"الثلاثية الأبعاد" تغزو "بُعد النظر".. اللبناني – المستقبل

كارلا خطّار

خطفت التكنولوجيا الثلاثية الابعاد أو الـ 3D انظار العالم واهتمام الكبار والصغار، بعدما خطت أولى خطواتها في عرض الأفلام في صالات السينما، فكانت الاخيرة السباقة في عرض أفلامها. وفي لبنان تهافت الجميع لمشاهدتها واكتشاف التقنية المبهرة التي حصدت اعجاب الجمهور الغربي، محصلة ايرادات كبيرة لهوليوود. ولم تنقل التقنية الى الساحة المحلية سوى انبهار رواد السينما بها، فيما تبحث شركات إعادة البث التلفزيوني اللبنانية عن وسيلة لتطوير صورتها ونقلها من SD PAL الى HD! ولعل نسبة مبيعات الاجهزة التلفزيونية المدعمة بتقنية الـ 3D في لبنان، والتي تكاد تفوق كل النسب في الشرق الاوسط، سترسم خطة لنقل البلد الصغير من تقنية الـ SD PAL الى HD ثم الى 3D.
ومهما ستبلغ مراحل تطور التكنولوجيا الثلاثية الابعاد، ما يهم اليوم ان أي لبناني لن يستفيد من شرائه جهاز ثلاثي الابعاد "ليصمده" في وسط داره، لأنه لن يشاهد من خلاله سوى الافلام نفسها التي تعرض في السينما بواسطة جهاز آخر يقرأ اقراص الـ blue ray. وما يعنينا ايضا، وبما ان التقنية ليست متواجدة بين ايدينا طوال الوقت، أنها لن تنعكس سلبا على صحة النظر أي انها لن تتسبب في امراض بصرية. وتقتصر نتائج مشاهدتها على أعراض موقتة تختلف من شخص الى آخر بحسب سلامة نظره، منها تعب في عضلات العين ودوخة بسيطة خصوصا اذا لازم الفرد الشاشة لمدة تتعدى الساعة ما يعني ان هذه العوارض محتمل ظهورها في صالات السينما. الا ان هذا لم يمنع الشركات المصنعة من تحذير استخدام الاولاد تحت سن السادسة هذه التقنية، علما ان جهازه البصري يكون قد اكتمل، الا انه لن يفهمها ولن يتمكن دماغه من تحليلها بطريقة صحيحة ونهائية. وهذا مثبت علميا، بحسب علم النفس، لأن أي طفل تحت هذه السن لا يمكنه استيعاب عمليات الهندسة الفضائية أي geometrie dans lespace التي تجسّدها التقنية الثلاثية الأبعاد، والتي تنمي ذكاء الطفل ولا تعيق تطوّره بتاتاً. على الرغم من ذلك، يتوافق علم الاتصال وعلم النفس وعلم العين مع تحذير الشركات المصنعة، ويلقون بالمسؤولية على عاتق الأهل خصوصاً من يقتني منهم جهازا ثلاثي الابعاد في المنزل.

يعود ابتكار التقنية الثلاثية الابعاد الى شركة realD الاميركية وقد اسمتها 3D أي 3 Dimensional، مطورة جيلا جديدا في عالم الشاشات التكنولوجية ومضيفة الى الشاشات ذات الابعاد الثنائية بعدا ثالثا استمدته من التركيبة العلمية لجهاز الانسان البصري. فهذه التقنية تعتمد الاسلوب نفسه الذي تتميز به العين، حيث ان كل عين تأخذ صورة مختلفة قليلا عن العين الأخرى فيقوم الدماغ بجمع الصورة من العين اليمنى والاخرى من اليسرى ليشكل منهما صورة واحدة. ومن الإختلاف بين الصورة في العين اليسرى والصورة في العين اليمنى يستطيع الدماغ ترجمة ذلك إلى رؤية ثلاثية الأبعاد. لذا من المنطقي ان تكون الكاميرا مجهزة بعدسة في الجهة اليمنى واخرى في الجهة اليسرى. وتعني تقنية الـ 3D انه بإمكان المشاهد ان يرى الصورة بمختلف اوضاعها ومساقطها أي بزوايا مختلفه من 0 إلى 360 درجة. وهي تعتمد اولا على النظارات الثلاثية الابعاد، فتأخذ هذة النظارات الصورة الثلاثية الابعاد وتقسمها الى جزئين جزء اول وهو أصل الصورة والجزء الثاني وهو المسقط الجانبي للصورة ويتم تكرارهم إلى اجزاء مشابهة، بمعنى ان يكون للصورة الاولى اكثر من صورة مشابهة وللثانية ايضا ويتم بث الصور سريعا إلى العينين بحيث يتهيأ لمن يرتدي النظارات الثلاثيه الابعاد ان هذه الصورة امامه وبجانبه ايضا. مع الاشارة الى ان العالم استغرق 10 سنوات لإكتشاف تقنية الـ HD أي high definition أو الشاشة العالية الوضوح وسنتين للـ Blue Ray أو اللايزر الازرق وسنة ونصف للـ 3D.
بعد شيوع السينما الثلاثية الأبعاد في لبنان، تهافت اللبنانيون الى مشاهدة افلام الـ 3Dمن رواد السينما الى من لم يجتذبهم الفن السابع يوما. وكانت الافلام مخصصة في البدء للكبار الى حين قامت احدى شركات الانتاج الهوليوودية بإنتاج فيلم مخصص للصغار. عندها قررت ياسمين ان تصطحب ابنتها التي تبلغ 5 سنوات وابنها البالغ 3 سنوات لمشاهدة الفيلم الذي بدا مغريا في الاعلان على الشاشة الصغيرة، ومن ناحية اخرى ستكتشف ياسمين التقنية الجديدة التي لم تشاهدها من قبل، هكذا تصيب عصفورين بحجر واحد. حماستها لمشاهدة الفيلم جعلها تنتظر ساعة في الباحة الخارجية للسينما حتى تحصل على ثلاث بطاقات وسط تزاحم وعجقة المشاهدين خصوصا الصغار منهم. وكانت ياسمين اخبرت ولديها انهما سيشاهدان الفيلم مرتديان نظارات متخصصة ما سيجعل الفيلم اكثر حيوية. وما هي الا ثوان حتى جهز المسؤول عن الصالة كرتونة مليئة بالنظارات وراح يوزعها على كل من يدخل القاعة. في الداخل تغير الجو، جلس الجميع وهدأ الاولاد منشغلين بعلب البوشار بانتظار ان ينطلق الفيلم.. سكوت يعم الصالة.. الكل مأخوذ بجاذبية الصورة، منهم من يزيل النظارات، ينظر لبرهة.. ثم يعيدها مستغربا الفرق قي التلقي. آخرون يزيلون النظارات ويفركون عيونهم ثم يعيدونها من جديد ويتابعون الفيلم والانزعاج ظاهر عليهم. كثر غادروا الصالة.. وياسمين منهم. لم تتمكن من متابعة الفيلم، واصرت على المغادرة عندما قالت لها ابنتها انها تشعر بوجع في رأسها ودوار..
[ لا أمراض بصرية
طبيعي ان تظهر هذه العوارض فقد شملت التحذيرات عوارض صحية اكثر عمقا! ووسط اقبال الجمهور على مشاهدة الافلام الثلاثية الابعاد، حذرت الشركات المصنعة لهذه التقنية الاشخاص الذين لديهم حساسية أو عيوب مستترة في البصر من امكانية شعورهم بألم في الرأس وبحرقة وتنميل في العين، وبالشعور بفقدان القدرة على التركيز والرغبة في التقيؤ. ولكن هل يعني هذا ان متابعه التقنية الثلاثية الأبعاد تشكل خطرا على البصر والدماغ؟
"لا تشكل هذه التقنية خطرا على العيون ولا تصيب بأمراض بصرية" يؤكد الاختصاصي في طب العيون في مستشفى قلب يسوع الدكتور جهاد منسى، إنما "القصة وما فيا" انها تتعب العيون خصوصا اذا لازم الفرد الشاشة مدة طويلة أي لأكثر من نصف ساعة أو ساعة. وعدّد منسى علامات التعب التي تختلف من شخص الى آخر: فقد يشعر المشاهد بدوخة أو بثقل في عينيه أو وجع رأس أو لعيان نفس، شارحا بأن كل عين تتلقى صورة "شي إنو" مختلفة عن الاخرى والدماغ يجمع الصورتين باذلا مجهودا مرافقا لمجهود عضلات العين فيرى المشاهد ثلاثية الابعاد ويشعر بأن الاشخاص أو الاشياء ستخرج من الشاشة.
وفي أثناء مشاهدة الفيلم الثلاثي الأبعاد، لا تكون الصور في العين اليمنى والعين اليسرى في الواقع ثلاثية الأبعاد، أما في حال الرغبة في خلق انطباع بأن الصورة التي تتم متابعتها موجودة في مقدمة أمام الشاشة، فإن العينين تقتربان من بعضهما حتى تشاهدان الصورة في المقدمة، وترسل إشارات إلى الدماغ كي يركز بشكل دقيق. وهذا ما يحصل اذا نظرنا الى اصبعنا المركز امام عينينا، واغلقنا كل عين لرؤية الفرق بين النظرتين. وفي التفاصيل التقنية إن الصورة في الواقع تكون بعيدة، وكي نراها بشكل جيد يتوجب على العينين أن تركزان بشكل غير طبيعي على مسافة أبعد، وفي هذه اللحظة بالذات، يظهر خلاف بين تجانحها، أي بين الحركة التوافقية للعيون وبين التكيف، أو تركيز الرؤية على الصورة. والاختلاف هذا هو الذي يسبب الألم في الرأس وبقية العوارض. ولكن هل هذا يعني أن المشاهدة بالتقنية الثلاثية الأبعاد خطيرة على صحة النظر؟ كلا لأن جميع المصاعب البصرية والعوارض التي يتم الشعور بها موقتة وليس لها أي تأثير دائم. ويشير الخبراء الى ان 10 % من الناس البالغين يعانون من عيوب في البصر ولهذا فإن الرؤية المجالية العادية بالنسبة اليهم غير ممكنة. الا ان المشاهد الذي يتعرض لمصاعب أثناء متابعه التقنية الثلاثية الأبعاد فيتوجب عليه أن يراجع طبيب العيون، لأن كل شعور يتعدى الظواهر العادية يمكن أن يؤشر إلى وجود عيوب مخفية في العيون أو غيرها من المشاكل الصحية. ويحذر الخبراء الاشخاص الذين تعرضوا لجلطة أو لنوبة صرع من التعاطي مع التكنولوجيا الجديدة، أما السبب فيعود إلى المشاعر المكثفة والقوية والتغيرات النفسية التي تسود وليس نتيجة للقواعد أو الأسس التي تستند إليها التقنية الثلاثية الأبعاد. وينصحون بالجلوس 90 سنتمترا بعيدا عن الجهاز اذا بلغ حجمه 20 بوصة، و65 سنتمترا عن الجهاز ذات الـ 12 بوصة.
[للاولاد.. قواعد وانظمة
في الاطار نفسه، وجّهت احدى الشركات اليابانية المتخصصة بالترفيه الإلكتروني وألعاب الفيديو، تحذيرا من المخاطر الصحية التي قد تنشأ عن استخدام جهاز اللعب الجديد الثلاثي الأبعاد الاول الذي أنتجته من دون استخدام النظارات الخاصة، ودعت الى منع الأطفال دون سن السادسة من استعماله خشية توقف نظرهم عن النمو. ويعتبر خبراء آخرون أنه يمكن نظريا التصور بأنه في حال قيام الطفل في السنوات الأولى من عمره بمشاهدة أفلام ثلاثية الأبعاد لمدة 8 ساعات يوميا، فإن ذلك سيؤدي إلى تعكير تطور البصر لديه، كما أن ذلك سيشمل الكثير من النواحي لدى الطفل، غير أن ذلك يبقى في حدود التكهنات.
وبين الواقع والتكهنات، هل من المفترض ان يمنع الاهل اطفالهم الصغار من مشاهدة التقنية الثلاثية الابعاد؟ يجيب منسى: يسمح للجميع بالمشاهدة شرط الالتزام بالنظام والقواعد. ومن هذه القواعد ان الشركات المصنعة تحذر الاطفال تحت سن السادسة من المشاهدة، حيث الدماغ والعينين في تطور مستمر، ومنها ايضا ان يكون نظر المشاهد كاملا وواضحا مئة بالمئة. اما في حالات كسل العينين أو حولهما أو ضعف النظر القوي، فيمكن للمشاهد ان لا يلاحظ تقنية هذه الشاشات بشكل صحيح وهذا يسبب له الاحراج، وعلى الاهل ان يشرحوا لابنهم كل هذه التفاصيل.
ولا يكتمل الجهاز الثلاثي الابعاد الا بوجود النظارات الخاصة به والتي تسمح برؤية التقنية. ويشرح منسى ان مشاهدة شاشة ثلاثية الابعاد من دون النظارات يتعب العين ان كان النظر سليما أو ضعيفا، لأنه في هذه الحال ترسل العين الى الدماغ صورة "فلو" أي تحتوي على خيالات وتحليل الصورة في الدماغ لن يكون صحيحا. بينما تجمع النظارات المتخصصة الخيالات بصورة واحدة وترسلها الى الدماغ الذي يشبه الجهاز الكهربائي لاعبا دور الـ input، فيتلقى المعلومات الآتية من كل عين ويجمعها ويحللها فتأخذ شكلها النهائي الصحيح. ويرى منسى في وجود الشاشة الثلاثية الابعاد في المنزل خطرا على الكبير والصغير، لأن مشاهدتها لاكثر من ساعتين يرهق العين وبسبب شعورا بالانزعاج، وقد يدمن البعض على مشاهدتها، في حين انه من الافضل استخدامها لمشاهدة مباراة كرة قدم أو لممارسة لعبة ترفيهية لفترة وجيزة. وعلق "اذا كان التلفزيون العادي متعبا للنظر فكيف يكون الثلاثي الابعاد...".
[ تقنية.. تنمي الدماغ
ويشبه الاختصاصي في علم النفس العيادي والاستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية الدكتور فادي اليازجي التقنية الثلاثية الابعاد بالرسوم الهندسية الثلاثية الابعاد أي geometrie dans lespace التي لا يمكن لأي ولد ان يفهمها، كما لا يمكنه فهم دروس الفلسفة التي يدرجها العلم في برامج الصفوف الثانوية. وبالنسبة اليه فلا تعكس هذه التقنية أي سلبية على صحة الاطفال ونموهم لا بل على العكس فهي تنمي دماغه اذا ساعده اهله على فهمها وتفسيرها. ويربط اليازجي تحليل الولد للصورة الثلاثية الابعاد بذكائه و"شطارته" بالهندسة الفضائية التي يمكنه رؤيتها تحت سن السادسة، إنما ادراكه غير قادر على استيعابها وتحليلها، جامعا بين عناصر ثلاث هي: الادراك، التواصل عبر اللغة والذكاء. واي خلل بالادراك يؤثر على اللغة وبالتالي على الذكاء. ولما كان الذكاء نصفه وراثي ونصفه الآخر مكتسب، فمن الطبيعي ان يتأثر الاخير بثلاثة عوامل هي العامل الاقتصادي والعامل الاجتماعي والعامل الثقافي. والاجهزة الثلاثية الابعاد تحتاج الى ادراك جاهز وكامل وله اساس من الذكاء المكتسب لفهم المشاهد الثلاثية الابعاد. وفي غياب احد هذه العناصر ندخل الناحية السلبية للمشاهد الثلاثية الابعاد لأنها "بتِدوُخ" الولد. وبما ان هذه الشاشات تخضع لعامل الادراك وبالتالي عامل اللغة والتواصل والفهم الصحيح، دعا اليازجي الاهل الى تهيئة الولد كي يعتاد استخدام الجهاز التكنولوجي.
[ عصر الـ 3D البدائي
كل الاجهزة الثلاثية الابعاد، والتي ممكن ان تتنوع بين تلفزيون ولاب توب وجهاز العاب، تحتاج الى مادة ثلاثية الابعاد اذ لا يمكن لجهاز ثلاثي الابعاد ان يعرض فيلما عاديا بتقنية ثلاثية الابعاد، بل هناك افلاما متخصصة لعرضها على التلفزيون واللابتوب والسينما. وتتميز الافلام الثلاثية الابعاد التي تعرض في صالات السينما بوجود 2 بروجيكتور في الصالة واحد في اليمين وآخر في اليسار، الاول يرسل الصورة باللون الأحمر والثاني يرسلها باللون الأزرق الى نظارات المشاهد، فينعكس اللونان عليه فتقوم النظارة بفلترة الألوان المنعكسة: اللون الأزرق في عين واللون الأحمر في العين الأخرى وبعدها يكون دور الدماغ في التحليل. اما تشغيل فيلم ثلاثي الابعاد على الكومبيوتر فيتطلب ان يحتوي الكومبيوتر على كارت شاشة حديث، وتحميل برنامج مخصص لتشغيله، واستخدام النظارات الثلاثية الابعاد. وتختلف مشاهدة الفيلم نفسه على التلفزيون، الذي يتميز بأسلوب الفلترة بحيث ترى كل عين جزءا من الصورة. ومن المتوقع ان تجتاح تكنولوجيا التلفزيونات المدعمة بتقنية الـ 3D العالم المتطور خصوصا بريطانيا، اميركا، استراليا واليابان، في السنوات الثلاث المقبلة.
ولا بد ان تخضع التقنية الثلاثية الابعاد الى العديد من التجارب التي ستخدم العصر التكنولوجي، فهي لا تزال حديثة النشأة وفي طور التجربة ولم تبلغ بعد شكلها النهائي وستبقى في حال تطوير مستمر، كما هو الحال بالنسبة الى الكومبيوتر والهاتف الخليوي، والكلام لاستاذ علم الاتصال في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة، انه الجيل الاول من التقنية الثلاثية الابعاد أي "الجيل البدائي"، يقابله تشجيع للمستهلك على شراء المنتج خصوصا وأنه يستخدم في صالات السينما. بالاضافة الى ذلك، يلعب التنافس دورا رئيسيا في تحديد الشركة التي ستكسب السوق ما يدفعها الى اختراع سلعة جديدة سباقة في شكلها وتقنيتها. كل هذه التحديات تدر أرباحاً بمليارات الدولارات على الشركات المتنافسة على الرغم من ان تنافس المصنعين صعبا ومحتدما. وألقى صدقة مسؤولية الحفاظ على ذكاء الولد وصحته على عاتق الاهل وليس على الشركة، مراهنا عليهم في حماية اطفالهم كي لا تنعكس التقنية سلبا على صحتهم، ولا تأخذ من وقتهم المخصص للرياضة والتواصل الاجتماعي. واشار الى ان التحذير يطبق على كل الاجهزة التي تستخدم الشاشات خصوصا التقنية الثلاثية الابعاد لأنها اكثر خطرا من غيرها. وختم "يمكن لكل جهاز تكنولوجي ان ينعكس على حياتنا سلبا أو ايجابا بحسب طريقة استخدامنا، وهنا يكمن دور الاهل في توجيه الاولاد الى الناحية الايجابية".
[ لبنان.. في الطليعة
بعد الاثارة التي ولدتها في السينما، اهتمت الشركات الكبيرة حديثا بسوق التكنولوجيا الثلاثية الابعاد المنزلية المربحة، ومنها Samsung التي احتلت مركز الصدارة في لبنان. ويشير خبير في احدى الشركات الالكترونية ان هذه التقنيات ستغير من أساليب المشاهدة التلفزيونية، كما ستغير من الشكل التقليدي للبث التلفزيوني في منطقة مرشحة لمعدلات نمو مرتفعة في استيعاب تلك التقنيات، عقب طرحها في الأسواق الأميركية والأوروبية.
ويبدو ان تلفزيون الـ 3D سيغدو ثورة الغد، بعدما استطاع المصنعSamsung الفوز بالسباق مع منافسيه وبيع اكثر من الف وحدة خلال شهري حزيران وتموز الماضيين، وهو رقم قياسي في السوق المحلية. وهذا الأمر جعل السوق اللبنانية سوقا ريادية في الشرق الاوسط في مجال التلفزيونات الثلاثية الابعاد. وتتوقع الشركة ان يكون لبنان قريبا في طليعة دول الشرق الاوسط التي تستخدم التكنولوجيا الثلاثية الابعاد. ولم يشكل ثمن التلفزيون المرتفع نسبة الى الشاشات العادية، عائقا امام اللبنانيين، حيث يبلغ ثمن جهاز Samsung 3D 8000 بمقاس 55 إنش، نحو 6800 دولاراً اميركي، وهو حتى اليوم يسجل ارقام مبيعات عالية رغم الفارق بين مستوى المعيشة والإنفاق بين لبنان والدول الخليجية الأخرى.
في المقابل، علقت مديرة إحدى الشركات التي تقوم بإعادة بث القنوات الفضائية الى المشتركين فيها: انتشار اجهزة تلفزيون الـ 3D في لبنان بهذه السرعة لهو ضرب من التفاؤل! وتابعت "مستحيل اليوم اعادة البث على الطريقة الثلاثية الابعاد لأن ذلك يحتاج الى مادة مطابقة من افلام الى اجهزة متخصصة، وان الشركة ستبث في نهاية شهر نيسان الجاري 3 قنوات على طريقة الـ HD وهذا يتطلب من المشتركين شراء تلفزيون HD وجهاز تلقي أي receiver من النوع نفسه. واشارت الى ان الشركة جاهزة تقنيا للبث على طريقة الـ HD إنما لا يمكن التحكم بالمشتركين لناحية شراء ما ينقل هذه التكنولوجيا..
وبالانتقال الى الدول العربية، وتحديدا الى دبي، يلاحظ الخبراء ان نسبة مبيعات اجهزة Samsung ترتفع ايضا لكنها متأخرة اشواطا عنها في لبنان. اما في مصر فالوضع مختلف تماما، حيث يشير احد الخبراء المصريين ان العائلات المصرية لن تتمكن من اقتناء جهاز 3D في المنزل نظرا الى ثمنه الخيالي، هذا فضلا عن ان البث مازال يعتمد تقنيات قديمة جدا. وتهدف المملكة العربية السعودية الى استخدام التقنية الثلاثية الابعاد لتعريف الطلاب على التكنولوجيا الجديدة. وأخيرا دشن مدير عام التعليم في مدينة حائل مشروع السينما التعليمية الثلاثية الأبعاد الأولى من نوعها في مجال العروض البصرية العالية الجودة، لنقل الطلاب إلى عالم جديد مشوق وتفاعلي ذات صلة بالمنهج الدراسي وخلق بيئة جاذبة للتلميذ والاستاذ داخل المدرسة في ظل التطور الذي تعيشه التقنية.

مستقبل التلفزيونات والنظارات

في العام الماضي فضلت غالبية العائلات في الدول التكنولوجية انفاق ما لا يقل عن 1300 دولار لشراء جهاز تلفزيون بشاشة قياسها 40 بوصة، على شراء تلفزيون ثلاثي الأبعاد حيث ادخلت مميزات الأبعاد الثلاثة في الطرازات العالية والمتوسطة فقط. لكن اليوم الوضع مختلف، إذ ستطلق شركات "باناسونيك" و"فيزيو"، و"سوني"، و"إل جي" و"سامسونغ" و"شارب" تلفزيونات ثلاثية الأبعاد من جميع الأشكال والأحجام والأسعار. وسيستخدم الجيل الجديد من هذه التقنية النظارات ذات المصراع النشط، أو النظارات الاستقطابية لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد. لكن الأخيرة كبيرة الحجم وغالية السعر وتنتج صورا ثلاثية الأبعاد عن طريق استخدام عدسات من البلور السائل LCD، بحيث تعتم إحدى العدستين، وبعد ذلك الأخرى، وبذلك ترى العينان صورا مختلفة قليلا. أما العدسات الاستقطابية، فهي من النوع الذي يعرض في الصالات السينمائية، فهي رخيصة خفيفة الوزن وتشبه إلى حد ما النظارات الشمسية. وهي خالية من الأدوات الإلكترونية. وتعتبر تلفزيونات "فيزيو" و"إل جي" الاستقطابية الثلاثية الأبعاد أكثر الأجهزة تنافسا في هذا المجال. فيما تعاني الأجهزة ذات المصراع النشط من مشاكل عدة منها الترميش والصور المضطربة التي لا يبدو أنها تتغير كما يجب، ما يرهق العينين، وبالتالي يصعب مشاهدة التلفزيون الثلاثي الأبعاد فترة طويلة.
واكد مدير المبيعات في إحدى المحال التجارية الكبيرة في بيروت ان اجهزة الـ Samsung تحقق نسبة المبيعات الاعلى، مشيرا الى ان اسعار الاجهزة الثلاثية الابعاد واجهزة الديود المشع ستنخفض انخفاضا ملحوظا في العام المقبل، مضيفا الى ان الفئة الاغلى من اجهزة Samsung وSony ستكون مجهزة بخاصية نقل الصورة العادية الى الصورة الثلاثية الابعاد لكنها لن تكون واضحة تماما.

 
        


 

Leave a Reply