تلميذ يزرع مسامير في كرسي الأستاذ وأخرى تنشر صور المعلمة في شبكة ”الفايسبوك”

كشفت العديد من الدراسات الميدانية التي تجريها مخابر البحث في علم النفس والعلوم الاجتماعية بجامعة فرحات عباس بسطيف، عن تطور خطير لظاهرة العنف الممارس ضد الأطفال، زيادة على دخول التلاميذ عالم العنف الممارس ضد المعلمين والأساتذة في الوسط المدرسي، حيث تم تسجيل العشرات من الحالات.
وقفت ''الخبر'' على أربع حالات لاعتداء التلاميذ على الأساتذة في الوسط التربوي، منذ بداية شهر مارس فقط، حيث هاجمت إحدى تلميذات إكمالية بحي 500 مسكن، أستاذة الفرنسية بمجرد أن اكتشفت تورطها في التقاط صور لها ووضعها في شبكة التواصل الاجتماعي ''الفايسبوك''.
وأقدمت التلميذة على ضربها ونزع خمارها أمام مرأى من التلاميذ، ما خلق حالة من الفوضى داخل القسم.
كما قام تلميذ آخر بثانوية عموشة بضرب أستاذه بعد خلاف بسيط وسبب له جروحا، زيادة على قيام أحد التلاميذ بثانوية وسط المدينة بضرب مراقب داخل المؤسسة التربوية دون مراعاة أي من القوانين، غير أن محاولة زرع مسامير في كرسي أحد الأساتذة قصد إيذائه، تبقى من أهم محاولات العنف داخل القسم.
ورغم محاولة ''الخبر'' استطلاع الأمر من الجهات الوصية بإكمالية 500 مسكن، إلا أن التكتم الشديد كان السمة السائدة، حيث لم نتمكن من مقابلة لا المدير ولا المعلمة ولا حتى التلميذة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور أولياء التلاميذ في متابعة أبنائهم، وهي النتائج التي وقفت عليها إحدى الدراسات الميدانية الحديثة التي أشرفت عليها الدكتورة بن غذفة شريفة من جامعة سطيف، حيث أكدت الباحثة أن هؤلاء لم يستجيبوا للدراسة بشكل تلقائي، ولم يوافقوا على ذلك إلا بعد تسديد مبالغ مالية لهم. وخلصت إلى أن التلاميذ يقومون بذلك كرد فعل على تهميشهم من طرف العائلة، وهو ما يجعل التلاميذ المراهقين لا يحتملون أن تتشوه صورتهم، ولا أن تداس كرامتهم من أي كان حتى ولو من أوليائهم، فيتحينون الفرص المناسبة للانتقام والرد على أساتذتهم لإثبات وجودهم ورد الاعتبار لذواتهم، إما بالسب والشتم أو بالاعتداء أو بالانتقام من كل ما يرمز للأستاذ والمدرسة.
من جهة أخرى، ذهب الدكتور خالد عبد السلام، أستاذ علم النفس بجامعة سطيف، في حديثه لـ''الخبر''، إلى أن الإحصاءات تؤكد تطور الظاهرة بشكل غير مقبول في السنوات العشرة الأخيرة، حيث تبين محاضر مجالس التأديب وتقارير لجان أولياء التلاميذ وحتى مدراء المؤسسات التربوية، تسجيل معدلات تفوق 100 حالة سنويا مصرح بها، ترتكز معظمها في الوسط الحضري مثل سطيف والعلمة بنسبة 34,70% ، كما تكون النسب الأكبر في الطور الإكمالي بالنظر إلى كونه بداية لدخول مرحلة المراهقة بنسبة 24, 57% في المائة.
ويضيف الدكتور عبد السلام أنه مارس مهنة مستشار في التربية لمدة 11 سنة كاملة، وقف خلالها على الكثير من حالات العنف سواء من الأستاذ نحو التلميذ أو العكس. 

  • email أرسل إلى صديق

  • print نسخة للطباعة

  • Plain text نسخة نصية كاملة

Bookmark and Share<!-- -->

Leave a Reply