علم النفس الرياضي وعلاقته بركلات الترجيح

اللجنة الاولمبية الفلسطينية

لم يأت التقدم الحاصل في كرة القدم من فراغ, بل جاء نتيجة التطور الحاصل في العملية التدريبية, إذ أصبح الإعداد النفسي جزءا لا يتجزأ من الإعداد البدني والفني والخططي وهو يلعب دورا هاما في التدريب الحديث, إذ أن هبوط الحالة العقلية والنفسية للاعب يجعل أداءه اقل مما هو عليه.ويعد التدريب العقلي والنفسي احد الوسائل الحديثة المستخدمة لتنشيط العملية التدريبية, وأصبح احد استراتيجيات تكنولوجيا التدريب الرياضي في تطور الأداء الجيد مهاريا وخططيا ,إذ توصلت الدراسات الحديثة إلى أن اللاعبين الذين يستخدمون التصور العقلي والإعداد النفسي يؤدون مهاراتهم بدرجه اكبر من غيرهم من اللاعبين .

ما دفعني لكتابه هذه المقالة هو خروج نادي بيت لاهيا مرتين متتاليتين من كاس القطاع في ضربات الترجيح ,في الموسم الماضي 2012/2013 على أثرها تأهل نادي الجمعية الإسلامية لدور الثمانية بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الايجابي 1-1 بين الفريقين ,والتي قدم فيها بيت لاهيا اداءا مميزا ومقنعا وتسجليهم افتتاحيه المباراة.

 أما الموسم الحالي 2013/2014 وفي نفس البطولة ؛حيث تأهل نادي العودة بضربات الترجيح لدور 16 والتي ابتسمت للعودة وعبست لبيت لاهيا بعد تعادلهما في الوقت الأصلي بهدف لكل منها؛بالرغم من أن اللاعب والجماهير تبدأ بالفرح عندما يحتسب حكم  المبارة ركله جزاء لفريقها فتضيع الضربة, وبعد ذلك يقولون ما هي إلا ضربه حظ, وبعدها يتعرض اللاعب إلى ضغط نفسي كبير لان الجماهير كانت متعطشة لتسجيل هدف الفوز, وبالطبع يتحمل المسئولية المدير الفني و المعد للبرنامج النفسي  .

والآن سنخوض في العلاقة القوية والوثيقة بين علم النفس الرياضي واللاعب المنفذ لركلات الترجيح والتي يحتاج إلى تركيز عال وخاصة عند أداء الركلات نتيجة الضغط النفسي على اللاعب كون نتيجة المباراة عامل مهم في تحديد مصير الفريق , وهذا هدف كل لاعب ومدرب في كرة القدم يتطلب منه دقه عاليه في أداء مهارة التهديف وخاصة في ركلات الجزاء

إن تعلم مهارة أداء ركله الجزاء لا يعتمد على الجانب الفني والبدني وإنما يحتاج إلى الجانب النفسي , ومن خلال عملي في التدريب وقربى من بعض المدربين؛ فإن التدريب العقلي والنفسي لا يدخل ضمن الخطة التدريبية المتبعة في البرامج التدريبية لدى المدربين,وتعلمت على يد الدكتور المرحوم / رمزي جابر بان الإعداد البدني هو الأب والإعداد المهاري هو الأم والإعداد الخططي هو الإخوة والإعداد النفسي هو أنت " اللاعب نفسه ".

 وتوصلت العديد من الدراسات إلى أهميه التصور العقلي في تحسين أداء اللاعبين أثناء المنافسة من خلال الاستخدام اليومي للتصور العقلي, ويتم التطوير إلى الدرجة التي يمكن الحصول على الإحساس المصاحب واسترجاع الطاقة والخبرات السابقة لتحقيق الهدف والتفكير في الأهداف والاستراتيجيات وتصور الأداء الجيد من خلال الممارسة اليومية في التدريب , وذلك يساعدهم وهم يؤدون مهارة ركله الجزاء واتحاد القرار المناسب من خلال تصور المكان والزمان المناسبين .وكرة القدم هدفها الأساسي تسجيل الأهداف في مرمى فريق الخصم وهذا لا يأتي إلا من خلال ركلات الجزاء والتي أثبتت الدراسات أن 30% من الأهداف تسجل عن طريق الركلات ومن خلال التجربة التي أجريتها لإثبات مدى ودقه علاقة ركله الجزاء بالإعداد النفسي هو في دوري المدارس وكانت المبارة بين الصف التاسع التي يملك المواصفات الجسمانية القوية مقارنه بالصف الثامن, وتم شرح كل ما يتعلق بضربه الجزاء والإعداد النفسي المذكور في هذه المقالة إلى الصف الثامن والتي فاز على الصف التاسع بفارق واضح للأهداف , وهذا إن دل فإنما يدل على أهميه ركله الجزاء وعلاقتها بعلم النفس والتصور العقلي للاعب, وليس بالضرورة أن اللاعب المنفذ للركلة أن يكون قوى البنية وطويل القامة مثل الصف التاسع و إضافة إلى ذلك يمتلك قدرات وطاقات وهدوء الأعصاب ودقه وتوجيه الكرة نحو مكان محدد بالقوة والسرعة المناسبة .وقانون كرة القدم قدم ركله الجزاء على طبق من ذهب للاعب لتسجيل هدف في المباراة؛ للأسباب التالية :

-         قرب المسافة للاعب المنفذ للركلة ومرمى الهدف بـ 11 متر.

-         اللاعب المنفذ للركلة يلعب الكرة دون تدخل اللاعبين وتقدر بـ9,15 متر؛ حيث يكون ابعد لاعب عنه .

-         عدم وجود وقت محدد لتنفيذ الركلة من قبل الحكم مقارنه ببعض الركلات الأخرى .

-         كبر مساحه مرمى الهدف والتي تقدر بـطول 7,32 مترا وبارتفاع 2,44 مترا

-         الفريق له حرية اختيار اللاعب المنفذ للركلة والتي تتوافر في المواصفات .

وهذه الأسباب ليس كافيه لتسجيل اللاعب هدف المباراة من ركله الجزاء , وإنما النجاح يعتمد على العامل النفسي والتصور العقلي بشكل كبير ويجب التركيز على دقه الركلة قبل القوة في التنفيذ , ويجب الأخذ في عين الاعتبار مجموعه صفات وهى :

-         عدم التردد عند تنفيذ ركله الجزاء.

-         العزيمة والإرادة وقوة التصميم لدى اللاعب .

-         هدوء اللاعب وبروده أعصابه عند التنفيذ .

-         ثقته بنفسه وقدرته على تسجيل هدف .

-         مدى اتساع زاوية رؤيته لمرمى الهدف .

-         تحديد إحدى الزوايا ومدى القوة والسرعة المناسبة لهما .

-         معرفه وداريه اللاعب بالخبرات السابقة لحارس المرمى .

 وقال علماء نفس نرويجيون" إنهم اكتشفوا السر الذي يؤدى إلى ضياع بعض اللاعبين لضربات الجزاء تحت الضغط بينما ينجح آخرون.إن اللاعبين الذين ينفذون ضربه الجزاء مباشرة بعد صافرة الحكم هم الأكثر عرضه لإضاعتها مقارنه بالذين يأخذون لحظات للتفكير والتصور العقلي قبل التنفيذ,ويعتقد الباحثون أن التوتر الذي يصاحب تلك اللحظة يسبب لبعض اللاعبين ما يعرف بانهيار التناسق ,أي أن اللاعب يكون راغبا في التخلص من الوضع المقلق له بأسرع وقت ممكن مما يؤدى إلى ضياع ضربه الجزاء حتى لو كان يسجل على الدوام أثناء التدريبات , وينطبق هذا المبدأ على ضربه الجزاء يكون اللاعب مستعجلا لتنفيذ الضربة مما يؤدى إلى ضياعها ,إن اللاعبين الذين يشرعون في التحرك لتنفيذ ضربه الجزاء خلال جزأين من الثانية يسجلون 57 % , بينما اللاعبون الذين ينتظرون لثانيه يسجلون 80% من الأهداف في ضربات الجزاء , وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد مشاهدة لقطات فيديو من منافسات كاس العالم والبطولات الأوربية .وقال المدرب البرازيلي "كارولس دونجا":إن الظرف البدني والعزم الذهني والنفسي للاعب هما عاملان حيويان لتنفيذ ركله الجزاء".وهنا أؤكد على أهميه الإعداد النفسي والعقلي بدليل استعانة المدرب الانجليزي"روي هودجسون" بأخصائي نفسي رياضي خلال بطوله كاس العالم 2014 بالبرازيل لمساعدة بلاده على تجاوز سجلها المؤلم في ضربات الترجيح,لان انجلترا خسرت كاس العالم ثلاث مرات خلال النسخ الست الأخيرة والأمم الأوروبية 1996-2004-2012 لذا سعى الطاقم الفني والإداري بالاستعانة بأخصائي نفسي؛ لمعالجه الأمور حتى يكونوا في غاية السعادة والوصول للفورمة الرياضية.وقال المدرب أيضا أراهن أن هناك لاعبين حول العالم يعودون لمشاهده بطولات شاركوا فيها,ويقولون لأنفسهم : أتمنى لو كنت بذلت جهدا اكبر, أتمنى لو كنت ركزت أكثر , أتمنى لو كنت اعرف منها ما اعرف الآن.

وفى نهاية مقالي أتمنى الاستفادة من المقالة والاستزادة والعمل بالنقاط التالية:

-         زيادة الاهتمام بعلم النفس الرياضي عند وضع برامج التدريب للفرق الرياضية لجميع الأعمار .

-         عقد دورات تدريبيه لمدربي كرة القدم في الإعداد النفسي والتدريب على المهارات النفسية والعقلية .

-         ضرورة الاستعانة بأخصائيين نفسيين ضمن الأجهزة الفنية والإدارية الرياضية [email protected]

-         059988032

Leave a Reply