الاستشارية الأسرية رولا خلف : السعادة الزوجية وتنميتها فن يسهل اتقانه وتعلمه

عمان - الدستور

كان اهتمام الأستاذة رولا خلف منصبا على الطفل، وخاصة مرحلة دخول رياض الأطفال التي تعتبر كما تؤكد مرحلة انتقالية مهمة للغاية في حياة طفل اليوم، وانسان الغد، فكانت هذه البداية عندما درست في الجامعة الاردينة كلية التربية تخصص رياض أطفال، ودبلوم علم اجتماع لتعمل الآن كاستشارية اسرية في مركز السلسلة الابداعية للاستشارات الأسرية.

وتقول الأستاذة رولا: لأن الإرشاد الاسري يقوم على عمليتين اساسيتين وهما الوقاية والعلاج، فكانت البداية في الوقاية التي لا يمكن ان تكون مكتملة بمعزل عن دراية الأسرة ومعرفتها بالمهارات اللازمة والضرورية لاستقرارها وديمومتها، اما العلاج فهو يكمن في حل مشكلات الاسرة بمختلف ابعادها وافرادها.

بين النفس والاجتماع

بدأ اهتمام رولا بعلم النفس منذ الصغر، فكانت على إطلاع ببعض الكتب والصحف لهذا العلم الواسع، الذي اكسبها فهم نفسيات الآخرين، والقدرة على التعامل مع المشكلات، فكان علم النفس الذي يدرس الانسان ككائن حي يشعر وينفعل، ويتذمر، ويتذكر، ويتفاعل مع بيئته بكل متغيراتها، بعكس علم الاجتماع الذي يدرس سلوكيات المجتمع.وتؤكد رولا بأن العلمين يلتقيات ويكملان بعضهما البعض.

رياض الأطفال

بدأت الأستاذة رولا حياتها المهنية كمعلمة رياض أطفال، وهي تدرك مدى حساسية هذه المهنة، التي من «المفروض» كما تقول ان تشارك الاسرة في بناء القاعدة النفسية والصحية والمعرفية الاساسية للطفل بالتعاون مع الاهل، الا انها كما تقول وجدت الطفل مثقلا بالكثير من المشاكل والهموم الاسرية، فكانت تدرس نفسية كل طفل على حدا، فرأت الاهمال الكبير، وغياب الام والاب، وغياب الاستقرار في نفسية الطفل بسبب كثرة المشاكل بين الأهل، وغيرها من المشاكل التي كانت تتطلب منها العودة الى المراجع، والى الكتب لبحث حالة كل طفل كحالة فردية، فكان هذا مدخلها الى الارشاد الاسري لتوعية الأهل بمشاكل اطفالهم وكيفية حلها، وكانت هذه بدايتها التي جاءت بالصدفة كما تقول، وعندما أنجبت ابناءها الأربعة، تفرغت لتربيتهم، وفي الانخراط في دورات تتمحور حول الاسرة والتربية والإرشاد الاسري.

مرشدة الصديقات كما قيل عني

تقول رولا: كنت العون لمن يحتاج المساعدة من الأهل والأصدقاء، وكنت اطلب منهم تزويدي بالنتائج حتى اقارن الواقع بالنظريات، وهكذا اكتسبت الخبرة بجانب الدراسة، وتقول بأن هذا المجال بعيد عن الطب النفسي الذي يحتاج الى ادوات اخرى، الا ان هنالك تعاونا كبيرا بين العلمين.

عندما تخبو العاطفة

كانت مشاكل الصديقات في البداية تتمحور حول تغير الرجل بعد الزواج، فكيف لهذه العاطفة المتأججة ان تخبو بعد الزواج، ليحل محلها الملل والروتين، وتقول الأستاذة رولا بان السعادة الزوجية وتنميتها فن ومهارة يسهل اتقانه وتعلمه، وتجديد المحبة والمودة والرحمة مهم لدوام العلاقة واستمرارها. فعلى الزوجين ان تكون حياتهم منصبة على انجاح هذه الحياة الاجتماعية الجديدة التي تستحق كل العطاء والتضحيات.

الحاسة السادسة

تقول رولا تكون بعض شكوك السيدات بوجود امرأة اخرى في حياة زوجها شكوكا في محلها، والغريب ان الرجل يتفنن ويحاول اخفاء هذا الأمر، الا ان

الحاسة السادسة تظل هي سيدة الموقف دون ان يكون هنالك دليل على ذلك، فهذا الشيء لا تخطئه عين حواء لحظة حدوثة.

الزواج العرفي

من خلال مشاهداتها، تؤكد رولا بأن الزواج العرفي يقع في الزواج الثاني للرجل، ومن المعروف في شريعتنا الإسلامية الحنيفة أن من شروط الزواج الإشهار؛ ما يعين انتفاء هذا الأمر في الزواج العرفي و إلى بطلان هذا الأمر حيث تكون الزوجة الثانية في الظل، وهو شكل من أشكال العنف على المرأة الأولى والثانية التي تتزوج بأقل التكاليف، ويبقى الأمر سرً؛ ما يضر بالمرأة نفسها دون الرجل.

أهداف الارشاد الاسري

تبين الأستاذة رولا بأن الإرشاد الأسري يعتبر من التخصصات الدقيقة، وهو يرتبط بأكثر من تخصص علمي، ويهدف الارشاد الاسري الى تحقيق الانسجام والتوازن في العلاقات بين أعضاء الأسرة، وفتح قنوات الاتصال بينهم، ليتمكنوا من مناقشة مشكلاتهم بصراحة، والتعبير عن انفعالاتهم تجاه بعضهم البعض بحرية، والتعرف إلى الخلل الوظيفي الذي تسرب إلى العلاقات الأُسرية، والذي أدى إلى اضطراب هذه العلاقات. وهو يمنح الاسرة الشجاعة في الاعتراف بخطئها كأول الطريق الى العلاج.

المشكلات

من المشاكل الأساسية التي تواجه العديد من الأُسر كما تقول هو عدم القدرة على التفاهم، وعدم القدرة على المحافظة على وحدة الأسرة وتماسكها، والخلل في التنشئة الاجتماعية للأبناء، واختلاف الأهل في وسائل تربية ورعاية ابنائهم، وعدم القدرة على حل المشكلات. ولها الكثير من المآخذ على اسلوب العقاب والحرمان الذي يلجأ اليه الأهل، حتى ان هذا العقاب والحرمان يؤدي في كثير من الأحيان الى تراجع الطفل اكاديميا وقد يعاني من كآبة ناهيك عن عدم المبالاة، وغيرها من الاعراض، فيأتي اسلوب العقاب ليترك تداعيات أعمق وأخطر على الطفل، فحتى العقاب يجب ان يكون بمستوى الفعل او حتى اقل منه.

توريث ثقافة العنف

تقول الأستاذة رولا بأن «العنف الاسري» من المشاكل التي لها جذور عميقة في نفسية الرجل والمرأة، فكثيرا ما نشاهد أمًا تتعرض للضرب من قبل الزوج وامام الابناء وتصبح الام في نفسية صعبة لا تجد سوى الابناء لتفريغ هذا الكبت والغضب على هذه الشريحة الأضعف بضربهم كذلك، فنبدأ بتعديل سلوك الأم الذي ينعكس على الاطفال والزوج.

وتؤكد بأن الزوج الذي يلجأ للعنف هو نفسه ضحية، فثقافة العنف تورث في العائلة فالطفل الذي شاهد والده يضرب امه واخته سيتمثل فيه هذا السلوك عندما يكبر وسيستخدم الضرب مع ابنته وزوجته لأن هذا ما نشأ عليه، وكذلك الامر بالنسبة الى الطفلة التي شاهدت والدتها تضرب ستصل بيت زوجها وهي تحمل هذا التعنيف وهذه الثقافة في اللا وعي وفي عقلها الباطن.

العنف الاسري

بعض الأزواج يتخذ من الضرب لغة للتفاهم والحوار، فبالنسبة الى الأمهات يكون الوضع أصعب عندما ينهمر الزوج بالضرب على الأطفال، الذين يصابون بنوبات هستيرية بمجرد دخول الأب المنزل خوفا من الضرب المبرح الذي اعتاده في تربيتهم، وبهذا يكون الأب قد استبدل مشاعر الحب بمشاعر الكره والغضب داخل أسرته، والعكس عندما تقوم الزوجة بضرب أبنائها.

في بيتنا مراهق

«اسمعني، افهمني، حاورني» ثالوث مطالب المراهقون في علاقتهم مع الأهل، ثالوث مترابط بالحب والحنان، وتؤكد رولا حاجة المراهق الى التواصل الجسدي مع الأم والأب مثل مسك اليد، القبلة او حتى العناق. فالمراهق يحتاج الى اسرته والى مراقبتها والمستمرة له دون ان يشعر المراهق بهذه العيون التي قد تخنقه، بل على العكس عليه ان يشعر بثقة الاهل به وبقراراته وبشخصيته القوية التي لا يمكن أن يؤثر عليها رفاق السوء، وهذا مجرد كلام جميل يشبع غروره دون ان يكون على حساب متابعة كل تحركاته، ومعرفة أصدقائه، مع إشعاره بخصوصيته.

Leave a Reply