المتدخلون أجمعوا على ضرورة تكثيف الدراسات والبحوث.. يوم دراسي حول ظاهرة الانتحار بالقطب الجامعي الجديد تامدة بتيزي وزو

نظمت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالقطب الجامعي الجديد تامدة، التابعة لجامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو، أول أمس، يوما دراسيا حول ظاهرة الانتحار بالتعاون مع المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهذا لأجل مناقشة الأسباب الحقيقية التي تدفع المواطنين إلى الانتحار بالجزائر، وبالخصوص في ولاية تيزي وزو·

افتتح جلسة اليوم الدراسي نائب عميد الكلية صالحي إبراهيم، أستاذ علم النفس، الذي أكد أن قيمة هذه المبادرة علمية ونفسية لدراسة الأسباب التي تدفع بالمواطنين لوضع حد لحياتهم بالانتحار. وبعدها قدمت رئيسة المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية بن غبريت رمون نوريا، لمحة تاريخية عن المركز الذي تأسس سنة 1985 بوهران، الذي قام بإنجاز 32 بحثا علميا بمختلف ولايات الوطن، واستعرضت كتاب تحت عنوان بمحاولات الانتحار - انتحار الشباب في وهران - يأس وإثبات الذات''. وأكدت موتسمي ميموني بدرة، أخصائية نفسانية، بأن ظاهرة الانتحار عرفت تناميا في السنوات الأخيرة لاسيما بين الفترة 2001 و2005 حيث تم تسجيل بين 300 و360 حالة انتحار· وقدمت الأخصائية بعض الإحصائيات والأسباب المؤدية إلى الانتحار، لخصتها في مشاكل عائلية تمثل 32 بالمائة، والعنف الأسري بـ 14 بالمائة، والضغط النفسي والمرض 5 بالمائة، والمشاكل الدراسية بـ 6 بالمائة، ومشاكل الزواج بـ 4 بالمائة، إضافة إلى حالات الاعتداء الجنسي التي دفعت ببعض الضحايا إلى الانتحار. وأكدت أن أغلب المنتحرين يحالون إيصال رسالة ولفت انتباه الآخرين، مشيرة إلى أن فئة النساء تسجل حالات انتحار أكثر . أما الأستاذة فاطمة الزهراء أخصائية علم النفس الاجتماعي بجامعة وهران تطرقت في مداخلتها إلى ظاهرة الانتحار لدى الفئة التي يتراوح سنها بين 18 و35 سنة، وهم الأكثر انتحارا، حسبها· ففئة المراهقين يتأثرون بالتغييرات الفيزيولوجية التي تطرأ على أجسادهم حيث تتولد لديهم فكرة الاستقلال عن جو الأسرة، واستعرضت نتائج دراسة توصلت إلى أن المجتمع الجزائري يدفع ببعض الأشخاص إلى الانتحار امجتمعنا لا يرحم ولا يقف إلى جانب الذين حاولوا الانتحار لفهمهم ومحاولة مساعدتهم''. أما الدكتور بودارين محمود مختص في الأمراض العقلية بمستشفى فرنان الحنافي بتيزي وزو، فانتقد بعض الصحف الجزائرية عن كيفية تناولها لظاهرة الانتحار، وحسبه بعض الأرقام المقدمة لا أساس لها من الصحة، حيث قدم الدكتور إحصاءات 2012 مدعم بمحنى بياني حيث اتضح بأنها عرفت تنازلا مقارنة بسنوات ,1998 كما دق ناقوس الخطر من توسع ظاهرة الانتحار بين فئة الأطفال، واعتبر الوضع حساس جدا يجب التدخل العاجل لتوفير الحماية والتكفل الفعلي بهذه الفئة.

واختتم هذا اليوم الدراسي بإجماع المتدخلين على أن ظاهرة الانتحار خطيرة وحساسة، تؤثر سلبا على المجتمع وتركيبته، وقالوا إنه ضروري وضع استراتيجية فعالة والتكثيف من الدراسات والبحوث والتحقيقات العلمية في هذه الظاهرة بهدف معرفة خلفياتها وأسبابها الحقيقية، ودعوا أيضا إلى ضرورة التكفل الفعلي بالذين سبق لهم وأن حاولوا الانتحار لأجل منعهم من إعادة المحاولة. كما شهد اليوم الدراسي نقاشا واسعا من طرف الطلبة والأساتذة والحاضرين، حيث أرجع العديد منهم أسباب الانتحار إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها العائلة الجزائرية وغياب فضاءات للترفيه قصد استغلال الوقت الفارغ.

دالية· ك (ص· م)



التعليقات
(0)add

min/maxإظهار/إخفاء التعليقات


feedإظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات



busy

Leave a Reply