قنابل جنسية وشعارات تخدش الحياء تحملها ملابسنا دون فهم معانيها – الجزائر

شعارات يحملها مراهقين شباب وشابات على  ملابسهم وحتى أحذيتهم، يروجون بها لرسائل لا يفقهون معانيها تعرض في محلات بيع الملابس النسائية وملابس الشباب، بحثا على التميز ومواكبة قطار "الهيب هوب" وبشهادة مختصي علم الاجتماع أزمة هوية على الابواب.

يبدو أن الاهتمام المتزايد بالموضة بات أشبه بالهوس، فالملابس التي كان لها عبر التاريخ دور كبير في التعبير على  الانتماء الاجتماعي لشخصة الفرد، انعكست مؤخرا مع تفشي ظاهرة "الهيب هوب" التي أصبحت تحتل مساحة واسعة ، خاصة مع إنتشار ملابس تحمل كلمات إباحية مرفوضة في مجتمعنا كونها تخدش الحياء، GAPأنا مثلي الجنس وفخور بذلك. *(Chorus girl راقصة الملاهي) . بدائي و ECSTACY وغيرها من الشعارات التي تخدش الحياء، لكن يبق يفضل العديد من المراهقين ارتدائها والتباهي بها دون أن يكلفوا أنفسهم حتى عناء البحث في معاني الشعارات التي تحملها أجسادهم، "الجزائر" استطلعت آراء العديد من الشباب والطلبة، حول نظرتهم للموضوع ومدى جرأتهم على إقتناء هذه الملابس أم كونها تقليد أعمى أم ظاهرة يفرضها الوقت.
"ليندة" طالبة بمعهد علم النفس وعلوم التربية و الارطوفونيا بجامعة الجزائر 02 ببوزريقة، تؤكد أن الكثير من الطلبة بنفس المعهد وحتى الطالبات، بدأت مؤخرا تستهويهم هذه الملابس التي تحمل شعارات مكتوبة بالغة الانجليزية والصورة لممثلين ورياضيين ، تضيف أن الكثير لا يحولون فهم ما تحمله قمصانهم من عبارات، في حين لا يأبه آخرون إن عرفوا معانيا،وقالت:" أنه يوجد كم هائل من طلبة الجامعات يرتدون شعارات وعبارات على ملابسهم، والدافع من وراء ذلك هو فقط تقليد الشخص المشهور الذي ارتدى مثل هذه الملابس، أو لأن الفنانة المشهورة قد ظهرت به مؤخرا، حتى أنها تؤكد أن واحد من بين زميلاتها اشترت بنطلون من الملابس القديمة"شيفون" مكتوب عليه رذيلة بالغة الانجليزية لكن لم تعطي الأمر أهمية مطلقا.(Vice

ويقول عبد الرحمن ،من نفس الجامعة(25 سنة طالب) أنا من عشاق "الهيب هوب" وهذا ما يدفعني للبحث دائما على الملابس المثيرة والغريبة التي توحي بما اشعر به وأحبه، وإن كنت أتلقى تعليقات من طرف الجميع لا أعطيهم أي مبالاة، كوني أرتدي ما يرضيني وفقط، أحب كل ما هو جديد وأحب التغيير في شكلي ومظهري دائما، حتى أني السنة الماضية إشتريت قميص من سوق بومعطي بالحراش، أين يسوق"الشيفون" قميصا رائعا كان يحمل شعار لم افهم معناه في البداية لكني إشتريته ولبسته مدة أسبوع كامل و بعد أن بحثة في ما تعنيه الحروف

G.A.P

إندهشت في البداية لكن ولان الكثير لا يفهما أبقيت على قميصى، وأنا ارتديه رغم خطورة الكلمة

Gay And Proud

أنا مثلي الجنس وفخور بذلك.

ويؤكد احمد وهو طالب جامعي في كلية الحقوق ببن عكنون، أن الكثير من الشباب أصبح يستهويهم إقتناء هذه الملابس الملونة والمزركشة بشعارات عريضة بالغات أجنبية، تعبر عن "جيل الهيب هوب" لمواكبة الموضة، وحتى طلبة الجامعات نجدهم ضمن أصحاب هذه الظاهرة، يضيف أن هذه التعليقات العديد لا يفهمون معانيها لكن ومن اجل التعبير عن همومهم ومشاعرهم يلجؤون لشراء هذه القمصان.
أما الطالب هشام، فقال أن المشكلة في الشباب الذي يلبس شعارات لا يفهمها ، وحتى تتناقض مع أفكاره ومعتقداته وعداته وتقاليده  ، مؤكدا أن المشكلة لم تعد في اللباس وإنما مشكل تكوين وشخصية،خاصة وان الظاهرة تعرف إنتشارا كبيرا بين طلاب الجامعات، يضيف هشام الطامة الكبر أن يتناسى الشباب أن اللباس يعبر عن شخصيتنا، ولا يهتمون لما قد يكون مكتوب على ملابسهم بقدر ما يبحثون عن تناسق وإنتظام  ألوان وأشكال الملابس .

أزمة هوية تواجه شبابنا وحتى طلاب الجامعات

أكدت تصريحات العديد من المختصين في  علم الاجتماع، أن التقليد الأعمى لكل ما هو أجنبي وخاصة ارتداء الملابس المستوردة المكتوب عليها عبارات تحمل معاني مسيئة أو صور فاضحة، ساهم ومازال يساهم في تغريب الشباب، مؤكدين أن هذه الظاهرة هي خطيرة وتترك آثرا عميقا على مستقبل الشباب لان اللباس يعد جزء من المكونات الثقافية لأي شعب من الشعوب أو أمة من الأمم ، مؤكدين أن هناك  مجموعة من الأسباب التي ساهمت في زيادة هذه الظاهرة، ومنها  غياب الإرادة وضعف البرامج العلمية المخصصة لنشر الثقافة العربية ، والابتعاد عن التمسك بالهوية القومية ، والانبهار بكل ما هو أجنبي باعتباره رمزاً للتقدم والحضارة ، وضعف رقابة الأسرة وتوجيه الوالدين والمؤسسات التربوية، وغياب تحذيرها من خطورة الظاهرة ، وإبراز وسائل الإعلام لهذه الملابس دون الإشارة إلى أنها مخالفة للعادات والقيم الأصيلة ، وحالة الاغتراب النفسي التي يعيشها بعض الشباب ، وتقديس كل ما هو وافد دون تمحيص أو تدقيق ، والدور السلبي الذي تقوم به الأفلام والمسلسلات في الترويج مثل هذه الملابس، وقد ساعدت في ذلك ظاهرة الانفتاح الإعلامي بما تحمله من فضائيات و انترنت ساهمت حسب المختصين، في كسر الحواجز بين الشعوب ، وتعدّت الحواجز الثقافية والدين، حتى أصبحنا يوميا نشاهد مراهقين يرتدون ألبسة تحمل عبارة مخلّة بالآداب، ويحمل عبارات لا تمت للدين بصلة.
ولفتت المختصة في علم الاجتماع، الأستاذة مريم أن إنتشار القمصان بين الشباب التي تحمل عبارات مختلفة ومتعارضة مع القيم والعادات والتقاليد وأحيانا مع الدين و تخدش الحياء العام ، مردها إلى انتشار ثقافة المجتمع الغربي بما يحمله من قيم وعادات وسلوكيات تتعارض مع قيمنا المجتمعية والدينية ، ويكون الشباب هم الفئة الأكثر اندفاعا وراء مثل هذا النوع من السلوك، تضيف ولهذا أصبحنا نشاهد الشباب والشابات يرتدون ملابس يكتب عليها بعض العبارات الغربية، مؤكدة أنها مؤشر خطير  لما وصل اليه الشباب والمراهقين،وأضافت المختصة أن غياب الوعي لدى الآهل وفي المؤسسات التعليمية، زاد من تفاقم الظاهرة،وتعلق مجتمعنا  بكل ما هو غربي من جهة أخرى ساهم في انتشار هذه الثقافة.
وتقول المختصة، أن حمل الشباب لشعارات غربية على قمصانهم هو واحد من مظاهر أزمة الهوية التي كان للعولمة دور رئيسي في انتشارها ، خاصة مع تمسك الشباب بهذه الثقافة يعد بحثاً عن التميز حتى أصبح مستهلك لما ينتجه الغير من سلع وثقافة، وتضيف المختصة أن  تقلص وتقصير دور الأسرة في التوجيه والتربية حتى أنها لم تعد مصدر عادات وقيم الأفراد، بل وسائل الإعلام على إختلافها وما تحمله من ثقافات غريبة، ما أدى لطمس هوية الشباب.

الفراغ والشعور بالنقص يدفع الشباب للتقليد

تقول الأخصائية في علم النفس العيادي، الدكتورة فضيلة سعدات، ان ظاهرة إرتداء الملابس التي تحمل شعارات غربية وبالغات لا نفهمها بين الشباب والمراهقين، هي عبارة عن رسالات توحي بوجود فراغ عاطفي يعيشها المراهق أو الشاب ومن خلال هذه الملابس يحاول إعادة وفرض ما يفتقده من خلال جذب انظار الغير إليه من خلال تميزه عن الباقي،  وهذا ما نسميه تقول الدكتورة التعبير عن الذات، تضيف أن هذا الاختيار للشعارات وإن كان الكثير من المراهقين لا يعرفون معانيها، يعكس إحساساتهم بشكل خاص توجاه الحياة والمحيط الذي يعيشون فيه، وتؤكد الأخصائية أن هذه الظاهرة  يمكن تسميتها أزمة طموحات وآمال وثقة وغياب الشخصية لدى الشباب تفرضها في كثير من الأحيان الفضائيات ومواقع الانترانت لألمع النجوم التي يعشقها المراهقين .

المسلم متميز في عقيدته ولباسه بعيدا عن المنكرات

وللاستفسار أكثر عن الموضوع، تقربنا من العديد من رجال الدين الذين أكدوا انه من المعلوم عند العامة، أن المسلم متميز بلباسه والله عز وجل قد جعل أحكاما شرعية وضوابط لما يلبسه، بمعنى لا يكون اللباس حراما أو يحتوي على محرامات كلبس الحرير بالنسبة للرجل، محذرين في نفس السياق من الملابس التي تحمل شعارات لا أخلاقية وصور لنساء عاريات وحتى الصليب، مؤكدين أن العديد من الشباب يدخل بها للمساجد دون حياء، وعن الملابس التي أصبحت فرصة للدعاية والتسويق لشركات ربوية ومن اكبر المنتجين للخمور أكدوا انه لا يجوز لمسلم أن يلبس ما عليه شعارا لمنتج محرم أو أن يلبس ما عليه شعار لشركة نشاطها محرم، وللتصدي لهذه الظاهرة لا يتم إلا من خلال توجيه الشباب للالتزام بتعاليم دينه الحنيف وقيمه الإنسانية، و التأكيد على أهمية اللباس حيث انه مظهر من مظاهر الانتماء وتعبير عن الالتزام بالهوية ، وأكدوا على ضرورة ابتعاد أولياء الأمور والمربين والشخصيات المؤثرة عن ارتداء مثل هذه الملابس بالإضافة إلى اهتمام وسائل الإعلام بإبراز الآثار السلبية لمثل هذه الممارسات.


Leave a Reply