الدستور و الفن و.. السلفيون والمتطرفون

    من مقالاته:

    الأخ السلفى ممدوح اسماعيل رافع الأذان للاستعراض داخل البرلمان جمعنى به برنامج على قناة الـ سى بى سى فى لجنة صياغة الدستور وقد فوجئت بنبرة كراهية واستعلاء وغرور مستفز من النائب، حتى أنه قال باللفظ للمذيع كيف نسكت ونوافق على دخول فنانين لجنة الدستور؟

    وقد استفزنى كلامه لانه جعل من كل فنان وفنانة فى مصر مصدراً للبورنو والدعارة حسب كلامه وهو نفس لغة وكلام زميله السلفى الشحات عن أدب نجيب محفوظ و الحضارة الفرعونية وكلاهما يجهل أدب عملاق الرواية العربية وهما أبعد ما يكونا عن حلقات الحضارة المصرية الزاخرة بقيم الإبداع و الضمير والتنوير بل والتوحيد والإيمان بالواحد الأحد الذى لا يقهر ولا ينام، الحضارة المصرية علمت الدنيا كل ما يرقى بالبشرية والانسان، ولأن الإنسان عدو ما يجهل فهذا يفسر لك هذه النظرة العدائية للآداب و الفنون و الحضارة، والعداء هنا أو الكراهية فى علم النفس هى إحدى الحيل الدفاعية أو ميكانزمات «الكاره» أو الجاهل مثل الإنكار فمن يجد إنساناً يفهم أكثر منه أو يتفوق عنه فى مجال ما يتخذ وسيلة الإنكار لنفيه لمجرد أنه يعلم أنه ناقص أمام كمال الآخر، وهذه اللغة أو النبرة التى تمارس أقسى أنواع الإقصاء للآخر تنظر للفنان أو المبدع نظرة استعلاء باسم الدين أو السماء مع أن الدين براء من هذا و القرآن يدعو للسماحة والبشاشة (تبسمك فى وجه أخيك صدقة) وفى الآية الكريمة (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) صدق الله العظيم. للأسف هناك نفر من السلفيين و المتطرفين يمارسون هذه المكارثية وينكرون دور الفن على الإنسان مع أن مصر طوال تاريخها معشوقة للعرب والعالم بفنها بكافة أشكاله، ونجومنا هم قناديل مضيئة فى كل بلد عربى، والفنان هو الحاكم بالحرية والمنادى بالحق والخير والجمال وكل دساتير الدول المتحضرة وضع أفكارها فنانون وأدباء، أما ما ينادى به البعض من منع اللغة الانجليزية لأن اللغة العربية هى لغة القرآن فهو دعوة للتخلف الصميم والعودة لعصور الظلام، وكان الأفضل والأجوب المناداة بإصلاح التعليم عموماً والدعوة لنهضة لغتنا و تطوير مناهجها، أما من ينادى منهم بزواج البنت عند سن العاشرة حتى نمنعها من الانحراف فهذه دعوى لا تصدر إلا من مريض يحتاج للتأهيل النفسى والفكرى وربنا يستر على مصر مما يريده بها تجار الدين والمتطرفون.


    This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.


    طباعة المحتوى

    أرسل المحتوى الى صديق

    Leave a Reply