بسم الله الرحمن الرحيم
علم النفس الإلكتروني
بقلم : أ . وفاء الرنتيسي - غزة
لست متخصصة بعلم النفس و لم يسبق لي دراسة أو معرفة الكثير عنه , لكنني من أولئك الذين استوقفتهم تفرعات علم النفس الجمة و أصبحنا نعي وجود أقسام مثل :علم نفس النمو و علم النفس التربوي , و أحدثُ ما سمعت عنه هو علم نفس الجماهير.
جال بخاطري سؤال هاهنا: أمَا من علم نفس يكشف عن سلوكيات مستخدمي الإنترنت ؟ أمَا من فرع لعلم نفس يوضح دوافِعَهم و احتياجاتِهم و رغباتِهم ؟ هل من فرعٍ جديدٍ لعلم النفس يدرس الفوارق الفردية في قدرة الأشخاص على التواصل الإلكتروني في ظل عاصفة الفيس بوك و التويتر ؟ لماذا يتدافع الشيب و الشبان لاستخدام هذه المواقع ؟ ماذا يجدون ؟ وماذا يقدمون ؟ ما الذي يحدد إقدام أبناء الجيل الواحد على مشاهدة نفس فيديوهات اليوتيوب في الأغلب ؟
يطرح كل واحدٍ ما يعتقد , و يدلي كلٌ منا بدلوه ,و بناءً على ما سبق أسأل إن كان من الممكن أن يظهر لنا تفرعٌ جديدٌ نسميه حينئذ"علم النفس الإلكتروني" !
ربما يُفهم من الإصطلاح أنني أقصد حل واجبات و تعيينات مساقات علم النفس بصورة إلكترونية أو أقصد شرح محاضراته عن طريق الإنترنت و التكنولوجيا المتطورة ‘ و الحقيقة أنني أذهلتني ملاحظاتي ‘ لقد اكتشفت جوانبَ من شخصياتِ من أتحدث معهم و من أقرأ كلماتهم ( بوستراتهم ) بل من خلال الصور التي ينشرونها و التعليقات التي يكتبونها فهمت الكثير عنهم و ألممت على الأقل بجانب من شخصياتهم ( الانفعالي ) و بعض أفكارهم و طرق تعبيرهم عنها أيضا.
"فرغم معرفتي السابقة ببعض أصدقائي , إلا أنني أشعر بمعرفة جديدة لهم و قيام صداقة من نوع خاص عبر الفيس و قيام قواسم مشتركة فكيف حدث هذا ؟ماذا عن المتخصصين بعلم النفس أليسوا أكثر قدرة من العاديين على فهم و تحليل الشخصيات ؟" هذا ما قالته إحدى مستخدمات الفيس بوك .
لقد آنت ولادة علم النفس الإلكتروني - في تقديري- و لزم وجوده بين إخوته من الفروع سواءً بسواءْ. لكي نستقي حاجتنا و نروي تعطشنا لمعرفة الإجابات على تلكم الأسئلة . فتخفي قسم من الناس وراء استخدام الأسماء المستعارة و ظهور قسم ثانٍ بأسمائِهم الحقيقية , و ثالثٍ بأسماء الفنانين و الممثلين يثير طلبنا الآتي : الشعب يريد تفسيرا.
تسجيل الدخول اليومي للفيس و التويتر بدون داع ٍ سوى لتدوين كلماتٍ لا تفيد و قد تضر من قبل المراهقين يدعوني لأكرر ما سألتَه.
الدور الهائل الذي لعبه شباب الثورات العربية كتدشين حملات و الدعوة لمليونيات و إطلاق المناسبات . كل ذلك و أكثر يأتي بمعنى اتخاذ الفيس بوك و التويتر سبيلا لنشر أحلامهم و طموحاتِهم
يبدو من حوائط المستخدمين أن بعضهم صريحين و غيرهم غامضين ليس بإمكانهم التعبير عن خواطرهم. و يبدو أن بعضهم مبادرين و متفانين كما بعضهم متثاقلون أو غير مبالين . لأجل ذلك أصبحت لدي الجرأة لأتحدث للقارئ الكريم بأن مواقع التواصل الإجتماعي ما فتئت تؤدي دور مدرسة غير مباشرة و غدت حقلاً خِصباً نكشف به عن معادن الناس فضلاً عن قدراتهم و مواهبهم . لقد فوجئنا بمقدرة أشخاص على تصميم أشياء زاهية و مميزة من أزرار لوحة المفاتيح ( الموجودة عند الجميع ) لكننا لم نلمس تلك القدرة عند الباقين . لمسنا عند البعض قوة الوازع الديني فهم يكتبون الآيات و الأحاديث باستمرار و هم بهذا مختلفون عمن يهتم بالموضة أو السيارات أو وصفات الطبخ أو .. .
أزفت الآزفة "فاظهر و عليك الأمان أيها الفرع الجديد بحلتك البهية ". اظهر قبل أن تظهر لدينا مواقع تواصل أو تطبيقات جديدة فنغدو في ذلك الحين في حيرة من أمرنا تلفنا أشباح الاستفسارات و تكتبنا حروف الدهشات بدلا من أن نكتبها نحن.. اظهر أيها العلم قبل أن نقول هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية .. نريد علم نفس الكتروني .