جوانب نفسية يجب مراعاتها في مقابلات العمل

لندن - في عالم تقديم طلبات التوظيف على الإنترنت، وهو العالم القاسي الذي غالبا ما يكون محبطا، أصبح الوصول إلى مقابلة وجها لوجه إنجازا يستحق الثناء، ولكنه قد يسبب شعورا بالقلق لدى أكثر المتقدمين شجاعة.
لجأنا إلى موقع كورا (Quora) لطرح سؤال وجواب لمعرفة بعض النصائح والحيل والتقنيات في علم النفس التي يمكن استخدامها أثناء المقابلة لزيادة فرص نجاحها وضمان الحصول على الوظيفة.
وكانت الاجابات عن الأسئلة حول طرق كسب المسؤولين عن التوظيف وكيفية الإجابة عن تلك الاسئلة تتعلق باستخدام قوة لغة الجسد.
أهمية حركة الأيدي
قد تخلق يداك انطباعا إيجابيا أو سلبيا، ولا يوجد شيء أسوأ من المصافحة الباردة عند القاء التحية على الشخص الذي سيجري المقابلة، حسب قول المستخدمة سوزان بيري.
وتضيف بيري "إن اليدان الجافتان الدافئتان توحيان بالثقة.
 أما اليدان الباردتان الرطبتان فتوحيان بعدم الاكتراث في اللاواعي مما ينعكس سلبا على المقابلة".
وكتبت بيري تقول "انه عندما تذهب إلى مكان المقابلة مبكرا، توجه إلى الحمام ودفئ يديك إما بوضعهما تحت ماء ساخن أو تحت مجفف اليدين. لقد أظهرت دراسات نفسية " أن مجرد الإمساك بكوب قهوة دافئ يولد لدى الشخص شعورا أكثر إيجابا إزاء الشخص الذي يتحدث إليه."
شاراد دومان كتب يقول " إنه حال بدء المقابلة، ابق على حركات يديك في الحد الأدنى حتى لا تقلل من أهمية النقاش، مضيفا "ابق يديك في حالة سكون، وإذا استخدمتهما لتكن الحركات بطيئة وصغيرة".
ملندا إدواردز نصحت بمقاومة إغراء وضع الساعدين فوق بعضهما، وكتبت تقول "إن ذلك يعطي شعورا بأنك منغلق على نفسك ولست على استعداد لفهم ما يقال."
صورة طبق الأصل
زامبيللي سايلر فيديريكو يوصي بعكس حركات جسد الشخص القائم على المقابلة لكسب ثقته.
 وقال " إن هذه تقنية يستخدمها الباعة الجيدون لإتمام الصفقات غالبا.
وكتب يقول "من خلال نسخك لحركات ونبرة وإيماءات ووتيرة تنفس ذلك الشخص وما إلى ذلك، فأنت توصل رسالة جوهرها: مهلا، إننا نلعب على الوتر ذاته هنا، إننا متشابهان، وبإمكانك أن تثق بي."
وأكد فيديريكو أهمية الدقة في التصرف بشكل مماثل موضحا ذلك بالقول "إذا حك الشخص أنفه باليد اليسرى، المس وجهك باليد اليمنى،و إذا وضع رجلا على رجل، ضع رجلا على اخرى بطريقة معاكسة، وهلم جرا."
وبعد تمكنك من عكس لغة الجسد، قد ترغب في ان تعكس نبرة الصوت وقد تكون على دراية جيدة أن البعض يتحدث بوتيرة سريعة جدا ومتقطعة، والبعض الآخر يتحدث ببطء شديد، والبعض لصوته إيقاع معين."
إبطاء وتيرة المقابلة
الوقت هو جوهر الموضوع، ولكن ذلك لا يعني أن عليك ان تسرع في المقابلة.
 وحول هذا كتبت بيري تقول "إنه ذات مرة، كان لدي مدير يمارس التأمل بشكل جاد، وقال لي في وقت لاحق إنه أعجب بطريقتي في التنفس البطيء والعميق أثناء مقابلته معي لأنه كان يعرف أنني سأبقى هادئة تحت الضغط وسيكون لي تأثيرا هادئا عليه."
وفي هذا الإطار كتب المستخدم تيم تشي يقول "إن النفس السريع والقصير أو عدم التمكن من التقاط النفس أثناء الحديث هو دلالة واضحة على العصبية ويمكن أن يضفي جوا من التوتر على المقابلة أيضا."
ويضيف تشي أنه عند الإجابة على سؤال ما، لا تشعر بأنك مضطر إلى الإجابة فورا في كل مرة، وخاصة إن وجه إليك سؤال يمكن أن يوقعك بالخطأ.
 فلا بأس من أخذ وقت إضافي للتفكير في إجابتك، وأحيانا يفضل ذلك.
وقال تشي " إن هذا يمكن أن يساعد بطريقتين: الأولى، أن ذلك يمتص بعض الضغط لحفظ الردود الجاهزة، والثانية هي أنه يظهر ثقة بالنفس.
 فعندما تأخذ بعض الوقت للإجابة بدلا من الإسراع فيها، فإنه يوصل رسالة للناس بأنك تعرف قيمة نفسك.
وأكد تشي ضرورة التحذير من "الانتظار وقتا طويلا وإلا فإنك قد تبدو مشوشا وعصبيا."
تصرف بثقة، لكن من دون مبالغة.
كيف يمكن لك أن تظهر الثقة بالنفس إذا كنت متوترا؟
 حاول ألا تظهر توترك وألا تعتذر عنه.
الطبيب النفساني جون سانيكاندرو يقول "إن لغة الجسد والتواصل غير اللفظي هما بمثابة حلقة مفقودة لا غنى عنهما لضمان نجاح المقابلة.
 مارس طريقة الجلوس والوقوف والمشي لزيادة ثقتك بنفسك."
وكتبت إدواردز تقول "إنه عليك أن تبتسم وأن تحافظ على التواصل البصري مع الشخص الذي يجري المقابلة، وحاول ألا تتململ، لأن التململ يدخل نوعا من عدم الارتياح في نفس الشخص المقابل لأنه يرى مدى توترك."
في الوقت الذي قد لا يحظى فيه المرشح العصبي بإعجاب صاحب العمل، فإن التصرف بثقة مبالغ فيها قد يبعث برسالة خاطئة أيضا.
وكتبت كارول غريملي تقول "إن أصحاب العمل لا يرغبون في توظيف مندفع متغطرس، إلا إذا كان شهيرا فعلا في مجال عمله؛ حينئذ قد يتغاضون عن ذلك.
كن مهذبا وحسب، وتصرف كما يتصرف الجميع."
استمع بعناية وتحدث عند اللزوم
من المهم بمكان ما أن تتناغم مع الذي يجري المقابلة وأن تجيب عن الأسئلة كي يتمكن مجري المقابلة من تقدير ما إن كان بإمكانك القيام بالعمل، ولكن لا تقاطعه أبدا.
وكتبت بيري تقول " إنه في بعض الأحيان يكون المرشح للمقابلة تواقا بشكل كبير لإظهار أنه أدرك الموضوع أو أنه سريع التعلم، ولكن لا أحد إطلاقا يرغب في أن يقاطع في الكلام."
ويقول دومان "تجنب أيضا الخطب الطويلة، إلا إذا تطلب الوضع ذلك ، واستخدم ما قل ودل من الكلام، وكن طبيعيا وحسب." -  (بي بي سي)

Leave a Reply