القاهرة - دينا رجب:
الشغÙ� بمعرÙ�Ø© المستقبل واستشراÙ� Ø£ØØ¯Ø§Ø«Ù‡ رغبة انسانية قديمة, Ù�Ù�ÙŠ الماضي كان العراÙ�ون والمنجمون, ممن يعتمدون Ù�ÙŠ قراءاتهم على الÙ�لك والنجوم, ÙˆÙ�ÙŠ الاسلام كانت هناك الÙ�راسة, التي لم يخل منها العصر Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ Ù�ÙŠ ظل علوم النÙ�س والسلوك. ØÙˆÙ„ كيÙ�ية قراءة المستقبل, وماهية التÙ�رس Ù�ÙŠ الآخرين, يدور تØÙ‚يق "السياسة" التالي:
يقول Ù…ØÙ…د الشربيني, الخبير Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠ, وقارئ الوجوه: التنبؤات المستقبلية Ù�ÙŠ الأساس هبة من الله يختص بها من يشاء من البشر, دون الآخرين الا أنها بمثابة الموهبة التي تبدو ÙˆØ§Ø¶ØØ© عند البعض, دون غيرهم, انها كالقدرة على الابداع, أو كتابة الشعر, أو العبقرية, ÙˆÙ�ÙŠ كثير من الأØÙŠØ§Ù† تكون متوارثة Ù�ÙŠ شجرة العائلة, من الجد للأب للأØÙ�اد, ولقد ورثت هذه الملكة عن أبي, وهو ورثها عن جدي الذي كان مشهورًا بقدرته على التوقع واستشراÙ� المستقبل. ومن هنا تطابقت كل قراءاته للمستقبل مع الواقع بمرور الوقت, وان ØØ¯Ø«Øª بها بعض الاختلاÙ�ات البسيطة.
ولقد توقعت Ù�ÙŠ أواخر العام 2010 ان 2011 سيشهد Ø§ØØ¯Ø§Ø«Ø§Ù‹ ساخنة وعظيمة, سيكون لها صدي وتأثير كبير على المنطقة, بØÙŠØ« تغير من واقع الوطن العربي كله, وستؤثر أيضاً على العالم الغربي, وهو ما تØÙ‚Ù‚ بالÙ�عل من خلال انطلاق الثورات العربية, وتوالى سقوط الأنظمة, واتساع دائرة المطالب ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª Ø§Ù„Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬ÙŠØ©, والتظاهرات المطالبة بالاصلاØ, وقد أثرت تلك Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« على دول العالم الغربي. وأتوقع لمصر خلال العام 2012 أن تتمكن من تجاوز كل الأزمات الراهنة, وأن تتغلب على Ø£ØØ¯Ø§Ø« الÙ�وضى القائمة, لتتØÙˆÙ„ Ù†ØÙˆ الهدوء والاستقرار, ويعود الأمان مرة أخرى لربوعها وشعبها.
وهناك أشخاص لا يملكون هذه الموهبة, ولكنهم يزعمون ذلك ويخدعون الناس بهدÙ� جني الأموال, من خلال استغلال من يمرون بالأزمات والمشكلات واقناعهم بأن لديهم القدرة على قراءة مستقبلهم, واخبارهم بما يجب عليهم Ù�عله ØØªÙ‰ لا يقعون Ù�ÙŠ المزيد من المتاعب, كما يزعم بعضهم امتلاكه القدرة على ايذاء الأعداء, أو Ø§Ù„ØØ§Ù‚ الضرر بهم, وقلب ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… رأسًا على عقب Ù�هؤلاء نصابون, يمارسون الدجل والشعوذة, وبعضهم على علاقة بالجن والشياطين, ويستخدمونهم Ù�ÙŠ ايذاء البشر, دون أن تكون لذلك علاقة بقضاء الله أو لديهم القدرة على تغييره, Ù�لا Ø£ØØ¯ على وجه الأرض يستطيع العبث بقضاء الله وقدره, أو تغيير الواقع أو جعل المستقبل Ø£Ù�ضل, لأن مسار ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ Ù…ØØ³ÙˆÙ… ومكتوب عند الله. لذلك Ù�لا علاقة لهؤلاء الدجالين, بالÙ�راسة أو علومها, وانما هم متطÙ�لون لا يبغون من وراء دجلهم سوى جمع المال, ويستعينون Ù�ÙŠ ذلك بالجن والشياطين, ويأتون المنكرات من الأÙ�عال.
ال�راسة
وتقول يسرا الناصر الخبيرة Ù�ÙŠ قراءة الوجوه وعلم الÙ�راسة: لا يمكن Ù„Ø£ØØ¯ أن يقرأ المستقبل, أو أن يعرÙ� ما سيقع به من Ø£ØØ¯Ø§Ø«, وانما الأمر Ù�ÙŠ ØÙ‚يقته لا يتجاوز التوقعات, والتكهنات المستقبلية كما أن الÙ�راسة تساعد من يمتلكها على معرÙ�Ø© واستشÙ�اÙ� الصÙ�ات الشخصية للآخرين, ومعرÙ�Ø© ما ÙŠØØ¨ÙˆÙ†Ù‡, ويكرهونه, ومتى يكون القلق والتوتر أو عدم الرضا هو الغالب عليه, ÙˆÙ�ÙŠ المقابل متى تكون أمور ØÙŠØ§ØªÙ‡ مستقرة, وبالÙ�راسة يمكننا أن نعرÙ� اذا ما كان هذا الشخص يضمر الشر أو Ø§Ù„ØØ¨, واذا ما كان عطوÙ�ًا, أو متسامØÙ‹Ø§, أو متكبرًا معاندًا. وعلم الÙ�راسة موجود وقائم منذ قديم الزمان, الا أنه تطور كثيرًا Ù�ÙŠ الوقت Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ مع تقدم العلم والبØÙˆØ« النÙ�سية والسلوكية.
والتكهن بالمستقبل يبدأ من خلال Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± الماضي ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¶Ø±, وقراءة Ø£ØØ¯Ø§Ø«Ù‡Ù…ا جيدًا, ما يساعد على استشÙ�اÙ� المستقبل, وتوقع مجرى Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« والأمور Ù�يه, ولكن الشخص هنا لا يعتمد على القراءة وسعة الاطلاع Ù�قط, وانما تساعده الÙ�راسة, على توقع الصورة الأقرب للمستقبل. والÙ�راسة قبل أن تكون علمًا Ù�هي موهبة, وقدرة داخلية يمتلكها البعض دون الآخرين, وأنها امتلكت تلك الموهبة منذ صغري. ورغم ذلك Ù�لا يمكننا الجزم بأن توقعاتنا وتÙ�رسنا Ù�ÙŠ الأشخاص ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« هو صØÙŠØ مئة Ù�ÙŠ المئة وأنها كما توقعناها Ø³ØªØØ¯Ø« بل ان تلك التكهنات قد تكون خاطئة تمامًا عندما يأتي المستقبل بما يكذبها, لذلك علينا أن نكون على يقين من أن المستقبل كله بيد الله وأنه لا راد لقضائه. والأمر يبدو كما لو أن هناك طالبًا مجتهدًا ومتميزًا Ù�ÙŠ دراسته, طوال المرØÙ„Ø© الابتدائية والاعدادية, هنا يتوقع الجميع أن يكون له مستقبل ممتاز, وأنه Ø³ÙŠØµØ¨Ø Ø·Ø¨ÙŠØ¨Ù‹Ø§, أو مهندسًا عظيم الشأن, الا ان هذا الطالب يخالÙ� كل الظنون والتوقعات, ويتعثر دراسيًا, ويتØÙˆÙ„ Ù†ØÙˆ الÙ�شل, وعدم الصلاØ, لسبب أو لآخر. ومن هنا Ù�ليس ضروريًا أن تتØÙ‚Ù‚ كل الأمور, وأن تتطابق قراءتنا للواقع مع توقعاتنا للمستقبل, لأن الأمور Ù…ØÙƒÙˆÙ…Ø© Ù�ÙŠ النهاية بمشيئة الله.
علم الن�س والسلوك
أما عمرو عبد العزيز خبير التنمية البشرية Ù�يرى أن العقل البشري يملك الكثير من المواهب والملكات, ان Ù†Ø¬Ø ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ Ù�ÙŠ استغلالها بطريقة سليمة وصØÙŠØØ©, وأن يوجهها Ù†ØÙˆ المسار الصØÙŠØ الذي يصقلها, ويزيد من Ù�اعليتها, Ù�انه سيصل بقدراته الى ØØ¯ الابداع. وهكذا الÙ�راسة, موهبة ربانية تنمو مع الخبرة, لتزيد من قدرة الشخص على استشراÙ� Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« والأشخاص, ومعرÙ�Ø© ميولهم الخاصة وتوجهاتهم وسماتهم النÙ�سية والسلوكية, والشخص يصل الى تلك المرØÙ„Ø© بدراسة كل شيء عن شخصية الانسان, وما يتعلق به من علوم النÙ�س والتنمية البشرية, ومن معارÙ� عامة وثقاÙ�Ø© واسعة, بØÙŠØ« ÙŠØµØ¨Ø Ù‚Ø§Ø¯Ø±Ù‹Ø§ على التÙ�كير Ù�يما يدور ØÙˆÙ„Ù‡ وتأمله بشكل منظم وعلمي, وبعمق, Ù�ÙŠ تلك Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© يمكن للÙ�راسة أن تخترق العقول والنÙ�س لتكشÙ� الأÙ�كار, والميول. وان قدرة البعض على استشÙ�اÙ� Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø«, واستشراÙ� المستقبل, كما ÙŠØØ¯Ø« Ø£ØÙŠØ§Ù†Ù‹Ø§ مع المØÙ„لين, والخبراء المتخصصين جعل هناك من يعتقد بأن هؤلاء الأشخاص يمتلكون قدرات خارقة للطبيعة تجعلهم قادرين على كشÙ� الغيب, وربما يزداد اعتقادهم بما ÙŠÙ�عله المشعوذون من أمور غريبة ترÙ�ع من مكانتهم لدى العوام من الناس. وهذه الخراÙ�ات تتناÙ�Ù‰ مع الواقع والعقل الواعي يرÙ�ضها وقد Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ الانسان نعمة العقل, وميزه عن سائر المخلوقات ØØªÙ‰ يستخدمه Ù�ÙŠ وزن الأمور, ÙˆÙ�ÙŠ الاكتشاÙ� ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« عما وراء الØÙ‚ائق ومعرÙ�Ø© وتعلم كل شيء Ù�ÙŠ هذه الدنيا التي سخرها لنا -Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى - من أجل خدمتنا. وعن طريق هذا العقل وتنمية قدراته يمكن للانسان أن يتعلم ويعرÙ� كل شيء, وأن يكتسب أي علم أو مهارة جديدة, لذلك Ù�ان علم الÙ�راسة ليس ØÙƒØ±Ù‹Ø§ على Ù�ئة من الناس.
الغيب والقدر
ويؤكد د.عبد المعطي بيومي - عضو مجمع البØÙˆØ« الاسلامية - أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد ØØ³Ù… هذه القضية Ù�قال: "كذب المنجمون ولو صدقوا" Ù�لا يعلم الغيب الا الله, وكل ما ÙŠÙ�عله من يدعون أنهم قادرون على قراءة المستقبل ومعرÙ�Ø© ما Ø³ÙŠØØ¯Ø« Ù�يه مجرد تكهن بما يمكن أن يقع Ù�ÙŠ المستقبل عن طريق التخمين والظن. ومنهم من يعتمد على طرق أخرى مختلÙ�Ø© مثل قراءة وتØÙ„يل شخصية الÙ�رد, ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„Ø© معرÙ�Ø© كل ما يدور Ù�ÙŠ ذهنه, وطبيعة Ø£Ù�كاره, من خلال الاسترسال Ù�ÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« معه. مع العلم أن هؤلاء الأشخاص المØÙ„لين يمتلكون مهارة وذكاء يساعدهم على معرÙ�Ø© وتØÙ„يل شخصية الÙ�رد من كلامه ومناقشته. كما يلعبون أيضًا على الجانب النÙ�سي لهذا الشخص من خلال Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© طمأنته, بابلاغه بشيء تكون كل ميوله Ù†ØÙˆÙ‡, ومشاعره متوجهة اليه, وكل هذا يندرج ØªØØª بند مهارة الشخص الÙ�ائقة Ù�ÙŠ التÙ�رس, وقدرته على دراسة واقع الشخصية ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„Ø© التعرÙ� على ماضيها ÙˆØØ§Ø¶Ø±Ù‡Ø§ معًا من أجل استنتاج صورة مستقبلية, أما معرÙ�Ø© الغيب Ù�هذا من شأن الله Ù�قط, ولا يستطيع أي انسان مهما كان أن يكشÙ� المستقبل, ومن يدع ذلك Ù�هو مخادع, ونصاب, ومشعوذ وعلى العاقل المؤمن بالله ألا يسلم عقله الى مثل هؤلاء, وأن يرضى كل Ù�رد بما قسمه الله له. Ù�يسعى ويجتهد ويترك المستقبل لله, كما لا يجب أن نبني ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ على كلام من يدعي التنجيم ومعرÙ�Ø© الغيب.