أعندما يتحول المنتحر إلى بطل .. عذرا عزيزي بوعزيزي صانع شرارة الربيع العربي … بقلم: سلاف يعقوب إبراهيم

حتى هذه اللحظة لا يوجد ما يؤكد
أن الشرطية صفعت بوعزيزي أم لا ..لكن المؤكد أن شاب تونسي رسخ "ثقافة" الانتحار حتى
بات قتل النفس التي وهبها الخالق للإنسان طريقة للاحتجاج .. ليكتب اسمه على لوحة
الأبطال التي افتتحها التونسي بوعزيزي

أبسط دراسات علم النفس تؤكد أن
الانتحار هي آخر مراحل المرض النفسي ومرفوض من قبل الأديان جميعها دون استثناء أو
فتوى تحلل الانتحار .. ..ولو سلمنا جدلا أن التونسي "البطل" حمّلته الحياة أقسى
أثقالها من فقر ومرض وجوع ومهانة إلى أن كانت "الصفعة " التي أشعلت نار الثورة التي
كان بوعزيزي أول ضحاياها

 

ولو فكرنا قليلاً  في الحال
العربي وكم شخص صفع من قبل شرطي أو فرع مخابرات أو حكومة متمرسة في صفع المواطن
العربي ..سنستنتج أن نصف الوطن العربي كان عليه أن ينتحر ..لكن لماذا بوعزيزي ؟ وهل
كان يقصد أن يكون سببا في التغيير العربي؟

 

ببساطة اعتقد أن الشعب العربي
كان ينتظر سبباً يتكئ عليه لتبرير ثوراته سواء كان بوعزيزي هو السبب أم لا .. والذي
ساعد بتحقيق الغاية هي الوسيلة الفتاكة في القرن الـ الواحد والعشرين " الإعلام"
الذي اعتبر بوعزيزي مادة  دسمة لإشباع الشره الصحفي ..فبدأت الآلة الإعلامية تتسابق
لتحميل البوعزيزي مقاصد ربما هو نفسه لا يدرك أبعادها في حال لو  بقي على قيد
الحياة .

 

عزيزي بوعزيزي دفنت ودفنت معك
السبب الحقيقي وراء انتحارك ..وأضفت سببا آخر للخلافات العربية ومنها الخلاف على
تصنيفك وشتان بين البطل والمنتحر

 

اعتذر من كل شخص أختلف معه
بالرأي ..لكننا نحن في زمن الحرية التي يمكن أن تفصل على مقاس كل شخص ..وحتى هذه
اللحظة مقاس حريتي  لم تتجاوز مساحة كلمات على ورق  ..

 

Leave a Reply