حياة
اختراق المواقع الحكومية رسالة احتجاج وبحث عن الشهرة
مختص شرعي يراه "إفسادا في الأرض" ونفسي يدرجها ضمن "الميكانزم الدفاعي"
بريدة: أيمن الغبيوي
2012-03-31 10:55 PM
تعرضت في الآونة الأخيرة عدد من المواقع الحكومية للتخريب من قبل "هاكرز" قراصنة إلكترونيين مجهولين، مدفوعين إما بـ"عوامل المراهقة" أو البحث عن الشهرة أو دوافع أخرى ما تزال مجهولة، والغريب أن بعض هؤلاء يتركون أثراً بما يعتمل في نواياهم على صفحة الموقع الضحية بوضع البريد الإلكتروني أو كود لرقم أداة التواصل "البلاك بيري". وكان موقع وزارة التربية والتعليم أبرز تلك المواقع الحكومية التي تعرضت لهجمات إلكترونية. ويرى العديد من المتابعين أن البطالة والفراغ سببان رئيسيان لدوافع تخريب المواقع، وأنه تعبير عن الاحتجاج على مستوى خدمات جهة ما.
ويصف الأستاذ المشارك في قسم علم النفس بجامعة القصيم الدكتور حجاج بن غانم أسلوب "تخريب المواقع" بأنه عدواني وينم عن فراغ الشباب وهو معروف في علم النفس بالإبدال "ميكانزم دفاعي"، وهو أسلوب لا شعوري يلجأ إليه الفرد حينما لا يستطيع أن يبدي فعلا أو نشاطا تجاه شيء معين، موكداً أن هؤلاء يريدون أن يكون لهم تأثير على المجتمع بأي شكل من الأشكال، ولهذا يلجؤون في النهاية إلى العالم الافتراضي لتفريغ ما بداخلهم فيه لأنه متاح للجميع وأرض خصبة لذلك.
وحمّل الدكتور حجاج الأسرة أولا المسؤولية بسبب دورها الكبير في تربية الأبناء، وكذلك المسجد والمدرسة، مشيراًُ إلى أن البطالة هي أيضاً سبب يدفع الشباب إلى اللجوء للوسائل العدوانية. وتابع " لو افترضنا أن ثمة طالب أراد الدخول في تخصص الهندسة ورفض من قبل الكلية فهو بذلك سوف يبدأ بما يسمى بعلم النفس "الإبدال" أي أنه سيصب جام غضبه على التخصص بشكل عام وسوف يروج بأن هذا التخصص ليس مرغوباً".
واعتبر رئيس قسم التفسير بجامعة القصيم والأستاذ المشارك الدكتور محمد بن صالح الضالع أسلوب "الهاكرز" بأنه إفساد في الأرض، موكدا أن التعدي على هذه المواقع التي يصب نفعها على العباد أمر محرم ولا يجوز. وأردف بالقول "إن هذا يعتبر من الإفساد في الأرض ولا يجوز التعدي على المواقع التي تنفع العباد في أمور دينهم ودنياهم بأي شكل من الأشكال".
في المقابل، أبدى المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة القصيم محمد الدباسي أسفه الشديد لما لوحظ في الآونة الأخيرة من عمليات تهكير للمواقع الحكومية، مؤكدا أن هذا الأمر لا يصدر إلا من ضعفاء النفوس، وينتج عنه إضاعة للمال والمعلومات، مشيراً إلى أن موقع المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم يعتمد على برنامج حماية متطور من قبل شرطة متخصصة وهي المصممة للموقع، وأنه شهد خلال السنتين الأخيرتين ارتفاع في عدد الزوار فاق المليون و300 ألف ولم يشهد أي محاولات تخريب.
وحمل الدباسي المدارس والوسائل الإعلامية المسؤولية، وقال "يجب على المدارس والوسائل الحكومية تثقيف الشباب ورفع مستوى الوعي لديهم وتنبيههم للحفاظ على المكتسبات الفكرية والأدبية والإعلامية التي تسهم في رفع مستوى الطرح الفكري لديهم".
ومن جهته، شدد المتحدث الرسمي لأمانة منطقة القصيم يزيد بن سالم المحيميد على الحاجة إلى المتابعة الدقيقة والمهنية العالية لتأمين المواقع الإلكترونية، نظرا لاختلاف أساليب الاختراق التي ينتهجها البعض، مضيفاً أن الكتابة على الصفحة الرئيسية للموقع المخترق ليست إشكالية بقدر ما تقع المصيبة العظمى على وصول القراصنة إلى المعلومات والبيانات الأساسية والتأثير على أداء النظام بشكل عام.
وأكد المحيميد أن الأمانة تتعاون مع شركات متخصصة لدعم جدار الحماية لديهم بما يصعب عملية تهكير موقعها، مبينا أن ثمة مواقع قد تتعرض لعملية "الاختراق" بنسب متفاوتة حسب أنظمة الحماية لديها.
"الوطن" استطلعت بدورها آراء عدد من المواطنين للتعرف على دوافع بعض الشباب لانتهاج أسلوب التخريب الإلكتروني للمواقع الحكومية، وقال عبدالرحمن بن فهد إن القرصنة على المواقع الحكومية في أغلب الأحيان تكون مدفوعة بعدم الرضا عن الخدمات التي تقدمها تلك الدائرة للمواطنين، وعليها أن تعيد النظر في مستوى خدماتها، فيما أرجع أسامة بن زبن الأسباب إلى عامل البطالة الذي يدفع بعض الشباب الباحث عن العمل لمحاولة ملء الفراغ ولو كان بعمل سلبي، أو بمعنى آخر "فضاوة" الشباب.
ودعا سعد بن سعود أحد مستخدمي الإنترنت ويمتلك مواقع إلكترونية إلى التعاون من شركات متخصصة لحماية أجهزتهم وبياناتهم، مبيناً أن بعض المواقع الإلكترونية سهلة الاختراق بسبب الثغرات التي توجد في الأنظمة المستخدمة بالموقع، وقال إن أنظمة الحماية غالباً ما تكون موحدة في أغلب المواقع، خصوصاً مواقع المؤسسات والشركات والمواقع الحكومية.
ارسل تعليق
');
docprint.document.write('
');
docprint.document.write('');
docprint.document.write(content_vlue);
docprint.document.write('
');
docprint.document.write('
');
docprint.document.write('