التنمّر الإلكترونى يُهدّد الأسرة

في حلقة نقاشية لطالبات كلية التربية :

 

كتبت - هناء صالح الترك:

نظّمت كلية التربية بجامعة قطر أمس حلقة نقاشية حول مقرّر "علم النفس الاجتماعي"، الذي يُعتبر من المتطلبات العامة بجامعة قطر.

وقد ناقشت الحلقة موضوع "التعدّي الإلكتروني أو التنمّر الإلكتروني والعنف وعلاقته بالتنشئة الاجتماعية للأبناء" من وجهة نظر الدراسات السابقة والنظريات العلمية، تحت إشراف الدكتورة بتول خليفة الأستاذ المشارك في قسم العلوم النفسية في الجامعة، وبحضور عميد كلية التربية وأعضاء لجنة الأسرة للسلامة على الإنترنت في اللجنة الوطنية للسلامة على الإنترنت ممثلة في رئيسة اللجنة السيدة منى الكواري والسيدة عليا البسطي والسيدة منى عبدالفتاح، والآنسة سحر الخالدي والسيد فضل العنزي، بالإضافة إلى 50 طالبة من طالبات الجامعة ومن مختلف الكليات يدرسن مقرّر علم النفس الاجتماعي .

أجرت الطالبات حلقة نقاشية حول موضوعات علم النفس الاجتماعي، أدارتها الطالبة لما أبوحسنين من قسم الإعلام، فيما تمّ اختيار الطالبة نور الشوربجي مقرّرًا للجلسة، وتكوّن أعضاء لجنة المناقشة من كل من: سارة حمودة من كلية الهندسة قسم كهرباء مسؤولة عن المحور الأول ومتابعته من خلال مناقشات الطالبات، وانتصار عمر من كلية الآداب والعلوم في المحور الثاني، وسميرة داد بخش عن المحور الثالث، وبدأت الحلقة النقاشية بتساؤلات من رئيس الجلسة موجهة للطالبات عن التنشئة الاجتماعية والأسرة.

وقد عرفت الطالبات الأسرة بأنها كيان يتأثر بالمجتمع الذي هو جزء منه ويقوم بوظائفه في نطاق المجتمع ومرجعيته، وهذا الكيان ما هو إلا أفراد لهم دور وتأثير في عملية غرس القيم، وهذه الوظيفة أو هذا الدور يرتبط بالبعد الديني والثقافي والاقتصادي والحضاري لأفراد الأسرة.

كما تساءلت الطالبات، من خلال مراجعة للدراسات السابقة، كيف يُمكن للأسرة أن تُؤثّر على قيم الفرد؟ وعن أثر المدرسة في غرس القيم، مبينات من خلال هذه الدراسات أن للمدرسة أثر واضح في عملية غرس القيم، لما لها، بعناصرها ومفرداتها، من تعامل مع جوانب نمو الأبناء الفكرية والوجدانية والبدنية والروحية والسلوكية وذلك من خلال النظام التعليمي والإداري وفريق العمل بالمدرسة ومحتوى المنهج الدراسي والأنشطة وما تهدف إليه من قيم.

ودعت الطالبات في الحلقة النقاشية إلى التذكير بالدور المهم الذي يلعبه المنشئون الاجتماعيون في تشكيل سلوك الفرد، حيث أشارت معظم الدراسات السابقة إلى أن الشباب تحت سن 25 يتعرّضون للتعدّي الإلكتروني من قبل طلاب آخرين ولكنهم لا يُصرّحون عن مثل هذه المضايقات، كما أن بعضًا منهم يُمارسونه على الآخرين اقتداء بأقرانهم او نتيجة للمعاملة القاسية التي يتلقونها من والديهم، كما ورد في تلك الدراسات أن الوالدين قد لا يملكان الوعي الكافي لإدراك ما يتعرّض له أبناؤهم من مضايقات وتحرّش، بل إن بعضهم لا يتوقون أبدًا للحديث عن مثل هذه المخاطر، لذا لا بدّ من التحرّك لنشر الوعي بين الأسر لتوفير الوقاية لأبنائهم والتبليغ عن أي من هذه التحرّشات لمعاقبة المعتدي. وتأهيل الأبناء للمواجهة هذه المضايقات بطريقة سليمة وإبلاغ أسرهم عنها، وذلك لتوفير السلامة للبناء أثناء استخدامهم لهذه الوسائل الحديثة.

كما بيّنت الطالبات في الحلقة النقاشية أثر وسائل الإعلام وما للعولمة معها من تأثير على القيم وتفكير الأبناء .

وفي مداخلة لرئيس فرع قطر للجمعية العالمية للإنترنت السيد فاضل العنزي ، تحدث عن أن نطاق التنشئة الاجتماعية للأبناء اتسع مفهومه ليشمل متغيرات وعوامل أخرى غير الأسرة والمدرسة والمسجد بل تعداه ليكون هذا العالم الافتراضي، وشبكات التواصل الاجتماعي، فيما أوضحت السيدة منى عبدالفتاح، من قطر للاتصالات، أنها كمربية عاصرت سنوات طويلة في التعليم وخريجة في التعلم الالكتروني إلا أنها تشعر أمام هؤلاء الأبناء أنها بحاجة للهرولة السريعة لمواكبتهم.

كذلك شاركت السيدة منى الكواري رئيس لجنة الأسرة للسلامة على الإنترنت قائلة: إن اللجنة معنية بالعمل على خدمة الآباء والطلبة من خلال التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني القطري في التوعية، وهناك مؤسسات بالفعل قامت بذلك مثل العوين والاستشارات العائلية، وشرطة الأحداث، ووزارة الداخلية، وسلامة الانترنيت في قطر للاتصالات، وطلبة جامعة قطر في مقرر علم النفس الاجتماعي بزيارة المدارس والتواصل معهم وتقديم برامج تثقيفية في مجال الشبكة العنكبوتية والتواصل الاجتماعي، في جميع جوانبه الايجابية والسلبية.

وبدورها ، شجعت السيدة عليا البسطي الطالبات على المساهمة في تقديم خدمات علمية للطالبات في المدارس المستقلة في العام المقبل أثناء إجرائهن للبحث العلمي، ودعتهن للتطوّع في هذا المجال.

كما أثنت الآنسة سحر الخالدي من مؤسسة قطر للاتصالات على مستوى الطالبات الراقي في النقاش والحوار على أساس علمي بحثي مستندا إلى نتائج علمية من الدراسات السابقة وتجار الآخرين.

وقدّمت الطالبات في لجنة المناقشة عددًا من التوصيات تتعلق بمحاور الجلسة، ففي المحور الأول (الأسرة والتنشئة الاجتماعية وتنمية القيم) أوصت الطالبة سارة حمودة بتصميم برامج تدريبية في مركز الاستشارات العائلية وتنمية المجتمع لتدريب الوالدين على أداء دور القدوة الحسنة، وبرامج تعديل السلوك، بالإضافة الى تصميم برامج في المجلس الأعلى للأسرة لتدريب الطلبة على السلوك القيادي، ويتم تضمينها في المناهج التعليمية وفي البرامج التدريبية في أنشطة المدارس لتدريب الطلبة على اتخاذ القرارات الشخصية والتي من شأنها أن تقلل من تسلط الآخرين عليهم أو التعدّي على الآخرين.

أمّا في المحور الثاني، "تشكل السلوك الاجتماعي سلبًا وإيجابًا" (السلوك العدواني والتعدّي) فجاءت التوصية على النحو التالي: من خلال ما يتعرّض إليه الفرد من طرف الأسرة، الأصدقاء، الجماعة، وسائل الإعلام، المسجد، الوسائط الإلكترونية يجب أن تتبنّى مؤسسات الإعلام برامج التوعية الخاصة بتنمية السلوكيات الإيجابية، وبناء الشخصية السوية، وكذلك تضمين المسلسلات والأفلام السلوك السوي وسبل مواجهة المشكلات وكيفية اتخاذ القرار الى جانب تشجيع الأسر والمعلمين والتربويين على الحوار والتواصل مع الأبناء واحترام آرائهم، وتبنٍّ للجوائز على مستوى الدولة للمعلم المتميّز في هذا المجال إمّا على مستوى المدرسة أو التعليم الجامعي.

Leave a Reply