تعامل قسم علم النفس الجنائي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بشرطة دبي مع 16 قضية متنوعة منذ تأسيسه وحتى الآن تنوعت ما بين جرائم القتل، والاغتصاب، والخطف والتهديد، والتحرش وهي ما يطلق عليها قضايا الرأي العام .
وأكد العقيد فهد المطوع مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بشرطة دبي أن قسم علم النفس الجنائي أنشئ بتعليمات من القائد العام الفريق ضاحي خلفان تميم في العام ،2010 حيث تم ابتعاث أحد الضباط برتبة النقيب والمتخصص في دراسات علم النفس الى أكاديمية الشرطة الالمانية في شتوتجارت للتدريب العملي والاحتكاك المباشر بالخبرات العلمية في هذا المجال، حيث عاد وباشر عمله في دراسة بعض القضايا المرتكبة، وقابل المتهمين فيها وقام بإعداد دراسة متكاملة وتحليل نفسي لأسباب إقدامهم على ارتكاب تلك الجرائم .
وأضاف أن الدراسة للمتهمين في تلك الجرائم وخاصة جرائم القتل، والاغتصاب، التحرش، التلصص، الخطف، الابتزاز، تركز على الجانب النفسي السلوكي الذي دفع لارتكاب الجريمة ما يسهل على الجهات المعنية بالتحقيق فهم الجريمة، ودوافع ارتكابها، اضافة إلى تقديم الأدلة حقيقية لكيفية ارتكاب الجرم .
5 خبراء
وأشار المطوع إلى أن القيادة تولي هذا القسم اهتماماً كبيراً، وتتم المتابعة المستمرة لكل أعماله، ودراسة نقاط القوة والضعف فيه حيث يعد بمثابة قاعدة بيانات لبعض الجرائم المرتكبة التي يتم حفظها بشكل الكتروني متكامل حتى يتم العودة اليها عند ارتكاب جرائم مماثلة، ولفت إلى ان القسم يعمل فيه 3 خريجين من الطلبة المبتعثين على نفقة القوة من بينهم طالبان تميزوا في دراساتهم بالمملكة المتحدة، وأمر القائد العام لشرطة دبي باستكمال دراستهم للحصول على درجة الماجستير في علم الجريمة النفسية الجنائية حتى يصل اجمالي العاملين في القسم مع نهاية 2015 إلى 5 متخصصين في مجال علم الجريمة والتحليل النفسي .
انتقاء للقضايا
وحول تلك الجرائم تحدث النقيب محمد الحمادي رئيس قسم علم النفس الجنائي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بشرطة دبي مشيراً إلى ان القسم يقوم بانتقاء بعض القضايا الجنائية مثل قضايا الرأي العام، والاغتصاب، والتحرش الجنسي، والقتل وغيرها، ومقابلة المتهمين فيها لمعرفة سلوكاتهم النفسية من خلال تطبيق نظريات علم النفس الجنائي، والاختبارات النفسية عليهم، والتعرف إلى الأسباب التي دعتهم لارتكاب مثل هذه الجرائم، وهل كانوا أثناء ارتكابهم لها في حالة طبيعية مع تحليل لكل الاقوال والايماءات التي يقومون بها أثناء الجلوس معهم، وتطبيق لغة الجسد عليهم، وتحليلها والخروج بتقرير متكامل يقدم للنيابة العامة .
تصوير نساء
وأشار إلى ان من بين الحالات التي تم مقابلتها شخص عربي اتهم في جرائم تصوير للنساء في الأماكن العامة، بعد أن وضع كاميرا في سلة التسوق، وكان يقوم بتصوير النساء من الخلف، موضحاً انه بالجلوس معه ومناقشته في الأسباب وراء ارتكابه جريمة تصوير النساء من الاسفل أكد أنه يعي تماماً ماذا يفعل، وأن هذه الهواية كما اطلق عليها لن يتخلى عنها حتى بعد انقضاء عقوبته حتى لو كلفه ذلك السجن مرات، وتبين من خلال دراسة الحالة وتحليلها انه متزوج، ولديه أبناء، ولكنه لا يوجد له أي ملف سوابق في موطنه رغم ارتكابه لذات الفعل لمرات عدة .
وتبين من خلال تحليل شخصية الرجل انه يعاني اضطرابات جنسية، ناتجة عن ذكريات قديمة لديه عندما كان طفلاً، حيث عاش داخل أسرة في بيت صغير، وبالتالي كان يرى والديه أثناء علاقتهما الحميمة، ومنذ ذلك الوقت وهذه المناظر لم تمح من ذاكرته على الاطلاق ولازمته حتى بعد الزواج والحياة المرفهة التي يعيشها حالياً .
وأكد الحمادي انه رغم انه يعلم جيداً مدى الجرم الذي يرتكبه، وأنه يعلم انه قد يكون يعاني مرضاً نفسياً إلا أنه لم يفكر يوماً بالذهاب إلى طبيب نفسي للعلاج، ولن يفكر في الذهاب بعد انقضاء مدة عقوبته التي يقضيها حالياً، وقال إنه يشعر باستمتاع من نوع خاص عندما يقوم بمشاهدة هذه الصور بعد تصويرها .
قاعدة بيانات
وقال الحمادي إن دور القسم تعزيز القرائن النفسية، وإعداد قاعدة بيانات متكاملة تكون بمثابة ارشيف موثق بالبيانات حول الأساليب الاجرامية المرتكبة لتكون دليلاً ارشادياً في حال ارتكاب جرائم مماثلة بعد ذلك، بحيث يكون من هم المتورطون في مثل هذه الجرائم، ووفقاً للدراسة النفسية لهم يتم التعرف ما اذا كانوا يعودون لارتكابها مجدداً من عدمه .
جرائم التحرش والاغتصاب
وأفاد رئيس قسم علم النفس الجنائي انه من خلال تحليل شخصية الجاني يتم التركيز على مدى صدق افادته امام الجهة المعنية أيضاً، ومدى ادراكه ووعيه بالجريمة التي يقوم بارتكابها من خلال تطبيق نظريات علم النفس الجنائي، والاختبارات النفسية عليه، وتحليل كل ما يقوله، وكل افعاله أثناء الجلوس معه، مشيرًا إلى انه من خلال هذه النظريات يتم التفرقة على سبيل المثال في قضايا هتك العرض، التفرقة هل هي اغتصاب ام هتك عرض بالرضا، وذلك من خلال الجلوس مع الجاني والضحية، والشهود إن وجدوا حيث تطبق عليهم اختبارات الاسقاطية، والصور الذهنية، أيضاً عندما يتعرض طفل لتحرش نطلب منه يرسم كل ما يدور بمخيلته، ورسم الاشخاص الغرباء الذي قابلهم أو التحدث عنهم لافتاً إلى ان هذا طبق على قضية منظورة حالياً امام الجهات القضائية عن تحرش بأطفال .
برنامج إلكتروني
وتابع النقيب الحمادي انه تم أيضاً الجلوس مع بعض متعاطي مخدر الاسبايس، ودراسة النمط السلوكي لبعضهم من جانب الثقة بالنفس، ولغة الجسد لديهم، وفي قضايا القتل قمنا ببعض دورات تدريبية لبعض مسؤولي التحقيق فيها للتعرف إلى مؤشر الاكتئاب لدى القاتل، وأضاف أنه حالياً يوجد برنامج إلكتروني متخصص في لغة الجسد .