انطلاق فعاليات ندوة دبي الدولية الثانية لعلم النفس الرياضي

دبي - دنيا الوطن

انطلقت صباح اليوم الأربعاء (19-9-2012) فعاليات برنامج "ندوة دبي الدولية الثانية لعلم النفس الرياضي" التي ينظمها مجلس دبي الرياضي للعام الثاني على التوالي لمدة يومين بفندق البستان روتانا تحت شعار "التدريب الذهني: الاستراتيجيات والأساليب"، بمشاركة واسعة لنخبة من أفضل الخبراء والمختصين من
داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة.

وافتتح د.أحمد الشريف امين عام مجلس دبي الرياضي الندوة بكلمة، قال فيها " ببالغ الفخر والسرور نستضيف هذه النخبة المميزة من الخبراء الدوليين المختصين بعلم النفس الرياضي الذين قدموا خدمات كبيرة لتطوير أداء عدد من أبرز الرياضيين
الدوليين، كما أثروا هذا العلم بالعديد من البحوث والدراسات الرائدة التي باتت منهجا مرموقا لتحقيق النجاح".

الجلسة الأولى

وأضاف "لقد حققت ندوة دبي الدولية الأولى لعلم النفس الرياضي التي أقيمت العام الماضي نجاحا كبيرا على مستوى نوعية المحاضرات ومستوى المتحدثين، وأيضا على مستوى الحضور والتفاعل من منتسبي القطاع الرياضي الذي غصت بهم قاعة الندوة، واليوم يواصل مجلس دبي الرياضي بذل الجهود في هذا المجال الحيوي ودعوة كبار المختصين العالميين لتقديم محاضراتهم وتنظيم ورش عمل للعاملين في قطاعنا الرياضي بمختلف تخصصاتهم، لكون المعرفة بالتأثير الكبير لعلم النفس الرياضي على أداؤ الرياضيين بات يعد مطلبا أساسيا للإداريين والمدربين وجميع العاملين في الرياضة، حيث نجتمع اليوم لحضور "ندوة دبي الدولية الثانية لعلم النفس الرياضي"
التي ترتكز على 5 محاور رئيسية، وهي: علم النفس الرياضي التطبيقي والتميز الرياضي، الاستراتيجيات وبرامج الإعداد الذهني للرياضيين، علم التدريب والخبرة في المجال الرياضي، التطوير الوظيفي لدى الرياضيين وتحويل المسار، واقع الإعداد الذهني في القطاع الرياضي بدولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي وآفاق تطويره، وذلك للتعرف على أحدث الطرق والنظريات والبرامج في مجال علم النفس الرياضي، وهو العلم الذي بات عنصرا أساسيا لدى الدول المتقدمة، في مجال إعداد الأبطال الرياضيين وتحقيق الفوز في المحافل الدولية".

وختم قائلا "على مدار يومين ستشهد الدورة إقامة محاضرات علمية متخصصة وورش عمل يتحدث فيها نخبة من أصحاب الخبرات العلمية والعملية الطويلة في هذا المجال من أجل استعراض تجاربهم الرائدة للاستفادة منها وتطبيقها في أطر تحقق الغاية المطلوبة منها لتطوير القطاع الرياضي المحلي، كما سيتم عقد حلقة نقاشية مفتوحة لبحث واقع علم النفس الرياضي في الرياضة العربية وسبل تطبيق الأدوات المناسبة للارتقاء بها على مستوى الأداء والنتائج".

وتشهد الندوة مشاركة واسعة من العاملين في القطاع الرياضي المحلي بالإضافة لنخبة من المتخصصين من الدول الخليجية والعربية، وأعرب د.توفيق البكري من جامعة أم القرى السعودية عن إعجابه بالخطوات الرائدة التي تقوم بها دولة الإمارات
العربية المتحدة في مجال ترسيخ مفهوم علم النفس الرياضي، وقال "نأمل أن تساهم هذه الندوة في التأكيد على ان الإعداد النفسي مطلوب كبقية عوامل الإعداد الأخرى، ولا يتم اللجوء إليه في حالات الطوارىء فقط، ونتمنى أن يساهم الإعلام بتعميم هذه الفكرة خصوصا إنه يعتبر شريك استراتيجي طويل الأمد لتعزيز وتقوية جانب علم النفس في إعداد الأبطال الرياضيين في المنطقة".

واستهل البروفيسور سيدونيو سيربا الجلسة الأولى التي ادارتها د.ناديا بوهناد بمحاضرة بعنوان "القدرات الفيسولوجية: المهارات والامتياز الرياضي"، أكد فيها أهمية العمل على ضرورة تنمية القدرات الفيسولوجية للرياضيين خلال التدريبات باتباع استراتيجيات معتمدة في الأبحاث، وأشار إلى أن المهارات الرياضية تتمتع بخصائص ثابتة ومتدرجة تؤدي إلى الإمتياز، وبالتالي فإن تنمية المواهب بات مطلوبا أكثر من مجرد اكتشافها.

وضرب سيربا مثالا باللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يمتلك موهبة طبيعية تم تنميتها بطريقة مثالية، حيث أثبت الدراسات العلمية لموهبة وأداء رونالدو تفوقه على بقية اللاعبين من نفس سنه ويمتلكون نفس بنيته الجسدية، وذلك بعدما
كشفت البرامج العلمية أن رونالدو يقوم بمعدل 30 حركة كل 5 ثواني إلى جانب تسليط نظره على الكرة وحركة المدافع بنفس الوقت مما يجعله دائما متقدما بخطوة واحدة على المدافع.

وفي اختبار آخر نجح رونالدو بالتسجيل في المرمى رغم إطفاء الأضواء بعد تمرير الكرة بأسلوب عال، وذلك يعود إلى امتلاك اللاعب موهبة حفظ حركة الكرة والقدرة على التنبؤ باتجاهها مستخدما مختلف أعضاء جسده من قدم ورأس وحتى كتفه في حالة أراد حماية وجهه.

وأشار سيربا أن الأسلوب الامثل للتعامل مع رونالدو وتحفيزه للإبداع مع فريقه يكمن في معاملته بالمقام الأول كأنسان وليس مجرد شخصية مشهورة، كم أكد أن نجاح المدرب مورينيو معه يعود إلى انتهاجه أسلوب مثالي وعلاقة مبنية على الاحترام
المتبادل وتشجعيه ومنحه الحرية للإبداع على أرض الملعب، توجيهه لتسخير قدراته على أرض الملعب، إشعاره بالإيمان به ومنحه مسؤوليات وإشعاره بأهميته لدى الآخرين، إلى جانب العمل على تطوير موهبته بشكل مستمر.

من جانبه قدم البروفيسور دييتر هاكفورت رئيس معهد العلوم الرياضية في جامعة إيه إف ميونخ الألمانية محاضرة بعنوان "الاختبار العقلي والتدريب في كرة القدم" استعرض فيها الأسس العلمية الحديثة المستخدمة في مجال تسخير الاخبارات العقلية
في خدمة تطوير الأداء الرياضي في التدريبات.

وضرب خاكفورت مثالا بالمنتخب الألماني لكرة القدم الذي استخدم هذه الطريقة من خلال تعيين مستشار نفسي لاول مرة قبل نهائيات كأس العالم 2006، مما ساهم بتحقيق تطور ملحوظ في الأداء خلال السنوات الماضية واعتماد هذه الاستراتيجية في إعداد
فرق أخرى.

كما شهدت الجلسة الاولى محاضرة بعنوان "القدرات الفسيولوجية ذات الصلة بالامتياز الرياضي" للبروفيسور نيوتون سانتوس ركز فيها على أهمية تعلم القدرات الفسيولوجية وتطويرها منذ جلسات التمرين الأولى للمبتدئين، وأكد أن المهارات العقلية المختلفة مهمة لمنح الرياضي فرص التعلم والنمو وتطبيق ذلك في التدريبات
وتجهيزها للتنافس على كافة الأصعدة.

وكشف سانتوس أن الذكاء 12 إلى 14 نوع مختلف وهناك أنواع معينة من الذكاء التي تناسب الألعاب الرياضية، منوها إلى أن الأساليب القديمة لقياس القدرات العقلية للاعبين قد اندثرت فيما يعتمد عالميا حاليا على نظام OMSAT-3 وهو أداة تقييم
للمهارات العقلية تساعد أطباء علم النفس الرياضي والمدربين على تنمية مهارت الرياضيين وتجهيزهم للتدريب والتنافس، حيث تقوم بتقييم 12 بعدا رئيسا للمهارات، وهي الأساسية: وضع الاهداف، الثقة بالذات والالتزام، النفسية: رد الفعل إزاء الإجهاد، التحكم بالخوف، الاسترخاء والتنشيط، المعرفية: التركيز وإعداة التركيز
والتصور وتدريب العقل والتخطيط للتنافس.

الجلسة الثانية

وانطلقت الجلسة الثانية التي ادرها د.خليفة الشعالي بمحاضرة للدكتور سترايسي ستاتلر نائب رئيس الجمعية الدولية لعلم النفس الرياضي حول "الجو النفسي في الألعاب الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة" ، استعرضت فيها أبحاثا حول المهارات
العقلية وعلم انلفس الرياضي الخاصة بالرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي أشارت إلى إنهم يمتلكون نقاطا مشتركة مع زملائهم صحيحي الجسم.

وقدمت ستاتلر بعض العناصر الخاصة بهذا المجال والتجارب الرائدة والناجحة التي ساهمت بتقديم الإعداد النفسي والذهني اللازم للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

من جانبه قدم د.غانجيان سي الأمين العام لجمعية علم النفس الرياضي محاضرة بعنوان "التعريف الجديد لمصطلح أفضل أداء وكيفية تحويل نمط التدريب العقلي"، حيث أشار إلى أن التعريف السائد لمصطلح "أفضل أداء" هو الوصول إلى الهدف المطلوب في كل تدريب ومنافسة يشارك فيها الرياضيون، وأوضح أن التعريف من وجهة نظر علم النفس الرياضي، هو: التكيف الناجح مع الأوضاع المعاكسة بشكل منطقي، وأشار إلى إنه عندا يصل الرياضييون إلى الحالة النفسية المثلى فإنهم سيقدمون أفضل أداء.

وكشف سي عن أربع مراحل للتدريب على التكيف مع الأوضاع المعاكسة، وهي: تحديد الأوضاع المعاكسة النموذجية التي يواجهها الرياضيون وتأكيدها، السعي لاتباع أساليب تكيف مناسبة، إدارة دورات تدريبية للأفراد وتقييم نتائج التدريب.

فيما قدم البروفيسور توماس شاك محاضرة بعنوان "التمثيل العقلي والتدريب العقلي في الجولف" استعرض خلالها آليات تحسين الأداء في رياضة الجولف بواسطة تقنيات التدريب العقلي الحديث، ومن أبرزها التقنية الخاصة به لدراسة اختلافات الضربات الخاصة باللعبة وقياس البناء العقلي لتمثيلات الحركة بالاعتماد على الذاكرة طويلة الأمد.

واختتم د.تسونغ مين هونغ أمين صندوق الجمعية الدولية لعلم النفس الرياضي الجلسة بمحاضرة بعنوان "الارتجاع العصبي وتحسين الأداء في ألعاب الدقة"، وِار إلى إنه وفقا لفرضية الكفاءة النفسية الحركية قد يتميز التظير القشري للحالات العقلية المثلي بانخفاض في نشاط المناطق القشرية غير الأساسية أثناء الأداء الحركي بما ينعكس على القوة في الناحية الصدغية للدماغ ويظهر ذلك في ألعاب مثل الرماية والجولف التي تتطلب تدريبا على الارتجاع العصبي بهدف فهم التحكم بالعقل والتدخل في ذلك خلال الأداء في ألعاب الدقة لا سيما في الظروف القاسية.

فعاليات حافلة في اليوم الثاني

وتنطلق فعاليات اليوم الثاني (الخميس 20 سبتمبر) في تمام الساعة التاسعة صباحا بجلسة تضم 3 محاضرات رئيسية تنطلق بمحاضرة بعنوان "زيادة دافعية لاعبي كرة القدم" بقدمها البروفيسور أثانسيوس بابانويو، تليها في الساعة 9:30 صباحا
محاضرة بعنوان "استراتيجيات بناء برنامج التدريب الذهني" يقدمها د.عبد الرحيم بريع من جامعة الحسن الثاني في المغرب، فيما تنطلق في الساعة العاشرة صباحا محاضرة بعنوان "العوامل النفسية لتحقيق الإمتياز الرياضي" بعنوان البروفيسور بولا إيكولايو من جامعة لاغوس النيجيرية.

وتنطلق الجلسة الثانية في الساعة 11 صباحا بإقامة 3 محاضرات، تبدأ بمحاضرة بعنوان "الإنفعال والحركة تحت الضغط" يقدمها د.هيروشي سيكيا من جامعة هيروشيما
اليابانية، وفي الساعة 11:30 صباحا تقام محاضرة بعنوان "التأقلم من عدمه: المهارات النفسية للرياضيين المنتقلين"، وتنطلق في الساعة 12 ظهرا محاضرة بعنوان "التربية الرياضية وتطوير المهارات النفسية" يقدمها د.يوسف حرشاوي من
جامعة مستغانم الجزائرية.

وتشهد الجلسة الثالثة إقامة ورشة عمل في الساعة الثالثة مساء بعنوان "علم النفس الرياضي والإصابات الرياضية"، تليها في الساعة الرابعة الونصف حلقة نقاشية مفتوحة بعنوان "علم النفس الرياضي والإصابات الرياضية".

إقرا أيضا

  • بوهندي يطمئن على تجهيزات معسكر منتخب 93 في ماليزيا
  • نافي بيلاي: دولة الإمارات العربية المتحدة يجب أن تكون ضمن قائمة الدول التي تهدد نشطاءها المتعاونين مع آليات الأمم المتحدة
  • جائزة اتصالات لكتاب الطفل تغلق باب المشاركة للدورة الرابعة
  • "مهرجان المأكولات المتخصصة" ينطلق بدبي نوفمبر المقبل

Leave a Reply