ثقافة "الأي ونز" !!

يحلو لي التأمل في كلمات بعض الناس من حولي ، هكذا فجأة وبلا مقدمات أستوعب ما سمعت منهم ومايترك أثراً لا يمحوه الزمان . كلمة اليوم تمثل امكانية ممارسة المداراة والتعامل بالنية الطيبة لتحقيق الانجاز وفق وجهة نظر علم النفس الإيجابي. تركز النظرية على مكامن القوة في نفس الإنسان كالسعادة والطمأنينة والأمل والتقدير الاجتماعي والقناعة، وتهدف إلى تقوية مكامن القوة لدى الفرد بتعزيز الدور الوقائي لكي يعيش بحالة جيدة من التوافق النفسي والمصالحة مع الذات قبل المصالحة مع الآخرين . إنها القدرة على تمني الأفضل لكل من حولنا بدءاً بأنفسنا .

"أيونز" هي مفردة تخرج عن إمرأة تصيب بحضورها أوصالي بالسرور وتنقطع خيوط قلبي بين يديها من كثرة التبسم، فكلما تحاورت معها ترد بتلقائية مفرطة: " أيونز"! مفردة أي ونز" هذه هي جمع لكلمة ( أيوا / أو أيوة) بالعربية ولكنها تضيف لها حرف (s) الإنجليزي بقصد الجمع، لتولد كلمة هجينة أغلبها عربي الحروف وآخرها يعطي دلالة الجمع باللغة الإنجليزية. تنطقها بكل ثقة لتؤكد لي مراراً وتكراراً أن نشر السعادة لا يقتضي بذل جهد ٍمضن ٍ، وأن زرع البهجة في دروب الآخرين فنٌ لا يتقنه إلا النادر من الشخصيات، وأن الاحساس ينتشر كالعدوى الحميدة يتبادله من يقدّر الحاجة لمثل هذا الاحساس. والنتيجة مشاعر رائعة وراقية يعجز عن وصفها التعبير.

عليه فقد أفضى تأملي واستغراقي في هذه الكلمة إلى تحليلات مبدئية لشخصية هذه المرأة المختلفة النكهة، وإلى من يحذوحذوها في السلوك الإنساني. من يطبق "ثقافة الأيوة " بمدلولاتها الإيجابية. ويزرع السعادة في (بلكونات القلوب) ، هم أناس يملكون مفاتيح التفاؤل والنظرة الطبيعية للحياة بالرغم من بقايا الحزن والأسى المتراكمة ، بينما يقابلهم في الضدّ أولئكَ الذين يمتلكون روحاً ساخطة وتسيطر عليهم الأنا ولايرون إلا الشرّ والقبح في العالم من حولهم. فئةٌ تظن أن إفساد حياة الآخرين عبر إضعافهم من أجل التفوق عليهم ، قد يغير من واقعهم التعيس. يصفهم "أبو ماضي" بقوله "والذِي نفَْسُهُ بغيرِ جمَالٍ... لا يَرى في الوُجُودِ شًيْئاً جمَيلاً.

هؤلاء هم السلبيون بكل عقد النقص والأنا الضخمة ، من يبرز فيهم عدم الرغبة في تحمل المسؤولية، والترفع والاعتداد بالنفس واعتزال الناس إلا إذا جاءت الأمور طبقاً لرغباتهم. وأحياناً هو الحقد على كل ما هو مُفرح وناجح لدى الآخرين، فيمارسون العزلة والابتعاد حتى لا يُكتشف ذلك في قسمات الوجه ولغة الجسد. أو تظهر الايماءات متناقضة تعبرّ عن مكنون النفس فلا تقنع أحداً أبداً.

أحمل لكم سيداتي سادتي الدعوة لتبني ثقافة "الأيونز" والابتعاد عمّن يؤثرون فينا سلباًً، هي مسألة موقف تجاه ما يحدث لنا وكيف نتصرف نحوه ومدى القابلية الفردية للتأثير والتأثر بإيجابية. وهو اعتراف صريحٌ مني بأن شخصية "الأيونز" تذكرني بأن في خاطري ضحكة منسية لم تولد بعد، وآهات عبثية تقبع شوقاً في الطريق، وآمال تثق بأن القادم أحلى مادمنا نحسن الظنّ باللطيف الخبير " أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ماشاء"، ومادام قد حسُن الرجاء فلن يخيب الأمل . لها أقول: أن صنّاع المرح هم صانعو المطر.. يقبع في سمائهم خيرُ السحاب .. أينما أمطروا سيؤتى الأُكلُ ولو بعد حين ... وأنهُ بحجم السعادة التي تُصنع، يتولد الرضا وتتثبت القناعة بأن الحياة ممرّ نعبره ُإلى ذلك المقّر.. وسيبقى السؤال برفقة من سنعبر ؟؟ ومن منا سيؤثر ويتأثر ؟

تحية احترام لكل الإيجابيين من حولنا، أنتم قناديل الحياة.

Leave a Reply