المرأة السعودية والتوظيف

المرأة السعودية والتوظيف

تاريخ النشر: الخميس 01 مارس 2012

لماذا يقوم الرجال في المملكة العربية السعودية بتعليم بناتهم في المدارس إذا لم يكن بإمكان المرأة العمل؟ هذا هو السؤال الذي يسأله خالد الخضير، مؤسس منبر التوظيف المسمى "جلوورك" (Glowork). وقد برز هذا السؤال في الواقع عندما عادت أخته آية، التي تخرجت بشهادة في علم النفس من جامعة كندية إلى السعودية. وعلى رغم توافر سائق ليأخذها إلى الشركات الكبرى لتقديم سيرتها الذاتية، ما زالت الخرّيجة تجد صعوبة في أن تجد عملاً لأن معظم الشركات لم تحدِّث مواقعها الإلكترونية، مما يجعل من الصعب معرفة فرص العمل المتوافرة من حيث المبدأ. وإضافة إلى ذلك فإن بعض الشركات توظّف بناءً على توصيات شخصية وليس نتيجة لتوجهات منهجية.

ولكن أخت الخضير، مثلها مثل كثير من النساء السعوديات، كانت تملك الحوافز ولم تكن على استعداد للاستسلام أمام المعوقات والعقبات التي تواجه النساء عند البحث عن عمل. وقد عملت آية مع "جلوورك" لتساعد النساء اللواتي عانين من نفس الصعوبات في بحثهن عن عمل.

وفي الوقت الذي يتقدّم فيه تعليم البنات في السعودية بخطوات سريعة، فإن الوظائف التي تشغلها نساء لا تزال في حاجة إلى الزيادة. وفي عام 2011، تم تكريس 46% من الميزانية الوطنية (40 مليار دولار) للتعليم والتدريب. وتضاعفت ميزانية السعودية التعليمية أكثر من ثلاث مرات منذ عام 2000. وتوجد في جامعة الأميرة نورا، أول جامعة نسائية في المملكة وأكبر جامعة للنساء في العالم بأكثر من 50 ألف طالبة.

وقد أسس الخضير "جلوورك" لمساعدة النساء السعوديات، مثل أخته، ممن يبحثن عن عمل، وهو أول منبر للتوظيف على الإنترنت يصل أصحاب العمل مع الباحثين عنه، مركّزاً بشكل خاص على مساعدة النساء. ولم تكن هناك في يوم من الأيام مبادرة مماثلة في دول مجلس التعاون الخليجي، على رغم معدلات البطالة المرتفعة بين النساء. وحسب استطلاع أجرته شركة "بوز وشركاه"(Booz Company)، وهي مؤسسة عالمية تعمل في مجال الاستشارات الإدارية، تشكّل النساء أقل من 15% من سوق العمل حاليّاً في السعودية. وتقدر "جلوورك" أن 60% من النساء اللواتي يحملن شهادة الدكتوراه عاطلات عن العمل.

وقد أصبحت حقوق المرأة اليوم قضية وطنية بارزة، كما مثلها خطاب الملك عبدالله في سبتمبر 2011 في مجلس الشورى، رافضاً تهميش النساء في المجتمع السعودي. وقد أعطى الملك المرأة حق التصويت في المجالس البلدية في ذلك الشهر نفسه، مستشهداً بإيمانه بأن حقوق المرأة تشكّل مكوناً أساسيّاً في الإسلام.

وعلى رغم أن النساء يواجهن عقبات عند البحث عن وظيفة، إلا أن هناك أيضاً سعوديات طبيبات وممرضات ومصرفيات. كما وصلت سعودية إلى أحد أعلى المناصب الحكومية، وهو منصب وكيلة وزير التعليم.

وإضافة إلى ذلك أطلق الملك عبدالله قبل شهرين رسميّاً برنامج "حافظ"، الذي يوفر الموارد للباحثين عن عمل، إضافة إلى معونة مالية للرجال والنساء السعوديين العاطلين عن العمل.

ويرى السعوديون برنامج "حافظ" على أنه خطوة شجاعة اتخذتها الحكومة لدعم وضع شعبها. ويصل معدل المستفيدات من البرنامج من النساء 80% من جميع المشاركين.

وعندما يعود الأمر إلى تشغيل النساء فإن التفكير الإبداعي هو العنصر الرئيس. والحال أن العديد من الشركات في السعودية اليوم تريد توظيف النساء، ولكنها لا تفعل ذلك بسبب عدم توافر مساحة مكتبية منفصلة لهن، حسب العادات المرعية. ولكن على سبيل المثال، يمكن استخدام النساء في مجال مراكز الاتصال التابعة للشركات، الأمر الذي قد يسمح لهن حتى بالعمل من منازلهن. وتشكل "جلوورك" مجرد مثال واحد لمبادرة سعودية ذاتية التحوّل من أجل تقدم حقوق المرأة. وهي تمهد السبيل من خلال تمكين النساء، لمستقبل أكثر إشراقاً.

لولوة أسعد

كاتبة سعودية

ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"

Leave a Reply