قطر أقل دولة عربية في معدل الانحرافات السلوكية

الدوحة - الراية :


نظمت إدارة الحماية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية ورشة تدريبية عن "الانحرافات السلوكية وطرق العلاج" وذلك بالتعاون مع "مركز التمكن" والتي حاضر بها الدكتور عدنان الشطي استاذ علم النفس بجامعة الكويت.


وقال السيد ناجي العجي مدير إدارة الحماية الاجتماعية: إن من أهم الأهداف التي نعمل عليها في الإدارة هي قضية توعية المجتمع بمفهوم الحماية الاجتماعية والعمل بشكل كبير عليها، حيث إن التوعية ونتائجها التي تتحقق نتيجة الجهود المختلفة سواء من وزارة الشؤون الاجتماعية أو من بقية الجهات ذات العلاقة في الدولة جعلت من قطر أقل دولة خليجية وعربية في قضية الانحرافات السلوكية كمعدل سنوي وقد تحقق هذا الأمر كنتيجة التعاون الكبير بين كل الجهات المختلفة التي تتعامل بعلاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الفئة المستهدفة وهي فئة الشباب.


وأضاف أن الورشة ركزت على مسألة الانحرافات السلوكية وما هي أسبابها وما هي طرق علاجها؟ وقد شارك معنا حوالي 28 مدرسة من خلال الأخصائيين الاجتماعيين في هذه المدارس، وأشار إلى أن أبرز السلوكيات التي يتم العمل على مواجهتها في الفترة الحالية هي المشاجرة بين الطلاب أو الشباب المراهقين وأيضًا سلوك السرقة وأن هذين السلوكين يحدثان نتيجة لانتشار بعض المفاهيم المغلوطة وطرق التفكير التي تحدث بطريقة وصورة انفعالية ونحن نعمل على توعية الشباب بالنسبة للتصرفات السليمة بخصوص هذين الأمرين .

من جانبه قال الدكتور عدنان الشطي أستاذ علم النفس بجامعة الكويت والذي حاضر خلال الورشة: إن المشكلة تكمن في أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية محلياً وعالمياً أفرزت بعض السلبيات التي انعكست سلباً على شباب الأمة الإسلامية خاصة في ظل سلبيات العولمة والانفتاح الثقافي والاجتماعي وسلبيات القنوات الفضائية والسفر إلى الخارج والتقليد لشعوب الغرب والغزو الثقافي والفكري إضافة إلى تدفق العمالة الأجنبية على دول الخليج واعتماد الأسر على السائقين والخادمات، كل ذلك كان له آثار سلبية أوقع بعض الشباب في انحرافات فكرية وسلوكية.

وعن مفهوم الانحرافات السلوكية قال: تشير كلمة انحراف في اللغة إلى الابتعاد عن المألوف والمتعارف عليه وبمعنى آخر الخروج عن المعيار الصحيح ، وبناءً عليه فإن مفهوم الانحرافات السلوكية يشير إلى مجموعة الأفعال والأقوال والاستجابات التي تصدر عن الشخص وتتسم بأنها خارجة عن المعيار الاجتماعي العام.

وعن أبرز أسباب الانحراف السلوكي قال الدكتور الشطي: إن من أبرزها انحراف التربية والتي تحدث إذا اختلّت التربية وانحرفت عن مسارها وبدت تسلك منحى آخر حيث ركزت فيه على الماديات وهمشت الروحانيات. وأصبح الأبوان يفكران في مأكل الطفل وملبسه وتهيئة الظروف لتحقيق كل رغباته الآنية والمستقبلية فركزا على التعليم أكثر من التربية وأعطاه الحرية التامة دون أن يعطى حصانة ومناعة من تلك الأمراض الخلقية والنفسية فكان كل همهما أن يكون ولدًا متميزًا من الظاهر حتى ولو كان له خواء روحي أو انحراف سلوكي.

Leave a Reply