الازدحام المروري.. يغتال أمزجة الموظفين ويضعف إنتاجيتهم

    حذرت أستاذة علم نفس من الآثار الوخيمة للازدحام المروري في المدن الرئيسية في المملكة على الناحية النفسية والصحية على سكان تلك المدن، وقالت «د. حنان حسن عطا الله» الأستاذ المساعد بكلية التربية بقسم علم النفس بجامعة الملك سعود، إن الشعور بالضغط والدخول في الزحام، والبقاء في الطرقات لنحو ساعة في الذهاب وأخرى في العودة له مردوده السلبي على مزاج الإنسان وصحته العامة، خاصة وإن ذلك يحدث بشكل يومي.

وقالت إنه إلى جانب تسبب الازدحام المروري في إهدار الوقت، فإن له مردودا سلبيا على إنتاجية الفرد، نظراً للضغوط التي يواجهها أثناء قدومه لعمله.. وطالبت د. حنان بمعالجة الازدحام المروري، وكذا إعادة تخطيط المدن ومعالجة وضع الطرق فيها..

وأضافت: إن نشوة الصباح والحماس الذي يجب أن يعتري الناس وهم يذهبون باكراً إلى أعمالهم، تفقدها تلك الازدحامات المهولة التي تشهدها طرقات المدن الرئيسية في المملكة وخاصة العاصمة الرياض.. وحذرت من آثار الاختناقات المرورية على أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر وأمراض القلب.. وقالت إن البقاء لحوالي الساعة في طريق الذهاب إلى مقر العمل أو العودة منه تشكل إنهاكاً نفسياً للإنسان، وتمثل ضغطاً كبيراً ينعكس على صحته ومزاجه العام..

وشددت على أن اللهاث اليومي وراء الحرص على الحضور للعمل في الوقت المحدد، وعرقلة الازدحام لمروري لذلك يجعل الإنسان يعيش حالة من التوتر العصبي الرهيب ضمن برامج يتكرر كل نهار.. وأشادت بتجربة الجهات التي تتبنى توفير مجمعات سكنية لموظفيها بالقرب من تلك الجهات، مشيرة إلى أن ذلك له مردود كبير على نفسية أولئك الموظفين، وقالت إن إهدار ساعتين في اليوم في الطرقات أمر يدعو للإحباط، وأكدت أن لذلك انعكاسات نفسية تبعث على التوتر والإنهاك النفسي.. وحذرت من التأثيرات السلبية لمثل هذه الانفعالات النفسية والتوتر جراء الازدحام على الصحة العامة للإنسان.

وأكدت د. حنان العطا الله إنه بعد ساعة أو 45 دقيقة من الغوص في الزحام المروري، فإنه من الصعب أن يصل الموظف لمكتبه وهو في حالة نفسية وعصبية تسمح له بأداء عمله بشكل طبيعي.. وأشارت إلى أنه بحاجة إلى وقت حتى يهدأ ويتخلص من ضغوط الزحام التي تعرض لها في الطريق، مشيرة إلى أن لذلك آثاره على إنتاجية ذلك الموظف.

وقالت إن بعض الموظفين يسيطر عليهم التفكير في زحمة العودة من العمل، مما يجعل بعضهم ينصرف قبل وقت الانصراف بسبب الوقت الذي سيهدره في طريق العودة.


اللهاث اليومي والحرص على الحضور للعمل في الوقت المحدد يصيب الشخص بالتوتر

Leave a Reply