سلطان الحمادي: في العمل الإعلامي.. لكل جيل مذيع والمراهقة طاقة متحركة

كلنا جنود في هذا الوطن، نبذل كل نفيس وغالٍ من أجل رفعته وإعلاء شأنه في المحافل الدولية، لتظل رايته خفاقة، عالية وشامخة، شموخ إنجازاته وقيمته الكبيرة في نفوسنا. ويُمثل الشباب أحد أهم لبنات هذا الصرح العظيم، فبهم يستمر العطاء، لذا ونحن نعيش هذه الأيام، فرحة الوطن بعامه الـ 40، كيف يرى شبابنا اتحادهم؟ وماذا يقدمون له في هذه المناسبة الغالية؟

 

سلطان الحمادي، واحد من هؤلاء الشباب، يدرس في كلية الهندسة بجامعة الشارقة، ويتولى تقديم برنامج (الملتقى الطلابي) الذي تعده الوزارة من خلال إذاعة نور دبي.. في هذا الحوار نتعرف على لغة جيل الشباب الذي ينتمي إليهم الحمادي:

نحن نحتفل باليوم الوطني الـ 40 لدولتنا الحبيبة، فما الدور الذي باستطاعتكم كشباب، أن تقدموه للوطن؟

علينا جميعاً أن نجتهد كل في موقعه، الطالب في مدرسته والشاب في جامعته والموظف في عمله، وأن نُقدر ما منحنا إياه هذا الوطن الغالي، وما وفره من إمكانات غير مسبوقة. ولا بد أن يسعى كل منا في سبيل رفعة وطنه وإعلاء شأنه والاستمرار في تحقيق المزيد من الإنجازات، والمحافظة على مكتسباتنا الوطنية، وتعزيز روح المواطنة والولاء في نفوسنا، وترسيخ مفهوم الهوية الوطنية في كل سلوكياتنا وتصرفاتنا، وأن تكون مصلحة الوطن والمواطن شغلنا الشاغل. ولا بد أن نعي مسؤولياتنا، ونعمل على أن تحقق دولتنا كل مظاهر الحضارة والرقي والتقدم.

لو أتيحت لك فرصة لإلقاء محاضرة في ملتقى شبابي عالمي في بلد أجنبي، فماذا ستقول في سطور مختصرة عن وطنك الإمارات؟

سوف أباهي العالم كله بواحدة من أكثر النماذج الوحدوية نجاحاً، وأكثرها استقراراً، وأقول: إن أهم ما يميز وطننا الغالي الإمارات هو الاتحاد، هذا الصرح العظيم الذي كفل الحياة الحرة الكريمة لكل من يعيش تحت رايته، واستطاع أن يتميز ويتفوق على الكثير من التحديات والصعاب التي واجهته. إنها بكل فخر واعتزاز، تجربة رائدة، قل أن يوجد مثيل لها.

نعرف عنك حبك للعمل التطوعي، ما الذي يدفعك للدخول في هذا المجال؟

تشدني فكرة العمل التطوعي بمفهومه المجتمعي والإنساني الراقي. فهو يتيح لي فرصة مد يد العون من أجل خدمة المجتمع في أي مجال، وتقديم ما لدي من مهارات إلى الناس دون مقابل خلال أوقات معينة. وأتمنى، من خلال مجلتكم الغراء، أن تسعى المدارس إلى تعزيز قيم التطوع لدى طلبتها بشكل أكثر، وأن تطور من مفهومه حتى يتجاوز فكرة العمل التطوعي داخل ساحات المدارس.

ويخرج إلى المجتمع المحلي والخارجي حتى يستشعره الجميع باعتباره نشاطاً إيجابياً، ويجب أن يكون في صور تجذب الطلبة والشباب.

يتهم البعض، شباب اليوم بعدم المبالاة، وأن همومهم لا تتعدى «المولات» والسينما، و«الحواطة» بالسيارات، أنت كشاب كيف ترى هذا الاتهام؟

علينا، بداية ألا ننكر حق الشباب في أن يعيشوا عصرهم، بما يتوافق مع مراحلهم العمرية واهتماماتهم، ولدي قناعة بأن كل إنسان يملك الوقت الكافي لكي يفعل كل هذه الأشياء وغيرها، دون التقصير في ما عليه من واجبات، وبما لا ينعكس سلباً على الآخرين والأسرة والمجتمع وهناك الكثير من شبابنا يمارسون حياتهم ويستمتعون بها وفي الوقت ذاته لا يُخلّون بواجبات الحياة الأسرية أو المهنية، ويسعون في خدمة الوطن، وتحقيق طموحات الدولة بكل ما لديهم.

نلاحظ على الرغم من صغر عمرك، عدم خشيتك من الميكروفون خلال تقديمك برنامجاً يخاطب الشباب.. فماذا تقول؟

إنها الهواية، إذ أن العمل الإعلامي يعتمد على الموهبة ثم الدراسة، وتأتي الخبرة بعد ذلك لتعزز من قدرات الإعلامي، وتحدد مدى نجاحه وتميزه، وأنا شخصياً أستمتع بالحديث أمام الميكروفون وأهيئ نفسي، ذهنياً ونفسياً قبل الدخول إلى الاستوديو، وأحاول قدر الإمكان أن أبتعد عن أي شيء قد يسبب لي القلق، بل وأتناسى أموري ومشاغلي الخاصة.

ولا أفكر سوى في الفقرات التي سوف أقدمها خلال البرنامج. أما كون مادة البرنامج تخاطب الشباب، فأعتقد أن هذا الأمر في حد ذاته قد سهل من مهمتي في التقديم، كوني منهم وأعرف قضاياهم واهتماماتهم وهمومهم، وأعيش تجاربهم اليومية. أضف إلى ذلك، الهواية وهي التي جمعتني بالإذاعة، على الرغم من اختلاف تخصصي الدراسي عن العمل الإعلامي.

أتيح لك تقديم بعض حلقات برامج أخرى في نور دبي، لشريحة أكبر في العمر، برأيك أيهما أصعب مخاطبة الشباب والمراهقين، أم الكبار؟

مخاطبة الشباب ومن هم في مرحلة المراهقة، هو التحدي الأول بالنسبة لي، خصوصاً في ما يتعلق بالفقرات الحوارية التي تتطلب من المذيع تحفيز الضيف على التحدث، والتواصل مع المستمع بأسلوب قريب منه، بحيث يستطيع الوصول إليه بذكاء. فالمراهق طاقة متحركة وإن لم نشد انتباهه، سوف يغير الموجة ويبحث عن شيء آخر يستمع إليه، والأمر يختلف طبعاً مع شريحة الكبار، إذ يتطلب تركيزاً عالياً، ودراية وخبرة واسعة، فضلاً عن أسلوب اللباقة والتعقل في الحوار، يعني بلغة الإذاعة، الأمر يحتاج إلى مذيع (تقيل)، لأن اللعب مع الكبار (غير).

أجريت حوارات مع شباب من الجنسين.. فهل وجدت اختلافاً في التفكير بينهما؟ وهل صحيح أن البنات أكثر حباً واهتماماً بالتعليم؟

الشق الأول من هذا السؤال، قد يحتاج إلى اختصاصي في علم النفس، أما عن انطباعي الشخصي، فمن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف بين الجنسين، لأن طبيعة الذكور، وبحكم أنني شاب مثلهم، تجعل التعامل معهم أكثر قرباً وأقل تحفظاً عن الفتيات. أما عن اهتمام البنات بالتعليم أكثر من الشباب.

ففي رأيي أن البرامج التعليمية في بعض دولنا العربية تركز للأسف، على بعض المهارات التي تعتقد أن الطالب سوف يتفوق من خلالها، وذلك على حساب مهارات أخرى عديدة قد يتفوق فيها الشاب على الفتاة خارج أسوار المدرسة، كالرياضة وبعض مهارات التفكير، ومن هنا تتفوق الطالبات على الطلاب، لأن النتائج كثيراً ما تعتمد على مهارات الحفظ وغيرها من الاهتمامات أو الأمور التي تتاح للفتاة أكثر من الفتى.

هناك موضوعات شبابية تصنف على أنها جريئة، وتُمثل خطاً أحمر للإعلام، ما الموضوع الذي تحب طرحه لو أعطيت لك الحرية؟

سيكون بالتأكيد أحد الموضوعات الاجتماعية الحساسة، من وجهة نظر البعض، خاصة ما يتعلق بالشباب أنفسهم بعضهم ببعض، وموضوع الصداقة بين الشاب والفتاة، وهي في اعتقادي قضايا يجب طرحها بكل شفافية.

Leave a Reply