سعيد بنسعيد العلوي ـ "الشرق الاوسط": اللغة والهوية والنهضة




محمد جابر الأنصاري ـ "الحياة": أي إسلام هو إسلام الحكم؟!




د. يوسف نور عوض ـ "القدس العربي": الجانب الآخر من ثورات الربيع العربي




سعيد بنسعيد العلوي ـ "الشرق الاوسط": اللغة والهوية والنهضة




جمال الموساوي ـ "مغارب كم": كيف يختار شخص أن يُعاقبَ والحال أنه ضحية؟




جورج سمعان ـ "الحياة": «إخوان مصر» في الطريق إلى «أممية إسلامية»؟


القاعدة خططت لتنفيذ عملية انتحارية خلال زيارة بوتفليقة لتمنراست




عرض لأبرز عناوين الصحف اليومية




خبراء يرون أن الثورة الليبية أدت إلى تمرد الطوارق




دعم مغربي للجزائر في منظمة التجارة العالمية




الكيب: أعوان نظام القذافي يقفون وراء التدهور الأمني في البلاد




عرض لأبرز عناوين الصحف اليومية




3ملايين لغم من الحقبة الاستعمارية لا تزال مزروعة على الشريط الحدودي




مشاركة جبهة القوى الاشتراكية في تشريعيات الجزائر




الختان التقليدي .. "ضربة مقص" خاطئة قد تدمر حياة طفل




تونس: «فن الشارع» يغطي الجدران القاتمة بألوان زاهية




عرض لأبرز عناوين الصحف اليومية




الطوارق بدو يبحثون عن اعتراف بهم




المغاربة مرتاحون للسماح بالحجاب ... لكن أمره لا يشغلهم كثيراً




جزائريات يتحدين الأعراف وأخريات تبخر حلمهن بالرياضة




فرنسي من أصل مغربي جنّد محمد مراح في المخابرات الفرنسية



سعيد بنسعيد العلوي

لا نعرض للغة في هذا المقام من حيث هي موضوع دراسة علمية أو من حيث هي علم تتباين فيه المدارس وتختلف المذاهب وتتصارع. ولا نعرض لها من حيث صلتها بالفكر، فالنظر الأول يعني فقهاء اللغة على نحو ويعني أصحاب اللسانيات على نحو آخر، والنظر الثاني يرجع إلى علم النفس في مناحي اختصاصاته ويرجع إلى ما يسميه علماء اللسانيات بالمبحث السيكو - لساني. أريد الوقوف عند اللغة، إجمالا، ولغتنا العربية تخصيصا من حيث أن اللغة ظاهرة حضارية وثقافة وتراث (وهذا غير قولنا إنها تحمل تراثا وتعبر عن ثقافة) أي من جهة اتصال اللغة بالحياة أو بالوجود كما يقول الفلاسفة. تستدعي طبيعة حديثنا أن نقدم له بجملة تمهيدات نسوقها على سبيل الإيجاز، أشبه ما يكون بخطاب البرقيات.
في الحديث عن اللغة يقع الناس في خطأ شائع ما أكثر ما ينبه إليه اللسانيون: الخطأ يكمن في اعتبارها محض أداة للتواصل بين الناس، بمعنى أن المعاني تقوم في النفوس بين البشر على نحو متشابه، إن لم يكن واحدا. والحق أن العلاقة التي تقوم بين الشيء «المفكر فيه» وبين اللفظ الذي يعبر عنه ليست علاقة محايدة ولا ميكانيكية وإنما بين المعنى القائم في النفس وبين اللفظ المنطوق علاقة معقدة تتوسط فيها البيئة والثقافة والتربية والبنية اللغوية التي ترجع إلى كل لغة على حدة وإلى إمكاناتها الذاتية (أو عبقريتها كما يقال في المعتاد، فما تقبله اللغة الألمانية، مثلا، ليس مما تطيقه اللغة الفرنسية أو تجيزه اللغة الهندية). يصح القول، في عبارة أخرى، إن اللغة مرآة تعكس مجموعة من التمثلات والتصورات والخرافات والعقائد. ولو أننا نظرنا في اللغة العربية فحسب لوجدنا ما يبرر قولنا هذا بكيفيات شتى. وهنالك عند محمد عابد الجابري عبارة دالية في هذا الصدد إذ يقول «الأعرابي صانع العالم» بمعنى أن الأعرابي يرسم، من خلال رؤاه وأحلامه وكيفيات إدراكه للمسافات والأبعاد، وكذا من خلال بيئته الصحراوية وقيمه القبلية.. يرسم من خلال هذه الأمور كلها صورة للعالم تعكسها الأمثال السائرة والأشعار والحيوانات المألوفة في المحيط الذي يحيا فيه.
يصح القول، استنتاجا مما سبق، إن اللغة ترتبط بالهوية ارتباط علة بمعلول، وإذن فإن اللغة من حيث أنها كل ما قلنا تدخل في المكونات الذاتية للهوية. لست أجد في هذا الصدد أجمل ولا أبهى في النصوص العربية المرجعية (أو التي يحق اعتبارها كذلك) أفضل مما قاله الإمام الشافعي عن اللغة العربية في كتاب «الرسالة». فتذكيرا ببعض أقواله، لمن كان عارفا بها، وتشويقا لمن كان منا غير ذي معرفة بها أقتطف هذه العبارة: «ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها ألفاظا، ولا نعلمه بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها، حتى لا يكون موجودا فيه من يعرفه». واللغة العربية عند الإمام الشافعي المكون الماهوي الأساس في القرآن الكريم، والله تعالى أجرى الفصاحة والإعجاز معا في القول القرآني بتوسط اللغة العربية ولذلك فيها ترتفع إلى مستوى عالٍ جدا من الاحترام والسمو الواجب لها. ولو بحثنا لوجدنا للإشادة بلغة قوم من الأقوام أمثلة وشواهد كثيرة من مختلف لغات العالم وذلك ما يدركه العارفون باللغة اللاتينية (ولست في زمرتهم بطبيعة الأمر)، وذلك ما تفيض به الأقوال الفرنسية نثرا وشعرا وهو كثير. ما نريد أن نخلص إليه هو أن اللغة ليست ناقلة لثقافة من الثقافات بل إنها هي الثقافة كلها في بعض من تجلياتها. ومن البديهي، بطبيعة الحال، أنه لا سبيل إلى تعلم لغة من اللغات على النحو الصائب مع جهل بحضارة أصحاب تلك اللغة وتاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم. من ثم فإن بونا شاسعا يظل قائما بين من يسعى إلى تعلم اللغة في المدارس والقواميس والمعاجم، بل وفي قراءة العديد من الروايات والأشعار وغير ذلك مما هو ضروري لتوسيع المدارك اللغوية وبين من يرتحل إلى بلاد القوم فيقيم بينهم وينتبه إلى «لغة الشارع»، فتلك ذات بنية لغوية مغايرة. نحن نعلم أن العرب كانوا يميزون في اللغة بين السماع والقياس، كما نعلم أنهم كانوا يجعلون الأفضلية والحكم الأخير للسماع. لذلك كان طلاب اللغة العربية، في المراحل السابقة على التقعيد وعلى وضع القواميس «يتبدون» (بمعنى أنهم يقصدون البادية طلبا للغة في مظانها الأصلية).
لما كانت اللغة هي المكون الأساسي في الثقافة فقد كانت الأطوار الكبرى التي تمر بها الثقافة أطوارا تمر بها اللغة وكانت اللغة بالتالي شاهدا على التطور ومعبرا عن الاستجابة لمنطقه سلبا وإيجابا. يمكن القول، في عبارة أخرى، مراحل التحول الحاسمة ترتبط بتطور في حياة اللغة. من بين الأمثلة الكثيرة الممكن إيرادها نكتفي بذكر مثال فرنسا والارتباط القائم بين التطور الثقافي الحاسم الذي انخرطت فيه فرنسا الثقافية منذ القرن السابع وبين نقلة نوعية عرفتها اللغة الفرنسية. القصد بذلك هو صدور أول كتاب فلسفي باللغة الفرنسية، بعدما ظلت الفرنسية لغة العوام فيما كانت اللغة اللاتينية لغة العلم والفلسفة. ذلك هو المغزى البعيد الذي يحمله كتابة الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت كتابه الأشهر «مقال في الطريقة» باللغة الفرنسية. كتاب فارق في تاريخ اللغة الفرنسية أكثر مما هو كذلك في تاريخ الفلسفة الحديثة. صدور كتاب ديكارت إعلان عن ميلاد الثقافة الفرنسية الجديدة وإيذان بعصر النهضة والتحول.
يقدم لنا عصر النهضة العربية المعاصرة (منذ منتصف القرن التاسع عشر) برهانا ناصعا على هذا الاتصال الدقيق بين النهضة واللغة. لم يكن عبثا أن يسلط مفكرو العرب في المرحلة المشار إليها اهتمامهم على اللغة العربية ووجوب تطويرها. والتطوير لم يكن يعني فقط القطع مع اللغة التي تم تحنيطها في المغالاة في السجع وفي المحسنات اللغوية العقيمة والخالية من كل مسحة جمالية، بل إن دعاة الإصلاح جعلوا من وجوب إحداث إصلاحات في الدرس اللغوي أحد الأهداف والموجهات الكبرى للمشروع الإصلاحي برمته. كذلك كان الشأن عند محمد عبده ورفاقه، وكذلك خاض المعركة المتنورون من علماء الإسلام ودعاة الإصلاح في كل من الزيتونة والقرويين. وبالجملة، فإن ما يتبين اليوم من معالم نهضة عربية ثانية يستوجب إحداث نظر جديد في اللغة العربية فهما وتدريسا، والحق أن المسؤولية ثقيلة وما يتطلب عمله في زمن انتشار الفضائيات وتنامي التواصل العربي كثير ومتعدد الأوجه.
الوعي بوجوب إحداث نظر جديد في لغتنا العربية هو إحدى المهام المستعجلة، غير أن الأمر ليس في يد رجال السياسة وصناع القرار بمفردهم، ولعل هذا ما يجعل المهمة أكثر مشقة. نحن في زمن أصبح تكييف الوعي فيه مرتبطا بعمل التلفزة والشبكة ووسائل الاتصال التي تتصل بهذا المجال ولعلي لا أجد غضاضة في القول إن صناع اللغة العربية المعاصرة هم، للأسف أشد الناس جهلا بها، وقد تكفي في ذلك الإشارة إلى أعمال الذبح والتقتيل والإبادة الذي تخضع له لغة الضاد على يد الجمهرة الهائلة من المذيعين والمذيعات في القنوات العربية الأكثر انتشارا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.




الملك يترأس مراسم تدشين مصنع 'رونو- نيسان طنجة'




خطاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة




لقاء خاص مع الرئيس التونسي منصف المرزوقي




قضايا و آراء: التعليم العالي و سوق الشغل




علاقة الرئيس التونسي منصف المرزوقي بالمغرب




منصف المرزوقي في حوار خاص (ج2)




منصف المرزوقي في حوار خاص (ج1)




الملك يترأس أول جلسة للمجلس الوزراء




منصف المرزوقي على أورونيوز




زيارة السيد العثماني للبرتغال تحت شعار تعزيز العلاقات الثنائية




رشق سفارة الصين في طرابلس بالحجارة




غانا الى نصف النهائي على حساب تونس




العفو على شيوخ السلفية على الجزيرة




استقالة المعارضة من مجلس مدينة طنجة




أحداث تازة على القناة الثانية

Open all references in tabs: [1 - 5]

Leave a Reply