باحث يحذر من "الاستخدام المرضي" لمواقع التواصل الاجتماعي

    نيابة عن وزير التعليم العالي رعى مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. سليمان أبا الخيل حفل افتتاح الندوة الثانية لقسم علم النفس (علم النفس وتحصين الشباب في عصر العولمة).

وأوضح مدير الجامعة أن العولمة في حقيقتها لها إيجابيات وسلبيات فإن استثمرت وكانت بالخير فهي خير وأن استغلت في المساوئ والسلبيات والأخطاء كانت شرا.

ونوه أبا الخيل إلى أنه لا يمكن أن يصلح حال الشباب إلا من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية وخصوصاً التي ترتبط بمبادئ هذا الدين وتقوم عليه وفي مقدمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي تمتلك كليات ومعاهد في الداخل والخارج كلها تعنى بالشباب والشابات بصفة خاصة وفئات المجتمع بصفة عامة.

وبين أن الندوة ليس المقصود منها ما سيطرح ويناقش من أبحاث وأوراق عمل ولكن المقصود منها ما سيتوصل إليه من التوصيات والنتائج مطبقة على أرض الواقع.

وانطلقت جلسات الندوة التي تنوعت البحوث المقدمة فيها، حيث برز بحث للدكتور عبدالودود خربوش بحث عن (تأثير استعمال شبكات التواصل الاجتماعي-الفيسبوك على طلاب الجامعة- دراسة مقارنة بين المغرب وعدد من الدول العربية) قدمه نيابة عنه الدكتور عماد الدين محمد السكري, وتناول في بحثه شبكات التواصل الاجتماعي والتي أظهرت مضمون وشكل الإعلام الحديث، وخلقت نوعا من التواصل الافتراضي الذي بات سمة العلاقات الاجتماعية اليوم، لا سيما بين فئات الشباب من طلبة الجامعات وغيرهم.

وحذر الباحث من أن للانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي مساؤى كثيرة، أبرزها حالة الإدمان عليها أو ما نستطيع أن نسميه :"الاستخدام المرضي" المتمثل في الإبحار على الشبكة فترات طويلة دون جدوى، أو تلك الحالة من الشعور بالحاجة إلى الإبحار بدون توقف، الشيء الذي له انعكاسات سلبية على حياة الطلاب الشخصية والأسرية وعلى تحصيلهم واكتسابهم المعرفي.

كما كشف بحث آخر قدمه أستاذ علم النفس في جامعة القاهرة الدكتور معتز سيد عبدالله متحدثاً عن (معدلات السعادة والرضا عن الحياة لدى مواطني بعض البلاد العربية).

وأشار إلى أنه سعى في دراسته إلى الوقوف على معدلات السعادة في مجموعة من البلاد العربية التي أجريت بها بعض المسوح، في محاولة للإجابة عن تساؤل أساسي مفاده: ما معدل السعادة والرضا عن الحياة في تلك الدول؟ وإلى أي مدى ترتبط معدلات السعادة بالدخل؟، واستعرض عددا من النقاط وخلص إلى أن دول الخليج هي الأكثر سعادة في المنطقة العربية، وإن اختلف ترتيب تلك الدول من دراسة إلى أخرى، فجاءت السعودية أكثر الدول العربية سعادة في أحد المسوح، وتصدرت الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول العربية الأكثر سعادة في المسح الثاني، وجاءت عمان على رأس الدول العربية الأكثر سعادة في المسح الثالث، وجاءت المغرب، ثم الأردن، ثم مصر في مستوى متوسط وجاء العراق ولبنان في ذيل قائمة الدول العربية.

وبيَّن أنه عندما جاءت السعودية ممثلة لدول الخليج في مسح القيم العالمي، مع بعض الدول العربية الأخرى غير الخليجية، كانت السعودية في مقدمة هذه الدول، وعلل ذلك بأن هذه النتائج تتفق مع نتائج الدراسات الغربية فيما يتعلق بالارتباط بين الدخل والسعادة أو المستوى الاقتصادي للأفراد ومدى شعورهم بالسعادة الحقيقية، وأن الدخل ليس محددا وحيدا للسعادة على الإطلاق، ولكن هناك متغيرات أخرى عديدة لا بد من وضعها في الاعتبار، يجب الوقوف على آثارها، كما أوضح أن النتائج الخاصة بعلاقة السعادة والرضا عن الحياة لم تكن متسقة.

من جانبه أكدت وكيلة قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة سوسن بنت عبد الكريم المؤمن أن ظاهرة الانفتاح العالمي جعلت من العالم قرية صغيرة بل أصغر من ذلك بكثير من خلال الفضائيات والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ما وضع على عاتق بعض الأقسام العلمية ومنها قسم علم النفس مسؤولية كبيرة من خلال دراسة تلك الظواهر ودراسة مخرجاتها، بالإضافة إلى حصر الإيجابيات والتأكيد عليها، وحصر السلبيات مع وضع خطط وحلول لمعالجتها أو للبعد عنها، ومن ثم تقديم تلك التوصيات للمهتمين من ذوي الاختصاص والآباء والتربويين.

Leave a Reply