جريدة الأنباء الكويتية | الكاتبة والمعالجة النفسية نادية الخالدي لـ الأنباء: لا يوجد إنسان في العالم غير متعب نفسياً ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت الفرد ينفصل عن …

  • 50 % من الأمراض العضوية سببها نفسي وكل إنسان متحرر نفسياً مبدع
  • تفكيك المواقف السلبية بالهدوء والاسترخاء والعودة إلى المشكلة نفسها
  • معظم الناس يعيشون في حالة اللاوعي واللاتركيز
  • يجب أن نعزز ثقتنا بأنفسنا من خلال الصدق معها والاعتناء بها
  • «سافر إلى بلورات ذاتك» سلسلة علاجية تخصصية كتبت بطريقة أدبية راقية
  • أحضر لإصدار جديد بعنوان «أميرة القمر» يعالج نظرية الاحتمالات
  • الكتابة من أفضل الأساليب للتخلص من مشاعرنا السلبية وتحقيق ما نصبو إليه

أجرت الحوار: بيان عاكوم

بين الأدب والشعر والنفس تتنقل الأديبة والمعالجة النفسية د.نادية الخالدي كالفراشة، لتكون في دوحة الفن الوارفة، فهي صاحبة كلمة بوجهين لأيقونة واحدة، فكر دفاق وذوق لغوي رفيع، يكمن في طياته سيمفونية سلام داخلي وهدوء وطمأنينة.

هكذا استطاعت أن توظف علمها ومعرفتها بالطب النفسي لتكون ملكة في قصصها، لما توفره للقارئ من أساليب تعلمه كيف يتجاوز الفوضى العارمة التي خلقها من حوله، ليلتفت إلى نفسه ويستمع إلى صوتها الداخلي. «أنا مزيج من الأدب وعلم النفس» هكذا تعرف الخالدي نفسها، بحيث تعتبره خلطتها السرية للنجاح، فبرأيها النجاح الحقيقي «ليس أن يسير الإنسان على الروتين الحياتي، وإنما أن يكتشف رسالته في الحياة».

«الأنباء» حاورت الشابة الكويتية المبدعة د.نادية الخالدي بأصالة طرحها، وجديتها وتتناول إلى جانب كتاباتها القصصية وجديدها في عالم الأدب، رؤيتها كطبيبة نفسية لكثير من المشاكل التي يعاني منها الإنسان، حيث ترى أنه «لا يوجد إنسان في العالم غير متعب نفسيا»، مشيرة إلى أن «القلق والتوتر وعدم فهم الذات هي أبرز مشاكل العصر»، مرجعة عدم استقرار نفسية الإنسان إلى أنه «يعيش عالم الآخرين وليس عالمه، يعيش ليغير ويقيم غيره»، معتبرة أن الحل يكمن في أن «يركز الإنسان على نفسه، ويحبها، ويستمع إلى صوتها الداخلي، ويعطيها الوقت الكافي للتأمل والاسترخاء والتركيز والصلاة».

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

في البداية حديثنا عن نفسك، من هي د.نادية الخالدي؟

٭ أنا مزيج من الأدب وعلم النفس، وحاولت أن امثل الاثنين لأرسم خط خاص بي.

اعتبرت أول روائية كويتية تدمج في كتاباتها القصصية مهارات تطوير الذات، كيف حدث ذلك؟

٭ نعم، في الواقع لدينا مشكلة في الكويت أن معظم الناس تعيش في حالة اللاوعي واللاتركيز، فالخبرات الأولية التي يتعلمها الإنسان في حياته وهو طفل تصبح عنده تصرفات لاارادية، لا يريد أن يغيرها ويطور من نفسه، وانما يسير عليها، ولكن النجاح الحقيقي ليس السير على الروتين الحياتي اي الانتهاء مثلا من الدراسة ودخول الجامعة، ثم العمل والعيش حياة عادية، ولكن النجاح الحقيقي أن تكتشف أن الله خلق لكل إنسان رسالة في الحياة، والتى يجب عليه أن يكتشفها.

كيف يستطيع الإنسان أن يكتشف رسالته في الحياة؟

٭ هذه الفكرة التي انطلقت من خلالها في سلسلتي القصصية، فعندما أردت الكتابة طبقت ما علمتني اياه أمي بألا أسير على نمط من سبقني، وانما اخلق لنفسي خطا خاصا بي، وأسلوب كتابة جديدا، ففكرة سلسلتي «سافر الى بلورات ذاتك» تركز على أن الحل الحقيقي لأي مشكلة في الحياة يبدأ من الداخل، فعندما ننظر الى المرآة سنراها انعكاسا حقيقيا لصورتنا ووجوهنا، هكذا علم النفس كل حياتنا التي عايشناها انعكاس حقيقي لما نشعر به، ولما نفكر به، اذا فكرنا في الخيانة والظلم نجلب المزيد منهما الينا، فمختلف الأمور الموجودة حولنا هي انعكاس لطريقة تفكيرنا.

هل هذا يجعلنا نؤمن بما يقال لنا انه يجب أن نفكر بأمور إيجابية ونثني على أنفسنا بكلمات إيجابية حتى يتحقق ما نصبو اليه؟

٭ بالتأكيد، للكلمة قوة، واهم نقطة وأقوى دليل قاطع على هذا الأمر هو القران الكريم، فالكلمة في القران معجزة صالحة لكل زمان ومكان، وهي تغير القناعات والسلوك، وتنظم ضربات القلب، والتنفس، وجميع فيزيائيات الجسم بشكل عال، عندما نفكر بما وراء الأشياء نكتشف أن 70% من الكرة الأرضية ماء، وكذلك 70% من جسم الإنسان ماء، وعلماء الفيزياء وتخصصات علم النفس اكتشفوا أن للماء بلورات تتغير حسب تغير نوعية الكلمة التي نستقبلها، فعندما اثني على الشخص، ومن ثم انتقده بشكل راق، وبشكل صحي، هنا يتقبل الانتقاد، وستكون علاقتي معه رائعة، وسيتغير للأفضل، أما عندما أصفه بالكاذب والمخادع فسوف لن يتقبل هذه الصفات حتى وان كانت صفاته.

كيف يصل الإنسان الى هذه المرحلة، أي يتعامل مع الآخرين بهذا الأسلوب الراقي؟

٭ نحن نسمع جميع الأصوات من حولنا، نسمع صوت الهاتف، صوت الكاميرا وغيرهما، ولكن هل فكر الإنسان لمرة واحدة أن يسمع نفسه صوته الداخلي، هل فكر لمرة أن يرى كيف تتحرك أعضاء جسده، فالإنسان لم يشعر بها الا إذا أصابها مرض ما، وأعطي مثالا هنا الإنسان لا ينتبه انه يحلم الا عندما يستيقظ من النوم، وكذلك الحياة يخطئ فيها ولكنه لا يدري إلا عند الموت، اذن خلال حياته لماذا ينشغل بالناس؟ فلينشغل بنفسه، الإنسان الذي تريد أن تكون أفضل منه هو أنت، والإنسان الذي تريد أن تنافسه هو أنت، والإنسان الذي تريد أن تحل مشاكله أنت أيضا، اذا انهيت مشاكلك من الداخل تحل من الخارج، مثلا لدينا مشكلة في تنظيم حياتنا، أول نقطة أن تكون منظما مع نفسك، والوقت مهم جدا هنا، كيف ننظمه؟ هذه مسؤوليتنا، أول شيء الإنسان لديه 3 مراحل من الأنا، أولا الأنا الداخلية، علاقتك مع نفسك أي تخصيص وقت للاهتمام بأعضاء الجسم من خلال الرياضة، الاعتناء بالبشرة، العناية بالجسم، التغذية، ووقت للقلب يكون بالتسبيح، والتأمل، والاسترخاء فكل عضو من جسمك يحتاج وقتا، وكل من لديهم أمراض وخلل نتيجة أنهم غير متصلين مع هذه الأعضاء اتصالا كاملا.

كثيرا ما نسمع أن الأمراض النفسية كالتوتر والقلق والأوهام هي التي تجلب الأمراض العضوية، برأيك هل يوجد رابط بينها؟

٭ نعم يوجد رابط قوي، و50% من الأمراض العضوية سببها نفسي، فالجسم ينقسم لقسمين 50% وظائف الجسم، و50% مشاعر وأحاسيس، الـ 50% من وظائف الجسم تعمل على أكمل وجه، وبالتالي حسب قانون الجسم فان الفكرة الإيجابية اذا دخلت الجسم لا تأخذ منه طاقة، أما الفكرة السلبية فتأخذ طاقة فاذا زادت الأفكار السلبية من خلال موقف سلبي أشخاص سلبيين ووصلت الطاقة الى الـ 50%، هنا يبدأ الجسم بإصدار إنذارات للمخ، وتبدأ الطاقة تؤخذ من الجسم بحيث تصبح 51% مثلا والجسم 49%، وهنا من الممكن أن تتم إصابة أو مرض أي عضو من أعضاء الجسم لأنه عبارة عن طاقة أخذتها المشاعر من وظائف الجسم، لذلك دائما أقول ان اختيار الكلمات الصحية والإيجابية يفيد محدثها وملقيها.

كيف يتجاوز الإنسان المواقف السلبية ويصل لمرحلة الاتزان النفسي؟

٭ هذا السؤال مهم جدا، فاستكمالا لما ذكرته أن المواقف السلبية تنقص طاقة الجسم وتؤدي الى مرض اي عضو من الاعضاء، فلحل جميع هذه المشاكل لابد من تفكيك المواقف السلبية، وذلك يتم من خلال علم العلاج بخط الزمن، والذي يعني أن نعود الى المشكلة نفسها، اعطي مثالا هنا فتاة تعرضت للاغتصاب، فلنجعل الفتاة تتخطى هذه المشكلة يجب أن نعود بخط الزمن الى الموقف نفسه للتخلص منه، فلا يجوز هنا مقاومة مشاعر الحزن لأنه سيتم جلب المزيد منه، فالفتاة حزينة ليس من المفروض أن نقول لها لا تحزن، بل يجب أن تحزن، وتبكي، وتتذكر الموقف، وتعيش اللحظة، وتخرج من داخلها كل الذي تريده، ولا بد وأن اتحدث عن الكتابة فهي علاج نفسي كامل، فاي مشاعر سلبية تنتابنا عندما نكتبها نتخلص منها واي شيء نتمنى تحقيقه نكتبه سوف يتحقق واي شيء لا نريده ايضا نكتبه ونتخلص منه.

ولكن الم تسيطر على الإنسان مشاعر الحزن بحيث لا تستطيع الخروج منها؟

٭ لا، ابدا يجب أن تعيش الموقف حتى تتخلص منه، فعندما تتذكر الموقف السلبي بكل تفاصيله ويمر الوقت لتعود الى الموقف نفسه ستتألم بقدر اقل من أول مرة وأيضا عندما تعود للموقف مرة ثالثة لن تكون كالمرات السابقة وبالتالي ستنتهي مشاعر الحزن لان الجسم تخلص منها وعندها يؤمن الإنسان أن الموقف الذي حصل معه له أسباب وحكمة وأضاف اليه الكثير في حياته.

هذا الأمر لمن تعرض لموقف ما اثر على حياته، فماذا عن الأشخاص الذين تسيطر عليهم مشاعر غير مريحة دون معرفة الأسباب؟

٭ هذه النقطة تطرقت اليها من خلال سلسلتي «سافر الى بلورات ذاتك»، ويعني يجب على الإنسان أن يعيش مع الهدوء، الله سبحانه وتعالى وضع التأمل ضرورة نبوية، فالتأمل هو اعادة تشغيل الجسم، ولتنظيم حياتنا لابد أن نعيش التأمل، برأيي عندما يستيقظ الإنسان يأخذ نصف ساعة صباحا يجلس فيها مع نفسه، ويركز على الهدوء فقط، ويجب أن نعرف أيضا كيف نتنفس فأغلب الناس لا يعرفون كيف يتنفسون فالتنفس الفعلي يكون مثل تنفس الاطفال من البطن، وأن ناخذ نفسا عميقا ثم نقف لثوان قليلة، وبعدها نخرجه بهدوء، هنا نرد التوازن للجسم، وكذلك الصلاة فهي حالة استرخاء عالية جدا فانا استغرب هنا ممن يصلي ولديه مشاكل في الحياة فالصلاة هي اعادة شحن الجسم لخمس مرات يوميا فمن المفروض أن يكون لدينا طاقة عالية خلال النهار بكامله.

لماذا ازدادت الاضطرابات النفسية في عصرنا الحالي؟

٭ لان الناس لا تعيش عالمها، وانما عالم الآخرين، فكل إنسان يعيش ليغير غيره ليقيم غيره، ولكن لو كل اسنان عاش لنفسه، يقيمها ويركز على انجازاته وابداعاته لنجح في حياته، ولكن عندما نتكلم عن فلان وآخر وما قام به نتعب أنفسنا ونتعب الآخرين، وبالتالي يجب الالتفات الى انفسنا والتركيز على الهدوء، في البداية سنشعر بالممل ولكن مع التمارين سيتغير الوضع وسنعتاد على الأمر ففي علم النفس هناك نظرية تقول انه اذا اردنا تغيير سلوك ما في حياتنا يجب الاستمرار عليه 28 يوما وبعدها التصرف يكون تلقائيا.

هل كل إنسان بحاجة الى طبيب نفسي؟

٭ نعم، لا يوجد إنسان في العالم غير متعب نفسيا فهذا إنسان خارق ليس له وجود، وأنا اؤيد أن يتم تعيين اطباء نفسيين في المدارس، بحيث يسمع كل طفل في المدرسة وما أفكاره واحتياجاته.

نواجه مشكلة الخجل من زيارة الطبيب النفسي في مجتمعاتنا العربية، لماذا؟

٭ نعم، والسبب هو الاعلام الذي يصف من يزور الطبيب النفسي بالجنون، ولكن في الحقيقة من يزور الطبيب النفسي هو كل إنسان يشعر بضيق، كل إنسان يشعر بحزن ولا يعلم كيف يتغلب عليه.

وما أريد أن أشدد عليه انه يجب علينا أن نحرر أنفسنا، فالتحرر يولد صحة نفسية، الإنسان يضع قيودا أمامه لا يريد الذهاب الى طبيب نفسي بالرغم من انه يشعر بالضيق والتعب بسبب الناس ولا يناسب عائلة فلانية لسبب ولا يتكلم مع هذا الشخص لسبب، ويعيش على نمط معين وعادات وتقاليد، ولكن اذا تحررنا من كل هذه الأفكار فنستمتع بكل شيء، فليصنع الإنسان حياته، ويتحرر من القيود، ويعيش تحت مبدأ القياس والتطبيق، يبقي ما يناسبه، ويبعد عن الامور التي لا تناسبه، فكل إنسان متحرر نفسيا هو إنسان مبدع.

ما ابرز المشاكل النفسية في المجتمع؟

٭ التوتر، والقلق، وعدم فهم الذات أهم مشكلة نعاني منها، اننا نعيش حالة لاوعي في حياتنا، لابد أن يواجه الإنسان نفسه، هناك قاعدة للتخلص من التوتر والقلق أن يركز على الصوت الداخلي بنفسه، لو كل إنسان ركز على نفسه سيجد شخصا يكلمه من الداخل وسوف لن يسمعه اذا كان يركز مع الآخرين، وبمجرد أن نسمع أنفسنا نتخلص من التوتر، فأفضل حل للتخلص من المشاكل هو التركيز والاسترخاء حيث تنتظم ضربات القلب وتبدأ 50% التي سبق وتطرقت اليها بالتراجع لتصل الى صفر عندها يكون لدينا طاقة جديده. ولنتأكد أن كل ناجح في الحياة ايا كان مجاله لابد أنه يركز بشكل كبير مع نفسه.

كيف يمكن أن يعزز الإنسان ثقته بنفسه؟

٭ يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، أول شيء تبدأ من علاقتي مع نفسي، يجب أن نعجب بأنفسنا، نحبها نعتني بها، ونعطي لأنفسنا وقتا للراحة لممارسة الرياضة، عندها طاقة الجسم تكون عالية ويفرز هرمون السعادة، وبالتالي نذهب الى العمل بنشاط لاننا نكون قد اشبعنا الجسد والنفس والرئتين، ولم يبق إلا العمل نذهب اليه بنشاط، فلا تصالح مع النفس ونحن نعيش بسرعة مطلقة نستيقظ عند وقت العمل ونتجه اليه بسرعة، ونسهر طيلة الليل، فكل مشكلة لدينا سببها نحن.

هلا حدثتنا عن قصصك وأهدافها وبالتحديد سلسلة سافر الى بلورات ذاتك؟وما الذي تحضرينه أيضا مستقبلا؟

٭ السلسلة عبارة عن سلسلة قصصية تدريبية، مسرح نفسي، فكرتها جديدة وهي عبارة عن كابتن طائرة نفسي يكلم القراء، ويدخلهم حالة من الاسترخاء بحيث يقطعون تذكرة للتوجه الى عالم نفسي. فالمؤلف يدخلك سماء نفسية بحيث تدخلين حياة اناس كإنسان مراقب مع الكابتن وتعيشين معهم وتحلين مشاكلهم وتكتسبين خبرة منها.

فنحن نلاحظ أن التلفاز مثلا يوفر لنا مشاهد قتل في اللحظة نفسها نستنكر الأمر ولكن لو مررنا بالموقف نفسه فسنتصرف كما شاهدنا في التلفاز لان الصورة طبعت داخل ذهننا ولذلك انتشرت الجرائم فلو يتم حل المشاكل بطريقة اخرى في الأفلام والمسلسلات لما انتشرت الجرائم بهذا الشكل وبالتالي فان الإنسان هو ظالم لنفسه فاليوم الإنسان يعيش عالم الآخرين يتقمص شخصيات المسلسلات ومشاكلهم لماذا نعيش دور الآخرين؟ لذلك في سلسلتي القصصية استطعت ان اخرج القارئ من القصة بشكل تكنيكك استرخائي بحيث اجعله ينفصل عن عوالم الاشخاص في القصة.

فلست اجامل نفسي وانما السلسلة مكتوبة بطريقة أدبية راقية، وجدا بسيطة وهي سلسلة علاجية تخصصية تستحق القراءة، وكذلك أصدرت امرأة بسبعة وجوه وهي قصة تتحدث عن التنمية الذاتية وكيف أن امرأة مرت بعدة حالات ومراحل في حياتها أكسبتها الخبرة للتعامل مع مواقف الحياة، فهي تستخدم الوجه المناسب في الموقف المناسب.

وعندي اصدار متعمق جدا يتكلم عن نظرية الاحتمالات، وهروب الإنسان من واقعه اسمه «أميرة القمر» وهي إنسانة ضاقت بها الأرض فرحلت الى القمر، فهذا الإصدار رائع وقوي، يعالج نظرية الاحتمالات في أمور الحياة، وكيف ان الإنسان يضع مشاكله على الناس والظروف.

بماذا تفسرين «الفوبيا» من أي شيء؟ وكيف نتخلص منه؟

٭ في الواقع روايتي الجديدة تتحدث عن الكثير من «الفوبيا» ولا أريد أن أتحدث عنها أكثر فليكتشفها القارئ ولكن عموما اذا كانت لدينا مشكلة فلنتخلص من المشكلة نفسها، مثلا اذا كانت لدينا مشكلة من الخوف فلنتخلص من الخوف نفسه.

كيف نستطيع ان نفعل ذلك؟

٭ الخوف عبارة عن اما انذار حماية، أو نقص معلومات، مثلا نخاف من الأفعى لانها تؤذي، ولكن اذا علمنا كيف نتعامل مع الأفعى بحيث لا تؤذينا لا نخاف منها فاذا كنت تعلمين كيف تتعاملين مع الحيوانات فلا تخافي منها.

كيف تؤثر الطفولة على شخصية الإنسان؟

٭ 80% من تشكيل شخصية الإنسان يكون في الطفولة، اول خبرة للإنسان تبدأ في رحم الام، فالأم العصبية يكون الطفل عصبيا، ومن ثم خبرته عندما يكون طفلا من الام والاب، واي شيء يقوم به الاهل ينعكس على الطفل.

ما نصيحتك لكل ام، ابن، وزوجين؟

٭ كل شخص يعرف حقوقه وواجباته تجاه الآخرين، وأن يحب نفسه قبل حبه للآخرين، أقول للأم دائما حبي نفسك قبل ابنائك، اذا أحببت نفسك 50% تعطي 50% لابنائك، اذا حصل العكس، اي احببت ابناءك اكثر من نفسك فستكونين انانية في الحب فعندما يكبرون ستغضب الأم من اي شيء يقوم به الابن لا يتوافق مع أفكارها وأحاسيسها ومشاعرها، فالأم يجب أن تعيش حياتها والابن له الحق في أن يستمتع بحياته ويجب أن نحب أنفسنا 60% والباقي يوزع على الآخرين.

أما الزوجان فمن المفترض الا تكون الزوجة متلاصقة تلاصقا كاملا مع الزوج، فالزواج هو التقاء تكاملي بين الرجل والمرأة، هي لها حياتها وأصدقاؤها، وهو ايضا، وعند اللقاء يعيشان اللحظة، كما يجب أن يكون لهما نقطة التقاء في التربية، خطة مكتوبة لتربية الأبناء، يلتقيان في حالة الاتفاق ويحترمان بعضهما في حالة الاختلاف.

الى اي مدى ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي برأيك في التفكك الأسري؟

٭ في الواقع وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الإنسان ينفصل عن نفسه، ففي الوقت الذي يحتاج فيه الإنسان الى أن يبقى مع نفسه، ينشغل بتويتر وفيسبوك وانستغرام، لا أنكر أن هذه الوسائل مهمة ولكن نحن نحتاج الى فترات نبتعد عنها ابتعادا كاملا.

نلاحظ حاليا كثرة الأشخاص الذين يتناولون موضوع مهارات تطوير الذات وينظمون دورات تدريبية، ما رأيك بمدعي تلك المهنة؟

٭ عندما نحضر دورات تدريبية لا بد ان نستفيد منها حتى وان كان المدرب ليس عنده شيء يقدمه، لاننا نذهب ونتعرف على أناس آخرين ونعيش هالة الايجابية واكون استثمرت وقتي مع الآخرين وكذلك المدرب بدلا من أن يذهب الى المجمعات والمقاهي استثمر وقته بشيء ايجابي وبالنهاية البقاء للأفضل، وانا متأكدة ان المدعي لن يستطيع الاستمرار واذا فعلا كان يفهم في المجال ولكن لم تتح له الفرصة بتعلمها فسيستمر، وفي الواقع هناك اناس لديهم قدرة عالية على حل المشكلات بالرغم من انهم ليسوا متخصصين ولكن يفهمون كثيرا في هذا المجال.

Leave a Reply