"المويمن" تحت مشرحة علم النفس التحليلي

"كل مانفعل, نفعله من أجل الجنس" سيجموند فرويد

للانسان قدرات استثنائية على سلوك طرق متشعبة لارضاء غرائزه الجسدية  فهو حينما تقيد التقاليد او الثقافات او الديانات سعيه لارضاء هذه الغزائز يفلت منها كما تفلت سمكة قوية من يد صياد.
ثمة غايات اربعة يشكلن الدوافع الرئيسية لكل افعال البشر تقريبا: المال والبنون والجنس والجاه, وعندما اقول الجنس البشري فاني اعني بهذا كل البشر بغض النظر عن مواقعهم ومهنهم واعمارهم وامكنتهم واثنياتهم...الخ.
لايجد اغلب الناس حرجا في الاعتراف بالسعي لتحقيق كل أو بعض هذه الغايات, الا رجال الدين لان مهنتهم "الاخلاقية" تفرض عليهم التبشير بتعاليم الآلهة, التعاليم التي ان لم يتركز جلها على كبح جماح الغرائز البشرية فانه على الاقل يتركز على تقنين طرق ارضاء الغرائز الدنيوية بشكل تقشفي لايرضي طموح الانسان وطمعه.
 وبما ان انجع طرق الاقناع هي تقمص الشخصية اوتقليد السلوك الذي يدعو رجل الدين الآخرين للاحتذاء به, لذا وجد الداعية الديني نفسه مضطرا لأن يكون انموذجا ويطبق مايدعو اليه على نفسه اولا, والا لبدا منافقا وبالتالي سيفشل في التصدي لمهمة الواعظ الديني.
انتبه "المويمن" الى خطورة افتضاح سرتمثيل الفضيلة والتسامي على الغرائز الدنيوية الذي يتظاهر به رجل الدين الانتهازي  فحاول وبطريقة قد تكون فطرية تكيفية  لكنها لاتخلو من دهاء وحيلة, حاول  التوفيق بين ارضاء غزائزه الدنيوية وبين الفضائل والسلوكيات الاخلاقية اللاهوتية التي يدعو الآخرين لاتباعها, فالبس محاولاته لارضاء غريزته الجنسية ثوبا لاهوتيا مقدسا ليشرعن وصوله للجنس الآخر وينال ليس فقط رضا آباء الاطفال (سنوضح لاحقا من هم) بل تهليلهم لعطفه الأبوي, فيكون بهذا ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد: تفادى التمثيل وخطورة انكشافه, حافظ على صورته كداعية اسلامي خلوق وزاهد, واخيرا  أرضى غريزته الجنسية بالاستمتاع بالنظر للصبايا او لعلها فرصة لاقتناص اجملهن لاحقا.
حفزني الرابطان المبينان في اسفل الصفحة على كتابة مقالي هذا, يخبرنا الأول فيهما عن "احتفال "الشيخ علي المطيري مسؤول شعبة التبليغ الديني النسوي في العتبة الحسينية المقدسة بتكريم  750 فتاة بمناسبة بلوغهنّ سن التكليف الشرعي في محافظة كربلاء المقدسة". ونقتبس التالي من الرابط الثاني "كرمت دائرة الشعائر الحسينية في ديوان الوقف الشيعي في النجف الاشرف اكثر من 250 طالبة بلغت سن التكليف الشرعي في حفل اقامته الدائرة في مسجد الحنانة بحضور شخصيات سياسية ودينية"

الاحتفال بمناسبة وصول الفتيات سن البلوغ هو تقليد لاتيني يطلق عليه تسمية "كونسينيره" اي بلوغ الخمسة عشر عاما, يحتفل اهل الفتيات بهذه المناسبة ويدعون معارفهم اليه كما حفل الزواج , لكنهم لايستودعون رجال الدين ولا سياسيين غرباء  بناتهم  ولايدعون الى الحفلة من لايعرفون. لاتعزل قوانين ولا تقاليد المجتمعات الغربية المرأة عن الرجل ,ينشآن ويدرسان ويعملان سوية, لذا لاتبدو ال"كونسينيره" غريبة كما هو الأمر في مجتمعاتنا الاسلامية, وهي بالتالي ليست احدى الفرص النادرة لاختلاط الجنسين فيفكرالرجل بانتهازها لاقتناص "فريسته" كما هو الحال عندنا.
كيف اذن ل "القوادين" الآباء ان يدعوا الشرف وهم يرسلون بناتهم كي يعلن المويمن عن جاهزيتهن للنكاح؟  أهو طمع في هدية, أم أملا في تزويجهن ب "موامنه" أم انهم يأملون منهن فتح الطرق لتملق من هم في السلطة؟  لماذا اذن تقوم الدنيا ولاتقعد وتنتفخ اوداج البعض غيرة على الشرف عندما يتحدث المربون والمختصون عن ضرورة تدريس الجنس للاطفال كي يتعرفوا على الامراض الجنسية وكيفية الوقاية منها واعدادهم لتحمل مسؤولياتهم الزوجية؟ اليس هذا باقل عيبا (واقل قوادة) من ان نسلم بناتنا لعلي المطيري وامثاله كي يحتفل معهن لبلوغهن سن النكاح؟
قد لاتكتمل لديك الصورة التي اريد رسمها لرجل الدين الانتهازي دون الاطلاع على مامحمل على الروابط التالية, انصحك اخي/أختي  القاريء/ة  بالاطلاع عليهم.
http://goo.gl/dvfe1M
http://imamhussain.org/news/1463vie.html
http://aynaliraqnews.com/index.html?aa=newsid22=12529

[email protected]

Open all references in tabs: [1 - 4]

Leave a Reply