النفس الرياضية (1)

من المؤسف أن الجانب النفسي في ملاعبنا شبه مغيّب إن لم يكن مغيبا بالكامل، بل إن بعض الأندية قد توكل هذه المسؤولية إلى مدير الفريق أو المشرف العام، وأحياناً للمدرب أو مساعده، على العلم من أن كثيرا من الفرق والمنتخبات ذات الصيت والسمعة على المستوى العالمي لديها أخصائي علم النفس الرياضي، وهو رجل مؤهل ومتخصص، ويؤدي دوره بناء على أسس ونظريات، لعلي في أكثر من مقال أستطيع إقناع الرياضيين من لاعبين ومسؤولين في الأندية والاتحاد السعودي بأهمية الأخصائي النفسي الرياضي، الذي يعتبر من وجهة نظري هو (المدرب العقلي) وهو من يساعد جميع اللاعبين على التركيز داخل الملعب، ونجد أن كثيرا من الفرق تخسر نتيجة لعدم التركيز، فكما أن هناك مدربا فنيا يقوم بأدوار مهمة للفريق، أيضاً الأخصائي النفسي مدرب عقلي يقوم بأدوار مهمة في استقرار أي فريق طامح للبطولات والمنافسة,

بعد أن أقدم في مقالي الأول نبذة عن علم النفس الرياضي وأهميته وأهدافه، سوف أتطرق للضغوط النفسية عند اللاعبين والإعداد النفسي، وقوة التحمل والإجهاد النفسي، كما سأستعرض كثير من الحالات المتعلقة بنجوم كرة القدم في دورينا، والصور النفسية لبعض المواقف التي حدثت خلال العام المنصرم من دوري زين السعودي.

يعتبر علم النفس الرياضي من فروع علم النفس التي تدرس العوامل النفسية في الأداء الرياضي من أجل تحسين الأداء الرياضي خلال المنافسات الرياضية.

و يهدف علم النفس الرياضي إلى تحقيق جملة من الأهداف، هي:

1- فهم السلوك الرياضي وتفسيره، ومعرفة أسباب حدوث السلوك الرياضي، والعوامل التي تؤثر فيه.

2- التنبؤ بما سيكون عليه السلوك الرياضي، وذلك استنادً إلى معرفة العلاقات الموجودة بين الظواهر الرياضية ذات العلاقة بهذا المجال.

3- ضبط السلوك الرياضي والتحكم فيه بتعديله وتوجيهه وتحسينه إلى ما هو مرغوب فيه، وغالبًا ما تكون الآراء حول كيفية ضبط وتوجيه الحياة، مثل: معرفة أفضل الطرق لتنشئة الأطفال رياضيًا - اكتساب الأصدقاء - التأثير على الآخرين - ضبط الغضب. وتنصب الغاية من دراسة السلوك الرياضي في جملة أهداف، منها: الصحة النفسية: يهتم علم النفس الرياضي بالصحة النفسية بجانب الصحة البدنية في وقت واحد، فالرياضي القلق والمتردد لا يمكن أن يحقق أي إنجاز رياضي مهما تدرب أو تلقى من المفاهيم والنظريات التدريبية. وعليه يظهر هنا جليًا دور هذا العلم في تحديد هذه الأمراض النفسية، والتخلص منها قدر الإمكان عبر الاستخدام الأمثل لنظريات الصحة النفسية. ;كذلك من الأهداف تطوير السمات الشخصية: تعد الرياضة بشكل عام فرصة ثمينة لتطوير وتعديل بعض السمات الشخصية عند الرياضي، مثل: · الثقة بالنفس. · التعاون. · احترام القوانين. ومن أهداف علم النفس الرياضي المهمة رفع المستوى الرياضي: يسهم علم النفس الرياضي في زيادة مستوى الدافعية نحو تحقيق إنجاز أفضل وذلك من خلال مراعاة حاجات الرياضيين ورغباتهم والتذكير بالمكاسب المهمة والشهرة التي يمكن أن يحصلوا عليها عند تحقيق الإنجازات العالمية. ومن الأهداف أيضا ثبات المستوى الرياضي: كثيرًا ما يختلف مستوى اللاعب في التدريب عن مستواه في المباراة!. وهنا يظهر دور الإعداد النفسي للرياضي من قبل الأخصائي النفسي التربوي الرياضي في البرنامج التدريبي للتخلص من الرهبة التي تصيب اللاعب أمام الجمهور، وخصوصًا في المباريات المصيرية. كذلك من الأهداف تكوين الميول والرغبات: إن الدراسة التي يقدمها علم النفس الرياضي للميول والرغبات لمختلف الفئات العمرية للجنسين تساهم بشكل جدي في تنمية الاتجاهات وتطويرها نحو ممارسة الأنشطة الرياضية التي تخدم الإنسان والمجتمع على حدٍ سواء.

ومن خلال ما سبق، يتبين أن المهتمين بالسلوك الرياضي ما زالوا يدرسون موضوعات مهمة في علم النفس الرياضي، مثل: الشخصية - الدافعية - الضغوط النفسية - الاحتراق النفسي - الاحتراف - العنف الرياضي - العدوان الرياضي - حركة الجماعة - أفكار ومشاعر الرياضيين.. والعديد من الأبعاد الأخرى الناتجة عن الاشتراك في الرياضة والنشاط البدني, وسوف تنعكس نتائج هذه الدراسات على تطور الأداء داخل الميدان.

باحث وأكاديمي - ansanaq@hotmail.com

Leave a Reply