"تمكنا من إنقاذ مرضى السرطان من الموت بالابتسامة والكلمة الطيبة"

لأول مرة في الوطن العربي وإفريقيا نجحت الدكتورة دليلة زناد في إقناع الجامعة الجزائرية في اعتماد تخصص جديد له علاقة مباشرة مع المرضى في المستشفيات،وذالك من خلال اعتماد أول شهادة جامعية في علم النفس الصحي سنة 2012 بما سيساهم في نشر مختصين في الرعاية النفسية للمرضى في المستشفيات الجزائرية خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مستعصية وقاتلة بالإضافة إلى المقبلين على عمليات جراحية والمصابين حديثا بأمراض مزمنة.

أكدت الدكتورة دليلة زناد في حوار للشروق اليومي أنها نجحت أخيرا في تحقيق حلمها بتدريس تخصص علم النفس الصحي في الجامعة الجزائرية بهدف تكوين مختصين نفسانيين يعملون يدا بيد مع الأطباء والجراحين لتحسين الحالة النفسية للمرضى داخل المستشفيات مما سيساهم في تيسيير وتسريع عملية الشفاء، وهذا ما أثبتته حسب المتحدثة البحوث الميدانية في أمريكا التي اعتمدت هذا التخصص سنة 1980، وفرنسا التي اعتمدته سنة 1996 وهذا ما أحدث ثورة في المستشفيات الأمريكية والأوروبية التي اقتنعت أن المتابعة النفسية السليمة للمرضى تساهم في طريقة فعالة في علاج الكثير من الأمراض، وأضافت المتحدثة أن علم النفس الصحي يختلف تماما مع علم النفس العيادي لأن الأول موجه للمصابين بأمراض عضوية والثاني موجه للذين يعانون من أمراض نفسية خاصة وأن غالبية الأطباء في الجزائر يتعاملون مع المرضى بطريقة تعتمد على الأوامر والنواهي والتخويف مما يدفع الكثير من المرضى إلى الامتناع عن تعاطي الدواء ورفض إجراء عمليات جراحية، كما أقدم آخرون على محاولات انتحار بعدما اكتشفوا إصابتهم بأمراض مزمنة وقاتلة دون تهيئة نفسية،.

ولتفادي هذه المضاعفات قالت الدكتورة زناد أن أول دفعة من الطلبة الدارسين لهذا التخصص الجديد في جامعة بوزريعة سيتخرجون العام المقبل ويتوجهون إلى المستشفيات قصد تلقين المرضى العادات الصحية السليمة ومساعدتهم في التعايش مع الحالة المرضية ومحاولة تجاوزها مهما كانت صعبة، وعن تجربتها في هذا المجال قالت إنها تخرجت من الجامعة في تخصص علم النفس العيادي وعملت في عيادة لتصفية الكلى للمصابين بالقصور الكلوي أين كان يقضي المرضى ثماني ساعات أسبوعيا أمام جهاز تصفية الدم، ومع الوقت بدأت تهتم بالرعاية النفسية لهؤلاء المرضى قبل وبعد تصفية الدم واكتشفت ان الكثير من المرضى تحسنت حالتهم بالتوجيهات الصحية السليمة والمعاملة الحسنة لدرجة أن بعض المرضى عاشوا لأزيد من 25 سنة وهم يعتمدون على عمليات تصفية الدم، كما أن بعض مرضى السرطان تخلصوا من المرض وعاشوا لسنوات طويلة بسبب المتابعة النفسية السليمة لهم والتي عززت في نفوسهم القدرة على مقاومة المرض، وأضافت المتحدثة أن الكثير من الدراسات أثبتت أن المعاملة النفسية الجيدة للمرضى تساعد على تنشيط جهاز المناعة لديهم، وقالت أن الطلبة الحاملين لشهادة مختص في علم النفس الطبي سيشتغلون أيضا في عمليات التوعية والتحسيس بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية بهدف توعية المواطنين بالمبادئ الصحية السليمة.

وقالت الدكتورة دليلة زناد إن الطبيب النفساني ستكون مهمته في المستشفيات استقبال المريض وتوجيهه، وإرشاده بطريقة التعايش مع مرضه وإصابته، وإذا ما كان المريض على وشك إجراء عملية جراحية ،سيتعاون الطبيب رفقة النفساني بتعزيز الأمل بالشفاء والإرادة لدى المريض، خاصة وأن طلبة هذا التخصص الجديد في الجزائر سيدرسون على مدى سنتين الكثير من التقنيات النفسية للإعتناد بالمصابين بالأمراض العضوية والمزمنة وهذا ما كان محل نقص في المستشفيات الجزائرية التي طالما اتهمت بافتقارها للأسنة في التعامل مع المرضى .

Leave a Reply