يعتبر الدكتور الأميركي بريان لزلي ويز Brian Leslie Weiss واحداً من اشهر أطباء أميركا النفسيين، فقد تخرج في كلية طب جامعة كولومبيا المرموقة عام 1970، ودعم شهادته بأخرى من جامعة نيويورك، ثم عاد لجامعة «ييل» المعروفة لدراسة علم النفس وحصل على أعلى الشهادات منها، ثم اصبح بعدها رئيسا لقسم علم النفس في مركز «جبل سيناء الطبي، في ميامي Mount Sinai Medical centre» واستقر هناك مع اسرته، وهو الآن محاضر ومؤلف كتب علمية في مجاله وفي عالم التقمص وفي مجال الحياة، قبل الولادة وبعد الممات(!)
في كتابه الذائع الصيت «حيوات متعددة وسادة متعددون» Many Lives Many Masters يتطرق د. ويز لتجربة عميقة مر بها مع مريضته كاثرين، التي كان لها أبلغ الأثر عليه وعلى أسرته وعليها. فكاثرين فتاة جميلة تبلغ من العمر 27 عاما، وعزباء وناجحة في حياتها العملية، ولكنها كانت تشكو أنواعا متعددة من الخوف أو الفوبيا من الغرف المغلقة والتواجد في الماء والارتفاعات وغيرها. كما تنتابها أحلام وكوابيس مزعجة وتسير أحيانا وهي نائمة. ويقول د. ويز انه قام بتنويمها مغناطيسيا، ليعرف منها شيئا من ماضي حياتها فوجد أنها دفعت ذات مرة، وهي طفلة، لحوض سباحة وكادت تغرق، وعرف أن والدها اعتدى عليها وهي صغيرة، وامورا كثيرة اخرى مما ساهم في كشف الكثير من «أسرار» مرضها النفسي، وما كان ينتابها من خوف، وأن كل ذلك ساهم في نهاية الأمر في تحسن حالتها بشكل مطرد. ويقول د. ويز انه لم يكن يؤمن بتقمص الأرواح، ولا بالحياة بعد الموت، وعودة الروح لجسد آخر من عالم آخر، ولكن تجربته مع كاثرين وما ذكرته من أحداث عاشتها في عالم سابق، وهي تحت تأثير التنويم المغناطيسي الكامل، وما قام به من بحث ومقارنة ما ذكرته بسجلات ووثائق تاريخية، اثبت له بما لا يدع مجالا للشك، أنها عاشت حيوات اخرى قبل ان تولد ككاثرين، وأنها مرت بأزمنة ومراحل متعددة على مر آلاف السنين، وعاشت أحيانا كامرأة وأخرى رجلا وطفلة وغير ذلك. ويدعي د. ويز أن اكتشافه الجديد هذا ساعده في شفاء آلاف المرضى، وفي تقديم عون كبير لعدد اكبر من المعرضين للموت بسبب مرض مميت، وتحضيرهم نفسيا لتقبل الأمر، وأنهم سيموتون الآن، ولكنهم سيعودون لحياة جديدة بطريقة أو بأخرى.
موضوع الكتاب شيق ويثير أسئلة أكثر بكثير مما يجيب عنها، ويؤكد بطريقة مباشرة أن ما يؤمن به بعضهم، من أفراد وجماعات وشعوب كاملة، عن تناسخ الأرواح لم يأت من فراغ، وان في الأمر شيئا يستحق القراءة والبحث فيه أكثر.
أحمد الصراف
habibi.enta1@gmail.com