المشروع التنموي وبعد خراب مالطا، وقد زرتها ذات يوم ورأيتها في كامل العمار حتى بإمكاناتها المتواضعة. نحن مع بناء هيكلنا الإداري أشبه بالمقاربة التالية: تخيل لو أنك استيقظت صباحاً ثم وجدت سيارتك مفككة قطعة تلو الأخرى ثم وضعوها لك كوماً في طرف – الحوش – وتركوا لك كل مساميرها وصواميلها في برميل مجاور. ومن رأس هذا البرميل تأخذ المسامير وتشبك القطع الأقرب ثم الأقرب. مسمار المكينة تضعه للكفرات ومثبت العادم يذهب للصدام وهكذا حتى تنتهي مما قد تراه هيكل سيارة. ستحصل على هيكل شبه مكتمل ولكنها سيارة لن تقاوم حتى مشوار السائق إلى البقالة المجاورة.

ستكتشف أن العجلات والماكينة تعمل بمسامير الراديو وجهاز التسجيل ولعلك لهذا تكتشف حجم التصريحات “المطنطة”، ولكنك لا تشاهد لها أثراً على الواقع. سيختلط عليك الأمر، هل التصريح هو صوت الماكينة أم صوت المسجل؟

Facebook<!--EmailLinkedInGoogle Reader<!--شارك

Open all references in tabs: [1 - 7]

Leave a Reply