التقلبات المزاجية تؤثر في الاختيارات الغذائية

أشارت دراسة حديثة نُشرت في أحد أعداد مجلة «الشخصية وعلم النفس الاجتماعي» إلى أن ما يأكله الإنسان يؤثر على مزاجه، وأن ما ينتابه من مشاعر وعواطف وتقلبات مزاجية يؤثر بدوره في اختياراته الغذائية. إذ كشف باحثون عن وجود علاقة وطيدة بين ما نتذوقه وما نشعر به. فشعور التقزز هو نفسه، سواءً كان ذوقياً ناجماً عن مشاهدة بيضة فاسدة، أو عاطفياً ناتجاً عن فعل أو قول غير لائق. وعندما يكون الشخص في مزاج حسن، فإنه يميل أكثر إلى تناول ما يحب ويعشق. أما إذا كان مزاجه سيئاً، فإنه قد لا يأبه بما يأكل، وإن فعل فهو لا يستطعمه ولا يستعذبه. وبالمقابل، تناول الأطعمة ذات المذاق الطيب تُسهم في تحسين مزاج الشخص، والعكس صحيح.

في فصل ربيع سنة 2009، أغلقت جامعة نورث داكوتا ستيت أوبوابها لمدة أسبوعين حتى يتسنى لطلبتها المساعدة على وضع ملايين الأكياس الرملية على طول النهر الأحمر من أجل منع حدوث فيضان كارثي. وبمجرد أن تلاشى خطر الفيضان واضمحل، وجد علماء النفس فيما حدث فرصة جديرة بالبحث. فسألوا 100 طالب وطالبة عن ماهية مشاعرهم وهم يساعدون في صف أكياس الرمل على حواف النهر، وما إذا كان عملهم ذلك تطوعياً صرفاً، أم أنهم اضطروا إلى ذلك لحاجة ماسة في أنفسهم لصد أي أذى قد يلحقهم ويلحق غيرهم.

وسجل الباحثون أن أولئك الطلبة الذين يحبون الأطعمة الحلوة أكثر كانوا أكثر إقبالاً وإقداماً على عرض المساعدة، ليس فقط عن طريق رص أكياس الرمل، بل وافقوا أيضاً على التعاون مع مدرس لغة إنجليزية في دراسة غير ذات صلة.

ويقول الدكتور كيندال إسكين، عالم نفس إدراكي في جامعة لويولا بنيوأورلينز، «الدماغ لا يميز المذاق السيئ الذي نستشعره بفمنا عن الشيء الذي نشعر بالاستياء تُجاهه بعاطفتنا».

وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن الطلبة الذين كانوا قد تناولوا قطع شوكولاتة أو وجبة حلوة يحبونها كانوا أكثر رغبةً في تقديم المساعدة وأكثر جوداً وسخاءً بوقتهم وجهدهم. كما رصدوا صور وجوه مأخوذة بشكل اعتباطي تبين أن ملامحهم تعبر على نحو ما عن ميولهم الذوقية في الأكل. ويقول مايكل روبنسون، عالم نفس اجتماعي في جامعة نورث داكوتا ستيت، إن «تفضيل الشخص لتناول طعام طيب أو مجرد حديثه عن عشق حلويات ما قد تجعل تقاسيم وجوه الآخرين تتغير إيجاباً أكثر مقارنة بأصحاب الأذواق غير الحلوة وغير الطيبة والمألوفة».

وأفاد الباحثون أن الأشخاص الذين طُلب منهم في الدراسة تناوُل مكملات عشبية مرة صدرت عنهم أحكام قاسية عندما سئلوا عن آرائهم حول في قضايا ساخنة وسيناريوهات، وهو ما لم يحصل مع من شربوا عصير التوت، وفق ما ذكرته الباحثة لويولا إسكين في مقال مشترك مع زملائها نُشر في مجلة «علم النفس». ويظهر هذا المقال أن الشعور بالتقزز يحدث أكثر مع الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنهم محافظون اجتماعياً. ... المزيد

Leave a Reply