الطبيب النفسي بين العرب والغرب

علم النفس تاريخيا هو نوع من الثقافة قبل ان يصبح علما بحد ذاته، وفق ما ذكر عالم الاجتماع الفرنسي ميشال فوكو، ويرجح فوكو ان علم النفس بالاصل امتداد تاريخي للثقافة المسيحية، حيث عندما نعود بالتاريخ نجد انه في الديانة المسيحية يذهب الشخص الى القس لكي يطلب الصفح عن الخطايا التي ارتكبها فيقوم القس، بالاضافة الى الصفح بتوجيه الشخص الى ما هو الصواب وفق تعاليم الدين المسيحي. وامتدت هذه الممارسة الى ان اصبحت ما يسمى بالعلاج النفسي، وانفصلت عن الدين، وانتقلت من كونها ثقافة الى علم له قواعده، واصبح الشخص الغربي معتادا على الذهاب إلى الطبيب النفسي لكي يحل مشاكله النفسية، او لكي يجد من يستمع إليه، واصبحت مرة اخرى جزءا من ثقافة وهي الثقافة الغربية.
بالمقارنة مع الشخص العربي، عندما يقع في مشكلة نفسية وتنصحه باللجوء الى الطبيب النفسي، فستكون ردة فعله مستغربة، ويرد بالرد الكلاسيكي «هل انا مجنون او مختل لكي اذهب للطبيب النفسي»؟ فيرى الشخص العربي الطبيب النفسي كمعالج لحالات نفسية مستعصية، بدلا من دوره كمرشد نفسي متخصص نرجع اليه لالقاء همومنا ومشاكلنا لابتغاء الحل.
طبقا لتعاليم الاسلام، المسلم دائما يلجأ الى ربه مباشرة لطلب المغفرة من دون اللجوء الى شيخ الدين ليطلب الصفح، وعندما يشعر المسلم بحالة نفسية معينة، فإن هناك طرقا متاحة له للتخلص من هذه الحالة مثل قراءة القرآن الكريم او الادعية، حيث ان هناك دراسات تثبت دور القرآن في تهدئة النفس، وايضا هناك كثير من الادعية المتعلقة بالتخلص او التخفيف من حالات معينة مثل الخوف والحزن وغيرها.
من المنطلق نفسه ربط ميشال فوكو علم النفس بالثقافة، هل نستطيع القول إن علاقة الطبيب النفسي بالمريض العربي لم تنجح بالشكل المطلوب، لانها لم تكن امتدادا للثقافة الاسلامية؟ ام لان هناك امورا اخرى تحتاج مزيدا من البحث والدراسة؟

صقر الغيلاني

Leave a Reply