علم النفس يؤكد‏:‏ علاج التعصب ليس مستحيلا

وبهذا فإن التعصب الكروي كان بمثابة حصان طروادة الذي استغله المتآمرون في قتل العشرات وإصابة المئات من زهرة شباب مصر.. ومن أجل قطع كل الطرق التي يمكن أن تؤدي إلي تكرار مثل هذه الكارثة مرة اخري, فإنه من الواجب العمل من الآن علي قطع دابر هذه الآفة الي انتشرت في ملاعبنا منذ سنوات قليلة فقط قبل أن تستفحل ويستعصي علاجها. في البداية يؤكد الدكتور وائل رفاعي أن التعصب الرياضي يعني إصدار حكم مسبق في موضوع ما دون سبب واضح ودون وجود أسانيد تؤكد صحة هذا الحكم, وبالتالي فإن المتعصب اتجاهه في التفكير أنه أعمي وعنيد ويسمع ما يحب أن يسمعه ويري ما يحب أن يراه, وهو ما يعني أنه( متقلب) وجامد الفكر ولايقبل النقاش, ثم يتحول التعصب بمرور الوقت إلي تحيز في العاطفة ثم يصل الأمر إلي التمييز السلوكي ضد جماهير الفريق المنافس وعدم قبول تفوقه علي الفريق الذي يتعصب. وإذا لم يتدخل الأخصائيون سريعا لتدارك الموقف فإن التمييز السلوكي للمتعصبين يصبح خطرا علي الرياضة وخطرا علي الأمن العام للدولة, لأن المتعصبين يتحركون وفقا لما يسمي( العقل الجمعي) أي التفكير بعقل الجماعة الذي يتميز بانخفاض مستوي الذكاء والتخبط في اتخاذ القرارات, وليس وفقا للتفكير العقلاني المنطقي لكل فرد علي حدة وبالتالي تتلاشي الفوارق العلمية والثقافية والمادية والطبقية بين جماعة المتعصبين, ويتساوي الجميع وينتشر بينهم ما يعرف بينهم بالعدوي السلوكية.
أما الحلول فيؤكد الدكتور وائل رفاعي ان التعصب مرض له علاج والحلول موجودة وجاهزة للتطبيق, فيمكن لأساتذة علم النفس الرياضي والإعلام الرياضي والإدارة الرياضية ورجال الأمن توحيد جهودهم من أجل تصميم بطاقات ملاحظة بشكل علمي لمتابعة السلوكيات وكتابة تقرير عن أعمال الشغب المختلفة وتحديد ما هو الممنوع والمسموح به في الملاعب.. كما يمكن تصميم دليل يسمي( دليل المتعصب الرياضي) يتضمن لائحة الجزاءات والعقوبات التي سيتم تطبيقها في حالة مخالفة اللوائح والقوانين.. ثم يأتي دور التثقيف الرياضي للأجهزة الفنية واللاعبين والجمهور للتأكيد علي أن هدف الرياضة هو الاستمتاع والتنافس الشريف.

Leave a Reply